استوردوا.. خُضَرا.. أو بَشرا!! بقلم عثمان ميرغني

استوردوا.. خُضَرا.. أو بَشرا!! بقلم عثمان ميرغني


06-22-2016, 01:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466599609&rn=0


Post: #1
Title: استوردوا.. خُضَرا.. أو بَشرا!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 06-22-2016, 01:46 PM

12:46 PM June, 22 2016

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حديث المدينة الأربعاء 22 يونيو 2016
17 رمضان 1437 ه

وزير الزراعة بولاية الخرطوم؛ نفى تهمة عجيبة موجهة لولاية الخرطوم.. أنها تستورد الخضروات من الولايات الأخرى، فقال الوزير(نحن لا نستورد خضروات)!!
أفهم أن تعمل دولة وتفتخر أنها لا تستورد حاجياتها من دولة أخرى.. لكني لم أفهم نفي(العيب!) عن ولاية الخرطوم أنها لا تستورد من رصيفاتها الولايات الأخرى!
ولاية الخرطوم هي أكبر سوق استهلاك في السودان.. فإذا كانت سياساتها تعمل على (عدم!!) فتح أسواقها لواردات الولايات الأخرى؛ فإن ذلك دعوة عريضة لكل سكان الولايات للنزوح إلى العاصمة وتفريغ الولايات.
النظرة الاستراتيجية الحصيفة يجب أن تقوم على مبدأ (التكامل) لا التفاصل.. للدرجة التي أتصور أن تدفع ولاية الخرطوم من حر مالها لمستثمرين في الولايات حتى تضمن (توازن توزيع) التنمية للحد من الهجرة إليها..
على كل حال؛ الأمر لا يتعلق بوزير الزراعة بولاية الخرطوم وحده.. فالنظرية القومية الكلية غائبة تماماً في مفاهيم الدولة.. حتى هذه اللحظة لا نملك خارطة قومية موجهة National Plan.. وتُرتكب أخطاء عظيمة من وحي (العبقريات!!) الملهمة.. فنسمع بمشروعات لا علاقة لها ببيئة الولاية؛ لكن فقط رمى بها القدر المحفوف بنزوات التباهي والكسب السياسي الضيق الذي سرعان ما يتضح خطله بعد أن تهدر موارد مالية ضخمة في مشروعات فاشلة.. الأمثلة كثيرة جداً.. أتركها لفطنة القارئ.
لماذا لا يكون لنا استراتيجية لمنظومة المدن الارتكازية.. التي تجمع حولها محيط تنمية يرتكز عليها.. وتنال كل مدينة قوتها وثقلها القومي من حجم وقوة محيطها التنموي..
مثلاً.. مدينة مثل (نيالا)عاصمة جنوب دافور، تشكل مرتكزاً تنموياً قوياً ربما الثاني بعد العاصمة الخرطوم.. بقوة وثقل المنظومة المحيطة بها وترتكز عليها.
تبادل الأدوار التنموية بين المدن يساهم في إعادة توزيع الكتلة السكانية المشوهة حالياً( كل المنطقة من شمال "الجيلي" حتى أقصى حدود السودان مع مصر لا يقيم فيها إلا حوالي مليون ونصف نسمة فقط.. أي ما يعادل سكان منطقة الحاج يوسف).
وهذا الخلل في توزيع الكتلة السكانية مهدد أمني بامتياز..لأن تفريغ مساحات كبيرة من جغرافية السودان يخلق ثغرة أمنية خطيرة للغاية.. وقد رأينا ما يحدث في شرق السودان الآن؛ بسبب تضعضع البنية السكانية ونزوحها المستمر إلى الداخل.. فمدينة مثل "كسلا" مكشوفة الآن في الهواء الطلق لا ينقصها إلا قَدَر مثل مصير حلايب وشلاتين.
مجرد استخدام مفردة (استيراد!!) لوصف حركة التجارة بين ولايات السودان يكشف خللاً في استيعاب مغزى ومفاهيم الحكم الـ(لا) مركزي..
و يا سعادة وزير الزراعة.. أمامكم خياران.. إما أن (تستوردوا) منتجات الولايات.. أو(تستوردوا) سكانها.. فاختاروا..!!

altayar



أحدث المقالات


  • هل سترفع الولايات المتحدة الأمريكية الحظر عن النظام السوداني؟ بقلم د.أحمد عثمان عمر
  • العدالة الغائبة في دارفور.. بقلم عبدالله مرسال
  • وتر حساس بقلم حماد صالح
  • لماذا تأخرت هجرة اللصوص الى الله 25عام ؟؟ بقلم عصام جزولي
  • شهادة الترابي على العـصـر حلقة (9) بقلم مصعب المشرّف
  • الظافر جاب من الآخر بقلم كمال الهِدي
  • دِيكْ الجِّنْ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الجنجويد في الخرطوم! بقلم أحمد الملك
  • الحقيقة والكرامة، عدالة انتقالية على الطريقة التونسية. بقلم د. محمود ابكر دقدق
  • إيلا يغطي بالإتاوات عجز الحكومة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رحيل.. مظلوم!! بقلم عثمان ميرغني
  • السادة المخلصون بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • (غلط) في رمضان!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • هذا الشيخ ! بقلم الطيب مصطفى
  • داعش في الميزان .. بقلم موفق السباعي
  • هوية السودان .. في الحضر والبادية بقلم نورالدين مدني
  • مناشدة للإمام الصادق المهدى وقوى نداء السودان:من أجل المصلحة العامة والمصالحة الجامعة ،عجلوا بالتوق
  • ركاب قطارأديس أبابا الي اين يذهبون بقلم عبدالرازق محمد إسحاق
  • العلاقات السودانية البريطانية… ما خفي كان أعظم بقلم خالد الاعيسر ٭
  • إصلاح الخدمات الطبية مسئولية من ؟ بقلم عميد معاش طبيب. سيد عبد القادر قنات
  • عمر البشير يعلن وقف لاطلاق النار ومليشيات الدعم السريع ينهبون المواطنيين في مزبت وام حراز وامبرو.
  • العيون الإيرانية لا تدمع أبدا ... ؟ بقلم الدكتور سفيان عباس التكريتي
  • دردشات في المصالحة بقلم سميح خلف
  • التحديات الشيعية والحاجة الى مراكز الأبحاث والدراسات بقلم د. خالد عليوي العرداوي