رحيل.. مظلوم!! بقلم عثمان ميرغني

رحيل.. مظلوم!! بقلم عثمان ميرغني


06-21-2016, 03:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466518055&rn=0


Post: #1
Title: رحيل.. مظلوم!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 06-21-2016, 03:07 PM

02:07 PM June, 21 2016

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



حديث المدينة الثلاثاء 21 يونيو 2016
16 رمضان 1437 ه

في هُدوءٍ رحل أمس الأول، مولانا عبد الله أحمد عبد الله رئيس المحكمة الدستورية السابق.. اختاره الله إلى جواره وهو في غربة مركّبة.. غربة عن الوطن والديار في دولة تايلاند أقصى جنوب شرق آسيا، وغربة المرض الذي كابد ابتلاءه بصبرٍ جميلٍ.
مولانا عبد الله يحفظ له التاريخ القرار التاريخي الذي أصدرته المحكمة الدستورية في مارس 2014 وأصبح سابقة قانونية تفتخر به البلاد.. القرار الذي بموجبه عادت "التيار" للصدور في 2014.. ثم اتكأت عليه مرة ثانية في العام الحالي 2016 بعد أن أصبح سابقة دستورية، ليس لصالح "التيار" فحسب، بل الصحافة السودانية كلها.
ولا تقلل إشارتنا وتخصيصنا ذكر مولانا عبد الله رئيس المحكمة الدستورية آنئذٍ؛ أنّ القرار الدستوري كان ثمرة حكمة سبعة قُضاة هم جميع قضاة المحكمة الدستورية وهم: (مولانا د. محمد إبراهيم الطاهر، ومولانا د. حاج آدم حسن الطاهر، ومولانا سنية الرشيد، ومولانا د. محمد أحمد طاهر، ومولانا عبد الرحمن يعقوب إبراهيم، ومولانا سومي زيدان) الذين سَطّروا فيه ما ستقرأه الأجيال الحالية والقادمة بكل فخرٍ.
كَتَبَ مولانا عبد الله رأيه الذي تضمنه قرار الحكم في قضية "التيار" (19) صفحة كاملة هي تقريباً نصف الحيثيات الكاملة للحكم الدستوري التاريخي.. ثمّ اختار بعد ذلك أن يضمنه في كتاب أصدره قبل أشهر قليلة اشتمل على قضايا مُختارة شارك فيها طوال تاريخه القضائي العتيق.
كان مولانا عبد الله يدرك أنّ التاريخ يُسجِّل ويرصد وأنّ مثل هذه المواقف يرحل أصحابها وتبقى هي على مَــر الزمان تطالعها الأجيال و(تحكم!) على من سَطّروها.. فالقضاء ليس مجرد أحداث عابرة تفصل فيها أحكام قضائية عابرة، بل هو سجل يظل عبر الأجيال كتاباً مفتوحاً، يُخلِّد أسماء القضاة الذين صنعوه والقضايا التي سطّروا فيها مداد رأيهم.. من سجلات القضاء تقرأ الأجيال القادمة تفاصيل حياة الأمم السابقة.. ومنها (تحكم!) على رشدهم..
قَاضٍ مثل مولانا محمد أحمد أبو رنات – مثلاً - رحل منذ العام 1977 لكن اسمه لا يزال يتردّد كأنّه حي يُرزق بين ظهراني هذه الدنيا المُزدحمة بالأحداث والناس.. وأسماء ذهبية أخرى كثيرة لا يزال جيد القضاء يتلألأ بها رغم أنّ غالبيتهم رحلوا قبل سنوات.
ومولانا عبد الله أحمد عبد الله قبل آلام المرض تحمّل في نبلٍ كبيرٍ آلام الظلم الذي حَاقَ به من ما هو رائج في أحاديث الناس حول قضية التحكيم في قضية الأقطان.. والحقيقة مُختلفة تماماً عن الرواية السائدة ولكن ربما الزمن لم يحن بعد ليعلم الناس الحقيقة.. وقد تقدم باستقالته طائعاً مختاراً ليبعد المنصب الحسّاس عن مجرى القيل والقال.. رغم علمه أنّه بَرئٌ مما يُقال.
رحم الله مولانا عبد الله أحمد عبد الله بقدر رحمته الواسعة (لا كما يقول البعض بقدر ما قدّم من عمل..) وسينصفه التاريخ.. إن عجزنا نحن اليوم.


altayar



أحدث المقالات
  • السعودية وتنظيم داعش: فرضية التحالف وحتمية الصراع بقلم عبد العزيز نجاح حسن
  • جائزة أفضل وزير و أفضل مسئول بقلم عمر عثمان
  • أدعياء العلم ينشرون الجهل بقلم علي الكنزي
  • سعادة السفير سطر اسمك بالتاريخ بقلم عواطف عبداللطيف
  • علموا الأجيال بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • ليكون وقف اطلاق النار هذه المرة نهائياً يقود لسلام مستدام في السودان بقلم ايليا أرومي كوكو
  • عُقدات فلسطينية بقلم فادي قدري أبو بكر
  • صوت حواء .. ومن حقها التغيير بقلم أخلاص باخميس*
  • هل حقا انتم مسلمون بقلم رفيق رسمي
  • من قائد كبير إلى عميل حقير بقلم د. فايز أبو شمالة
  • مع طلاب حزب البعث فى إفطارهم!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • جيمس بروس يحاور ستنا ملكة شندي عام 1772 بقلم سعد عثمان
  • كل رؤساء السودان من البديرية..! بقلم عبد الله الشيخ
  • اللاجئين الأرتريين رحلة معاناةٍ لم تنتهى بعد ! بقلم محمد رمضان
  • ( مستر شو) بقلم الطاهر ساتي
  • جادين: راهب الفكر والسياسة بقلم فيصل محمد صالح
  • القرار العظيم.. للرجل العظيم!! بقلم عثمان ميرغني
  • السنوسي يعود إلى البيت القديم بقلم عبد الباقى الظافر
  • ثم يلعنوه !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • المسرحية القاتلة.. تبدأ بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • الشاحنات المصرية والكوميسا بقلم الطيب مصطفى
  • أيهود باراك غائبٌ يتهيأ للعودة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين / دعوة للتضامن مع ال الشريف الهندي
  • ضعف الدبلوماسية السودانية !! بقلم احمد دهب

  • Post: #2
    Title: Re: رحيل.. مظلوم!! بقلم عثمان ميرغني
    Author: عوض محمد احمد
    Date: 06-21-2016, 03:24 PM
    Parent: #1

    بس دقست في ابورنات الذي كان حذاءا لعساكر 17 نوفمبر و كان اول من تم عزله بعد ثورة اكتوبر حيت تتلوث يد القضاء
    في عهده بدما ضباط قتلهم عبود قاموا بانقلاب بمثلما قام هو بانقلاب