*يفترض أن تكون هذه أغنية المرحلة.. *(عطشان والبحر جنبك) للمطرب حمد الريح.. *وليته كان بحراً واحداً وإنما هم ثلاثة أبحر تخترق العاصمة.. *وكلمة بحر - للعلم- وردت في القرءان بمعنى نهر أيضاً.. *ورغم ذلك تعاني عاصمتنا العطش في فضيحة سياسية.. *بل هي فضيحة عالمية إن تجاوز خبر عطشنا هذا حدود بلادنا.. *فضيحة ما سمعنا بمثلها في العهود كافة منذ الاستقلال.. *ثلاثة بحور جنبنا والصنابير تعزف لحن الشخير.. *أزرق وأبيض و(بدون) والماء يباع على ظهور الدواب.. *أنهار لم تحظ بمثلها أية عاصمة في الدنيا والعطش هو سيد الموقف.. *أنهار بالكوم ولسان حال المواطن يدندن (عطشان يا صبايا دلوني ع السبيل).. *ومفردة صبايا هنا يمكن إبدالها بكلمة (حكومة).. *ولكن من قال إن الحكومة فاضية كي تدل الناس على أي شيء أصلاً.. *فهي مشغولة بقضايا تخصها- وتعرفها- وحدها.. *هي في وادٍ والمواطنون كلهم في وادٍ آخر غير ذي ماء.. *فالبرلمان - مثلاً- مشغول جداً بقضية أنه (ما قاعد يتسلى).. *هو (مش فاضي لموية وكهرباء وبنزين وكلام فارغ).. *وبسبب انشغاله هذا ليس لديه وقت ليستدعي ذوي الاختصاص ليسألهم (أين الماء؟).. *فهو لابد أن يثبت أولاً أن أعضاءه لا (يتسلون).. *وإلى حين فراغه من مسألة التسلية، على الناس أن يتسلوا بالجلوس (جنب البحر).. *والخارجية مشغولة بمسألة زعيم عصابة تهريب البشر.. *فهي تريد إثبات أن الإرتري الذي تم تسليمه هو المتهم المعني نفسه.. *ولا يهم إن كان اسمه مدهاني أو فخراني أو ورداني.. *وربما تود لو تعاملت معه سلطات روما بنظرية الأمن المصري حسب الطرفة.. *نظرية أن يُضرب القرد حتى يعترف بأنه الأسد.. *أو أن يُحضر إلى عاصمة (الأنهار) فيجبر على توزيع الماء بالكارو.. *وبعد فترة سوف يقر بأنه ميريد مدهاني (ذات نفسه).. *وحكومة عاصمة ولاية العطش مشغولة بالبحث عن (حتات فاضية) لبيعها.. *ثم تكتشف أنه لم يبق سوى الأنهار الثلاثة.. *وبحثاً عن مصدر دخل قد تفرض رسوماً على مرتادي ضفافها بغرض (التسلية) .. *وتُسمى رسوم جلوس (جنب البحر).. *وبرلمان الولاية غير مشغول حتى بمثل (تسلية) شقيقه الأكبر.. *فهو لاحس لا خبر لا (كلام).. *ومن الطبيعي - إذاً- ألا نسمع له رأياً في العطش.. *ومدير (قطوعات المياه) غير مشغول بأي شيء خالص.. *فهو (مريح دماغه على الآخر).. *وفضيحة عطش عاصمة الأنهار كفيلة بإسقاط أي حكومة في العالم.. *أن تكون عطشاناً و(البحر جنبك !!!). assayha