*ما يروى عن بدر الدين سليمان كرهه للغباء.. *هكذا حكى لي أستاذنا الكبير إدريس حسن ذات يوم.. *قال إنه لا يحب التعامل مع الذين لا يفهمون.. *وقد قدر لي أن أتعامل كثيراً مع بدر الدين هذا عن قرب.. *ولمست فيه بالفعل ذكاءً حصيفاً.. *ولكن رغم ذكائه هذا فهو عاشق للشمولية.. *ولا أدري كيف يكون (الذكي!) عاشقاً لحكم الفرد.. *علماً بأننا لا نعني بالذكاء هنا الأكاديمي منه.. *فأذكى رجل في العالم هو مزارع أمريكي غير ذي درجات علمية.. *فقد نال من درجات الذكاء ما يربو على (200).. *وذلك حسب استبيان الذكاء الذي أُجري عشوائياً قبل نحو عامين.. *وكذلك هم أغبياء كثير من معارضي الوضع الراهن.. *وجراء غبائهم هذا بقيت الإنقاذ في الحكم لما يقرب من الثلاثين عاماً.. *فهي المستفيد الأعظم من هذا الغباء العجيب.. *وكنماذج منهم الذين اختزلوا نضالهم في (مسرح عمليات الحواسيب!).. *ومن أراد دليلاً على ذلك فليقرأ مداخلاتهم العنكبوتية.. *ومنها التي شُتمت فيها بسبب كلمتي ذات عنوان (خليني سوداني).. *أو فلنقل: بسبب الفهم الخاطئ لها.. *فأنا طالبت بتغيير اسم السودان لأنه صفة كانت تشمل غيرنا.. *وصفة اللون لا تصلح اسماً لدولة.. *وإلا لنُسبت شعوبٌ إلى اللون الأصفر أو الأحمر أو الخلاسي.. *وبالمناسبة، معظم العرب الآن هم خلاسيون.. *فهم هجين من (خضرة) عرب و(بياض) فرنجة.. *وقلت بالنص في كلمتي المذكورة (وليس العيب في اللون قطعاً).. *ورغم وضوح حديثنا هذا فإن الغباء حال دون فهمه.. *فأغلب التعليقات ذهبت في اتجاه وصمنا بالعنصرية وكراهة السواد.. *طيب كيف نكره السواد ونُحدِّث عن (فراعيننا السمر)؟!.. *فغبش الهوية هو أحد مشاكلنا الآنية.. *واعتزاز الألمان بجنسهم الآري هو الذي فجر فيهم طاقات (القوة).. *وليتنا نحن نعتز بهويتنا الحضارية (الفرعونية).. *فهذه هي التي تميزنا وليس السواد الذي يشاركنا فيه آخرون.. *فالسودان- جمع أسود- كثر في هذا العالم.. *وهي لا تخص النوبيين وحدهم وإنما أهل البلاد كافة.. *ويكفي أن آثار متحفنا الرسمي هي فرعونية.. *ولكنه يسمى المتحف (القومي!).. *بقي أن نشير إلى عدم ذكاء آخر (آثاره) على صحفنا هذه الأيام.. *إنه الخاص بإعلان التحقق من انتشارها.. *فمجلس الصحافة يعتمد في ذلك على إفادات الصحف ذاتها.. *وبعض الصحف هذه توزع (بطريقتها).. *فمن البديهي- إذاً - (ألا يكتب من بيده القلم نفسه شقياً).. *نقول ذلك رغم إن (الصيحة) في المقدمة الآن.. *بفضل الله أولاً ثم (الأذكياء!!!). assayha