(غضبة الحليم)!! بقلم عثمان ميرغني

(غضبة الحليم)!! بقلم عثمان ميرغني


06-11-2016, 02:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1465652545&rn=0


Post: #1
Title: (غضبة الحليم)!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 06-11-2016, 02:42 PM

01:42 PM June, 11 2016

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حديث المدينة الجمعة 10 يونيو 2016

دهشتُ للغاية من التوتر الذي ساد البرلمان السوداني خلال الأيام الماضية .. والكلمات الغاضبة التي صدرت عن رئيسه البروفسير إبراهيم أحمد عمر .. من تصريحات منسوبة لأحد النواب انتقد فيها المجلس الوطني (البرلمان)..
صحيح أن النواب ورئيس المجلس ربما أغضبهم (بعض!) المفردات التي استخدمها النائب عبد المنعم عسيل كمثل قوله: إن النواب مجرد (كومبارس) .. وأنهم يمارسون ضرباً من (التسلية) تحت قبة البرلمان ولا يؤدون عملاً رقابياً و تشريعياً جاداً.. ولا يدافعون عن مصالح الشعب.. ثم العبارة اللاذعة التي ختم بها النائب البرلماني تصريحاته؛ أنه أيضاً (يتسلى!) بحضور جلسات البرلمان أسوة بزملائه النواب.
وفي سياق الردود البرلمانية الغاضبة؛ قالت نائبة رئيس المجلس: كان الأجدر بالنائب أن يتلو القرءان بدلاً عن التسلية! وقال نائب آخر مستغرباً: كيف يستحل هذا النائب التمتع براتبه والمزايا المالية الأخرى إن كان لا يفعل شيئاً في البرلمان سوى (التسلية)..
في تقديري؛ غضبة السادة النواب لها سببان.. الأول: أنهم لم يستوعبوا (اللغة الصحفية) الانتقادية التي استخدمها النائب البرلماني.. التشبيهات التي استخدمها النائب هي في حكم (المجاز) الجائز استخدامه في سياق النقد الصحفي بلا أدنى حرج.. فكونه(يتسلى) لا تعني أنه (يلعب) بجهاز الموبايل أو ما شابه.. هي وصف – مجاز- يقصد به الإمعان في تجسيم الحالة التي ينتقدها في رسم كاراكاتيري لا أكثر.. ويشمل ذلك أيضاً استخدامه لمفردة (كومبارس).. كل ذلك مقبول في سياق النقد والتشبيه المجازي.. تماماً مثل ما يفعل فنانو الكاراكتير عندما يرسمون ويصورون الشخصيات المعروفة بتضخيم بعض ملامحهم..
أما السبب الثاني (للغضبة) فهي كون أن الحال لا يبعد كثيراً عن سياق ما انتقده النائب البرلماني.. ففي الخاطر الجماهيري العام أن البرلمان لا يلعب دور السلطة الرقابية والتشريعية بالمدى المطلوب في مفهوم الدولة العصرية التي تفصل السلطات الثلاث.. التنفيذية والتشريعية والقضائية.. ففي كثير من المحكات العملية تنازل البرلمان عن سلطته لصالح السلطة التنفيذية بقبوله وتمريره لبعض القرارات والتشريعات.
والذي يدهشني للغاية؛ إذا كان نائب برلماني لا يستطيع مجرد انتقاد(برلمانه) فكيف يكون مطالباً بمواجهة السلطة التنفيذية والدفاع عن ناخبيه!!
مساحات(حرية التعبير) إن ضاقت على أعضاء البرلمان فهي عن سواه أضيق.. وكان الأجدى أن يضرب البرلمان المثل والقدوة في سعة الصدر وتقبل النقد واستلهام الحكمة من مثل هذه الملاحظات الناقدة.. فالبرلمان مدرسة إن أنت أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
altayar


أحدث المقالات


  • اذا تريد أمريكا منا ؟؟؟ بقلم د. موفق مصطفى السباعي
  • بيرني ساندرز والمبادرة الفرنسيّة بقلم أ.د. ألون بن مئيـر
  • محمد علي كلاي و الإمبراطورية الأمريكيّة بقلم أتيم قرنق *
  • الجنائية الدولية ورحلات البشير الخارجية امام مجلس الامن بقلم محمد فضل علي.. كندا
  • الأزمة السودانية والمثقفين الكذبة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مطوفش!! بقلم جعفر خضر
  • الجمهوريون بين الوهم والحقيقة (18) بقلم الطيب مصطفى
  • الحل الوحيد الذى تبقى للشعب السودانى قبل الانقراض!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • أصوات تغرد خارج السرب محمدين محمود دوسه
  • نجوم القرن بقلم حامد جربو
  • سد مروى الحلم الذى ذهب فى أدراج الرياح بقلم محمدين محمود دوسه
  • التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي بقلم ماهر إبراهيم جعوان