لتذهب إلى حيث تريد (شن ثمرتك؟).. *عبارة كانت ترددها جدتي كلما خرجت من البيت مغاضباً.. *كانت تقولها خليطاً بين النوبية والعربية فيزداد غضب الطفولة بداخلي.. *ثم يتضاعف غضبي هذا حين أعود فلا أجد من افتقد (ثمرتي).. *فأنا ولا أي شيء ؛ سواء قعدت أو خرجت.. *بل قد يكون خروجي أفيد لأهل الدار بخروج الشغب معي.. *والآن أستعير عبارة جدتنا الحرم هذه لألقي بها في وجه الحسن (الصغير).. *فهو (صغير) فعلاً ما دام يغضب مثل كاتب هذه السطور وهو (صغير).. *ولكن الفرق بين غضبي وغضبه أن الأول لم يكن مكلفاً.. *فأنا لم أكن أملك سوى عربة صفيح - لعبة- لا أحد يهتم بها في غيابي.. *فهي ليست بحاجة إلى وقود وصيانة وميزانية وأجرة سائقين.. *ثم إنها كانت من غير فلوس (خالص).. *وفوق ذلك لم تكن لي مخصصات لا تنقطع بانقطاعي عن البيت.. *الشيء الوحيد الذي كان ينقطع هو طعامي فأعوضه بطعام جدتي الأخرى.. *أما (بسلامته) فهو له من الفارهات ما لا أعرف عددها بالتحديد.. *فحين رجع من (حردته) الأخيرة احتج على غياب أربع منها.. *ولم يقتنع بتبرير أنها أُخذت إلى الصيانة.. *ولو كانت مخصصاته نقصت قليلاً لاحتج أيضاً.. *وأجره الشهري محفوظ له كذلك إلى أن يرجع (على أقل من مهله).. *هكذا بكل (قوة عين) يسأل عن بقية سياراته الرئاسية وهو غائب.. *وربما قبض راتبه الشهري المتراكم وهو زائغ.. *وكذلك مخصصات وظيفته وهو عاطل.. *ولكن الحق ليس عليه بما أن كل مؤهلاته كونه ابن أحد السيدين.. *الحق على الذين (يبعزقون) مال الشعب في كل من يظنون (تحت قبته فكي).. *فلا هو استقطب لهم ما يملؤون سياراته الأربع من الاتحاديين .. *ولا هو أعانهم بثاقب فكر فيما يحيط بهم من أزمات.. *ولا هو ينوب عنهم في مثل الذي يفعله ابن السيد الآخر من (علاقات عامة).. *ولا حتى يكتفي بالجلوس (الساكت) في مكتبه.. *فما هي (ثمرته)- إذن- كي يتمسك به صناع القرار؟.. *والسؤال الذي يمغص أكثر: ماذا يفعل بكل هذه السيارات حتى لو كان (يعمل)؟.. *وأعني الأربع التي احتج على غيابها زائداً التي وجدها بانتظاره؟.. *إن رئيس أعظم دولة في العالم ليس له سوى سيارتين.. *فلماذا يكون (للصغير) هذا أربع سيارات- وأكثر- في دولة تحت الفقر؟.. *وكلما عاد من (زعلة خارجية) تفقدها كطير سليمان.. *أما نحن فلا نفتقد (ثمرته!!!).