والاماسي بتبكي .... في اسي ما اعتيادي كتب صلاح الباشا

والاماسي بتبكي .... في اسي ما اعتيادي كتب صلاح الباشا


05-12-2016, 05:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1463072050&rn=0


Post: #1
Title: والاماسي بتبكي .... في اسي ما اعتيادي كتب صلاح الباشا
Author: صلاح الباشا
Date: 05-12-2016, 05:54 PM

05:54 PM May, 12 2016

سودانيز اون لاين
صلاح الباشا-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر


* وتتوالي الفواجع .. وتتمدد الاحزان . ذلك ان رحيل مبدع هو رحيل امة .. رحيل مخزون تراث لن يتجدد .. فقد كان سعدالدين وهو في قامة وطن ركنا هاما من اركان الثقافة السودانية .. ومرتكزا مميزا من مرتكزات المفردة الشعرية البسيطة كبساطته والمتددة عشقا لكل ما هو جميل . فالله جميل يحب الجمال.
* ظل سعد طوال حياته العملية يحمل لواء التنوير الفني والاجتماعي .. حميما في تعامله مع الناس .. مجهدا نفسه للتفرد في مقالاته الاجتماعية التي ظل يتناول فيها ظواهر المجتمع وتقلباته . وقد كان اكثر ما يمتاز به ان له القدرة الفائقة والعفوية لخلق صداقة متينة مع كافة الاجيال .. وهذه صفة العظماء من الناس .
* ذات مرة اتصل بي الاستاذ الموسيقار الراحل محمد وردي طالبا مني الحضور الي دار الفنانين بام درمان عصرا للاستماغ الي بروفات اغنية جديدة .. وقد كان وردي قد استقر باليلاد بعد عودته من الدوحة حيث كان قد اجري فيها زراعة الكلي علي يد البروف المتمكن الصديق العزيز الفاضل الملك رئيس قسم زراعة الكلي وباشراف كامل من البروف عمر ابراهيم عبود الذي كان يترأس قسم المسالك بم بمستشفي حمد العام بالدوحة .. وقد كنت اعمل وقتذاك متعاقدا بدولة قطر بوزارة خارجيتها .. فذهبت الي دار الفنانين وشهدت تلك البروفة لاغنية كانت غريبة المفردات ولكنها من خلال مضامينها فانها تعالج قضايا زوجية محددة .. وتبدا بعنوان ( نختلف او نتفق ) ...
* بعد انتهاء البروفة سألت وردي عن شاعرها فاجاب بانها (حقت صاحبك سعدالدين). .. فقلت لوردي بانني ساكتب مقالا فنيا عن هذه الاغنية التي سوق تحدث ضجة لها ما بعدها .. لان وردي كان ينتقي المفردات التي يري فيها رؤية شعرية متجددة .. والا لما تغني برائعة الشاعر التجاني سعيد طالب الثانوية وقتذاك في العام 1968م وهي ( من غير ميعاد ).
* في اليوم التالي ذهبت لمقابلة الاستاذ سعد الدين في مقر الصحافة واخذت من نص الاغتية .. وفاجاته بنشر مقال في اليوم التالي عن البروفة مع استعراضي للنص بصفحة الزميل الصديق طاهر محمد علي طاهر رد الله غربته من ليبيا .
* وللحقيقة اقول ان الاستاذ وردي كان معجبا جدا باغنية سعدالدين التي لحنها الاستاذ عمر الشاعر وتغني بها الفنان المهاجر بالسعودية فتحي حسين .. ثم ظل يرددها الفنان الطيب مدثر بصوته الطروب فاحياها قبل ان تندثر. حيث قال لنا وردي ان العزيزة تحتوي علي زخم كبير من مفردات العشق النبيل وكان وردي يردد ( سلميلنا علي ضفايرك موجة موجة وكلميها ). ورحم الله الاثنين .
* وربما لا يتذكر البعض ان الاستاذ سعد الدين كان لديه قدرات فائقة مقرونة بخيال خصيب في اعداد البرامج الاذاعية الاجتماعية .. وياتي من اشهرها برنامج الصباح الاذاعي سلام علي وطني الذي كان يخرجه الاستاذ عبود سيف الدين . فضلا علي حلقات (من حلتنا ).
* ونحن اذ نودع سعد وقد هرعنا في الصباح الباكر الي مقابر خلفاية الملوك لتشييعه .. فان شريطا طويلا من منجزات الراحل العزيز كانت تمر بخيالنا .. ومن اهمها طريقته الجاذبة في كتابة عموده الراتب باخيرة المجهر ( النشوف اخرتا ) والذي ظل يتحف به قرائه في كافة الصحف التي كتب فيها .. حتي في تلك التي ترأس تحريرها كالحرية ودنيا والجريدة .
* رحمك الله يا صديقي الصدوق .. ولعل فنان الجماهير ابو عركي مغجوعا الآن في كندا التي ينفذ فيها بعض حفلاته الفنية هناك .. وقد كان عركي يفتتح صباحه بعمودك الصباحي حسب ماذكر لنا ... كيف لا وهو الذي احال رائعتك ( عن حبيبتي حاحكي ليكم ) الي عمل اوركسترالي بالنوتة من خلال حفله الشهير بالولايات المتحدة بمناسبة تخريج ابنه محمد من كلية الموسيقي هناك وهو عازف الاورغ المعروف .. حيث صاحبة فرقة الكلية من الامريكان العزف مع عركي في رائعة سعد الدين الخالدة التي تتوسط جيد اعماله الفنية .
* رحم الله ابن السودان سعد الدين ابراهيم والذي حتما ستفتقده الاجهزة الاعلامية في برامجها لشهر رمضان المعظم ... بمثلما تفتقده الساحة الصحافية كواحد من فرسانها الاماجد .. ويفتقده مجموعة الشعراء في بلادنا واصدقائه المقربين بمجموعة الحلفايا التي كان واسطة عقدها ايضا ..
* وتختم احزاننا بشعر ابن الرومي:
سيذكرني قومي اذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
واحسن الله عزاء اسرته الصغيرة والكبيرة وقد شهد الراحل غرسه الذي اينع حيث كتب الله له العمر ليفرح في فرح زواج ابنه وابنته ... والحمد لله علي كل حال .


أحدث المقالات
  • موسم الانتخابات الافريقيه المضروبه بقلم د/الحاج حمد محمد خيرالحاج حمد
  • المواعيد لسه حزنانة بتنادي بقلم نورالدين مدني
  • بوح 5 انهيار التشظي أحقا يبكي الرجال ؟ بقلم مأمون احمد مصطفى
  • في التعقيب على الناطق الرسمي للشيوعي وعاد ماركس ...إسلامياً؟! بقلم محمد علي خوجلي
  • اللامركزية المغربية - التحديات التي تواجه التنفيذ الفعلي بقلم يوسف بن مئير، مؤسس منظمة الاطلس ال
  • الامم المتحدة ومسؤلياتها تجاه قطاع غزة بقلم سميح خلف
  • استنكار مجزرة هيبان..ونقلة نوعية في العمل المعارض بقلم صلاح شعيب
  • ليلة القبض على ونسي..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • كلٌّ يغني لنظامه !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • «4» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • البشير وزيارة يوغندا بقلم الطيب مصطفى
  • أمدرمان والحرب العالمية الثانية مختارات من كتاب امدرمانيات بقلم هلال زاهر الساداتي
  • في تاريخ هيبان ثلاث مذابح و مجازر و هذه لن تكون الاخيرة بقلم ايليا أرومي كوكو
  • يوسف أحمد المصطفى: من أنصار السنة إلى الحزب الشيوعي المنارات التي شيدها أول مايو6
  • الثورة تُراجع ولا تتراجع بقلم ابراهيم سليمان
  • تصفيه النقل البحرى وألأستفتاء ألأدارى لدارفور وبيع جامعه الخرطوم واغتيال طلاب الجامعات والبقيه آتيه
  • تائه بين القوم / الشيخ الحسين/ لا حول و لا قوة الا لالله
  • المستعربون سلاح الجبناء وسكين الخبثاء بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • الانقاذ ... بعد ما طلعت من بطن امي ان شاء الله يطق بقلم شوقي بدرى
  • هل انتصر البشير بنقاباته على الشعب السوداني؟.. بقلم عثمان محمد حسن
  • أيها الناس إلي أي جانبٍ تأخذُكم قناعاتُـكم ؟ بقلم عبد القادر اسماعيل السّـنّي
  • التحليل الحقيقي للتطورات الأخيرة في تركيا بقلم موفق السباعي