تيران وصنافير .. وحرية التعبير بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري

تيران وصنافير .. وحرية التعبير بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري


05-08-2016, 03:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1462716812&rn=0


Post: #1
Title: تيران وصنافير .. وحرية التعبير بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
Author: أحمد الخميسي
Date: 05-08-2016, 03:13 PM

03:13 PM May, 08 2016

سودانيز اون لاين
أحمد الخميسي-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






يتصور البعض أن أزمة نقابة الصحفيين المصريين التي نشبت في مايو الحالي بسبب اقتحام الشرطة النقابة قد شغلت الناس عن موضوع التنازل عن الجزيرتين المصريتين" تيران" و" صنافير" للسعودية، وأن أزمة الصراع بين النقابة ووزارة الداخلية أزمة مفتعلة مقصود بها إلهاء الناس عن موضوع التفريط في وحدة التراب الوطني مصري، وهو تصور غير صحيح. فقد تفجرت الأزمة بعوامل داخلية بصفتها إحدى ذروات انتهاك الحريات العامة تحت شعار تطبيق القانون. أين كان القانون حينما جاء إلي مصر إبن الصحفي المعروف هيكل لحضور جنازة والده، ثم سافر بعدها من دون المساس به، علما بأن اسمه على قوائم ترقب وصول في المطار، ومطلوب في قضية التلاعب بالبورصة مع نجلي مبارك وتحقيق كسب غير مشروع في حدود ثلاثة مليارات؟ وأين كان " تطبيق القانون" عندما سافر أحمد موسى على طائرة الرئيس وعليه حكم من القضاء؟! وأين كان " تطبيق القانون" عندما كان مرتضى منصور مطلوبا واحتمى بشقة لم تجرؤ الداخلية على اقتحامها؟!. هناك مسار طويل من انتهاك الحريات والكيل بمكيالين عند الحديث عن القانون، إذ يتضح فجأة أن لدينا أكثر من قانون، أحدها يتم تطبيقه على عامل قطارات اختلس ثلاثة جنيهات فيتم سجنه، والآخر يتم تطبيقه على أحمد نظيف رئيس وزراء مبارك وبقية لصوص عهده فإذا بهم جميعا مطلقي السراح أحرارا. تفجرت قضية نقابة الصحفيين على هذه الخلفية، وليس بصفتها لعبة من النظام لالهاء الناس عن موضوع الجزيرتين اللتين تم بيعهما في غمضة عين للملكة السعودية. تفجرت بحكم عوامل داخلية في مقدمتها الغضب الشديد من ملاحقة الصحفيين وحرية التعبير والتظاهر، وهي الملاحقة التي بدأت بقتل شيماء الصباغ من دون أن يلقى القاتل عقابا حتى الآن. وفي كل الأحوال فإن معركة النقابة ليست إلهاء وشغلا للناس عن موضوع الجزيرتين، وعلى العكس، فإن كل معركة صغيرة من أجل الحريات العامة تشق دربا صغيرا إلي استعادة الجزيرتين، كما تشق الجداول طريقها إلي البحر الكبير. بهذا الصدد كانت للروائي الانجليزي ديكنز عبارة جميلة يقول فيها : " للأبواب الكبيرة مفاتيح صغيرة"، وكل معركة من أجل الحريات العامة تخوضها نقابة الصحفيين، أو الأطباء، أو موظفو الضرائب، أو العمال، هي مفتاح من مفاتيح الباب الكبير. وموقف النقابة الحازم ردا على انتهاك حرمتها وحرمة حرية التعبير، هو أيضا مفتاح من مفاتيح باب الجزيرتين. إن قدرتنا على استعادة الجزيرتين، وطرح القضية الوطنية، تتأكد وتلوح أقرب بتوسيع دوائر الحرية وفي مقدمتها حرية التعبير. وما يجري ليس إلهاء عن قضية الجزيرتين، بل طريقا نحو الجزيرتين.

د. أحمد الخميسي. كاتب مصري







أحدث المقالات

  • قصة السفير السوري في الخرطوم ،، ورجل الأعمال السعودي ..بقلم جمال السراج
  • العثمانية الجديدة تفقد مهندسها: «انقلاب قصر» ينهي حقبة داود أوغلو بقلم محمد نور الدين
  • صناعة الموت في غزة بقلم سري القدوة
  • أخطر من العدوان على غزة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • بل نال السودان منكم كل الويل يا هؤلاء !! بقلم بثينة تروس
  • عصام الترابي علي خط المؤتمر الوطني في الإستهداف العنصرى للنوبة.. بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • ونستر !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • صنعت من حبيبي دكتاتوراً بقلم عبد الباقى الظافر
  • عندما تنتحر الأمة؟! بقلم الطيب مصطفى
  • رد على د. آلون بن مائير حول كسر الجمود في صراع إسرائيل فلسطين في سودانيزاونلاين بقلم سعيد محمد عدنا
  • الطيب مصطفي والطلبة الاوباش المتمردون بقلم جبريل حسن احمد
  • الطيب مصطفى يتهم شهداء الجامعات السودانية بأنهم متمردين !!؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • إسرائيل تماطل في قبول المعونة الأميركية بقلم نقولا ناصر*
  • محمد محدثين و مفتاح الملف الايراني بقلم اسراء الزاملي
  • إنتصار السعادة في ملاذ الحب بقلم نورالدين مدني
  • خوفي لا اعرف الي أية دولة من دول السوداني انتمي بقلم محمد ادم فاشر
  • من محن الانقاذ بقلم شوقي بدرى
  • الثقافة السودانية دعامة العنف في المجتمع بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • تايه بين القوم: الشيخ الحسين/ السيسي رجل المخابرات الداهية والصوفي الدرويش!؟