هل بات أردوغان طاغية..! بقلم عبد الباقى الظافر

هل بات أردوغان طاغية..! بقلم عبد الباقى الظافر


05-08-2016, 03:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1462716392&rn=0


Post: #1
Title: هل بات أردوغان طاغية..! بقلم عبد الباقى الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 05-08-2016, 03:06 PM

03:06 PM May, 08 2016

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبيل أيام انتخب البريطانيون الشاب صادق خان عمدة لعموم لندن..خان المولود في العام ١٩٧٠ لأسرة باكستانية مهاجرة، استطاع أن يحفظ لحزب العمال أكبر وأهم معقل انتخابي..وصول أول مسلم في بريطانيا لهذا المقام الرفيع ولد جملة تساؤلات وسط المسلمين..الغرب الذي يكرهه بعض المتطرفين لا يشهر بطاقة التصنيف السالب في وجه المسلمين.. بل ربما منحت خلفية خان الدينية تمييزاً إيجابياً لشاب طموح.
ولكن ذات النموذج كان يتصدّع في تركيا التي تقدم نموذجاً اسلامياً متصالحاً مع الآخر.. مفاصلة حدثت في حزب العدالة والتنمية بين زعيمه الأول طيب أوردغان ورئيس الحزب داؤود أوغلو..المنازعة بين الرأسين انتهت بانسحاب الرأس الأصغر أوغلو، الذي أكد أنه لن يسيء أبداً لرفيقه أوردغان.
المتتبع لسيرة أوردغان تتجسد فيه صورة لاعب الكرة الماهر، وقد كان الرجل كذلك في سنوات عمره الأولى..انشق أوردغان عن شيخه زعيم حزب الرفاه الإسلامي حينما رأى أن سهام العلمانية تتكاثر عليه..أعلن تكوين حزب التنمية والعدالة رافعاً شعار احترام العلمانية التي فرضها كمال أتاتورك على الشعب التركي، فمنع حتى الآذان في المساجد ..حينما فاز حزبه في العام ٢٠٠٢ قدم أوردغان رفيقه عبدالله غِل لرئاسة الحكومة ريثما يتخلص من تبعات حكم قضائي حرمه من ممارسة السياسة .. بعيد عام طلب أوردغان من عبدالله مفاتيح مكتب رئيس الوزراء..حقق الرجل نجاحات خاصة في دنيا الاقتصاد وباتت تركيا في عهده بلداً مزدهراً، وفي تمام العافية المالية.
طموحات أوردغان جعلته يتعامل بهدوء مع عدد من الملفات ..أجرى عدداً من الإصلاحات السياسية التي غلت يد الجيش التركي من الدخول في تفاصيل المشهد السياسي.. كما سن قوانين مكنت الإسلام السياسي من الازدهار، وذلك تحت لافتة حق الأفراد في ممارسة حرياتهم الشخصية.. عبر تلك التشريعات بات بإمكان الفتيات أن يدرسن في الجامعات دون الحاجة إلى نزع حجابهن.
لاحقاً عدل أوردغان الدستور وجعل الشعب يختار رئيس الجمهورية مباشرة ..ومن قبل كان منصب الرئيس رمزياً وينتخب من البرلمان..في أول انتخابات حاز على ثقة الشعب التركي، وبات أول رئيس منتخب منذ العام ٢٠١٤.. استخدم الرئيس المادة (١٠٤) التي تجعله رئيساً قابضاً على معظم السلطات.. بات يترأس اجتماعات مجلس الوزراء، وقد كان أسلافه يكتفون بمتابعة رئيس الوزراء.. غير في تركيبة مجلس الدفاع الوطني الذي يرأسه وجعل غالبية أعضائه من المدنيين.
رغم تعاظم السلطات عند الرئيس التركي إلا أنه لم يكن سعيداً بانتهاء رئاسته على الحزب الحاكم كما ينص الدستور التركي.. بات أوردغان يتدخل في تفاصيل عمل رئيس الحزب الذي يشغل في ذات الوقت منصب رئيس الوزراء..ضاق المفكر داؤد أوغلو من قبضة أوردغان فانسحب من المشهد بهدوء.
بصراحة.. اخفاق أنضر تجربة إسلامية في تبادل السلطة سلماً في تركيا مقروناً بما حدث في لندن يجعلنا نشفق ونخاف من تجارب الاسلاميين في بلادنا وماجاورها. فشلت الحركات الاسلامية حتى هذه اللحظة في انتاج نموذج قادر على تبادل السلطة سلماً، وبدون إراقة دماء أو إثارة خلافات.
أحدث المقالات

  • قصة السفير السوري في الخرطوم ،، ورجل الأعمال السعودي ..بقلم جمال السراج
  • العثمانية الجديدة تفقد مهندسها: «انقلاب قصر» ينهي حقبة داود أوغلو بقلم محمد نور الدين
  • صناعة الموت في غزة بقلم سري القدوة
  • أخطر من العدوان على غزة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • بل نال السودان منكم كل الويل يا هؤلاء !! بقلم بثينة تروس
  • عصام الترابي علي خط المؤتمر الوطني في الإستهداف العنصرى للنوبة.. بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • ونستر !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • صنعت من حبيبي دكتاتوراً بقلم عبد الباقى الظافر
  • عندما تنتحر الأمة؟! بقلم الطيب مصطفى
  • رد على د. آلون بن مائير حول كسر الجمود في صراع إسرائيل فلسطين في سودانيزاونلاين بقلم سعيد محمد عدنا
  • الطيب مصطفي والطلبة الاوباش المتمردون بقلم جبريل حسن احمد
  • الطيب مصطفى يتهم شهداء الجامعات السودانية بأنهم متمردين !!؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • إسرائيل تماطل في قبول المعونة الأميركية بقلم نقولا ناصر*
  • محمد محدثين و مفتاح الملف الايراني بقلم اسراء الزاملي
  • إنتصار السعادة في ملاذ الحب بقلم نورالدين مدني
  • خوفي لا اعرف الي أية دولة من دول السوداني انتمي بقلم محمد ادم فاشر
  • من محن الانقاذ بقلم شوقي بدرى
  • الثقافة السودانية دعامة العنف في المجتمع بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • تايه بين القوم: الشيخ الحسين/ السيسي رجل المخابرات الداهية والصوفي الدرويش!؟