عبدالوهاب عثمان .. فريد عصره بقلم الطيب مصطفى

عبدالوهاب عثمان .. فريد عصره بقلم الطيب مصطفى


04-27-2016, 02:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1461763399&rn=0


Post: #1
Title: عبدالوهاب عثمان .. فريد عصره بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 04-27-2016, 02:23 PM

01:23 PM April, 27 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لست أدري والله حتى الآن السبب المباشر الذي أدى إلى عزل العالم الاقتصادي الفذ الدكتور عبدالوهاب عثمان من منصبه كوزير للمالية والذي شغله في السنوات الأخيرة من القرن الماضي بالرغم من أنه أنجز ما لم ينجزه أي من نظرائه في عهد الإنقاذ، فقد تمكن الرجل من إدرة الاقتصاد بفاعلية مدهشة في ظروف قاهرة وغير مواتية كان من أبرز تجلياتها نجاحه في كبح جماح الدولار الذي شهد قبله صعوداً وتمرداً وخروجاً عن الطوع لا يختلف البتة عما نشهده في هذه الأيام النحسات.
على أنّي أرجح سبباً ربما كان وراء الإطاحة بالرجل الكبير هو أننا في السودن لا نملك الإرادة السياسية التي تجعلنا نحتمل سداد فاتورة الإصلاح وضريبتها الباهظة كشأن الطبيب الذي يتردد في إجراء عملية منقذة للحياة خوفاً من الألم المبرح الذي ينتج عنها فلا غرو ألا تحتمله مراكز القوى أو ما سماه وزير المالية الحالي بالدولة العميقة التي تقف حجر عثرة في طريق كل إصلاح في كل شأن من شؤون وطننا المغلوب على أمره.
الخبرة الثرة والإرادة الحديدية والالتزام الأخلاقي هي المؤهلات التي أسعفت عبدالوهاب عثمان فجعلته يأتي بما لم تستطعه الأوائل فقد اكتسب خبرته من أدنى السلم فور تخرجه في جامعة الخرطوم إلى أن صعد إلى وكيل وزارة المالية قبل قيام الإنقاذ، ثم واصل صعوده إلى أن تبوأ المنصب الذي تأهل له بخبرة لا تجارى وأحدث فيه ما ظللنا نفتقده منذ أن غادره بفعل أعداء النجاح الذين سيظلون العائق الأكبر أمام المسيرة الوطنية ما لم ينصلح المناخ السياسي الذي يكسرهم ويفرض منهج الحكم الراشد على واقعنا السياسي المأزوم.
جاورته في حي الصافية بالخرطوم بحري لمدة عام تقريباً وأقسم أني لم أسبقه في يوم من الأيام إلى صلاة الفجر فسألته ذات يوم : متى تأتي إلى المسجد أيها الرجل ؟ ياخي خلينا مرة واحدة نسبقك فأسرني بما أشعرني بتفاهتي وقلة تديني والله العظيم، فقد قال لي إنه يأتي إلى المسجد في الثالثة صباحاً كل يوم ويقرأ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم في اليوم، فقلت له معقباً : طبعاً هذا حدث بعد أن غادرت وزارة المالية فقال : لا والله فقد ظل هذا ديدني حتى عندما كنت وزيراً.
حدثني د.حسن أحمد طه أن مستثمراً كورياً جلس ذات يوم إلى عبدالوهاب عثمان وعرض عليه عمولة أو قل رشوة كشأنهم مع الوزراء الأفارقة، فما كان من عبدالوهاب إلا أن قام من كرسيه والشرر يتطاير من عينيه وتوجه نحو الكوري ليفتك به فقام الكوري وجرى خارج المكتب وجرى عبدالوهاب خلفه ورأى الموظفون الوزير جارياً خلف الرجل في الممر مطارداً إياه إلى أن تدخلوا ليعيدوا عبدالوهاب إلى مكتبه.
كان عبدالوهاب عثمان من أول الذين انضموا إلينا عندما صدعنا بدعوتنا إلى فصل الجنوب عن الشمال كحل للمشكلة التي أرقت السودان وعطلت مسيرته وقتلت بنيه والتحق بمنبر السلام العادل عندما أنشئ كتيار شامل يضم كل المقتنعين بالفكرة كنائب للرئيس، ومن بين هؤلاء أذكر الداعية الخلوق فتحي خليل المحامي رحمه الله، وكثير من النخب والقيادات، وكان عبدالوهاب من مؤسسي شركة المنبر التي أنشأنا بها صحيفة الانتباهة وعندما تحول المنبر إلى حزب سياسي استجابة لقانون تنظيم الأحزاب السياسية اختار أن ينأى بنفسه لكنه ظل في الانتباهة وأشهد أنه لم يشارك في المؤامرة الأخيرة.
بعد ان تقاعد عن الوظيفة ظل عبدالوهاب عثمان يبذل علمه لوطنه من خلال تأليف مجموعة قيمة من الكتب التي رفد بها مكتبة الاقتصاد ستكون بمشيئة الله معيناً للباحثين عن التميز في سعيهم الدؤوب لاجتراح العلاج الناجع لأزمات السودان الاقتصادية.
http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10970http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10970



أحدث المقالات


  • رحيل يوهان كرويف أسطورة كرة القدم سنفتقدك يا كرويف ولكن لن ننساك أبدا بقم بدرالدين حسن علي
  • كل حلقات عيد العمال -مع عيد العمال العالمي بقلم محمد علي خوجلي
  • قوي نداء السودان و محاولة تجديد الذات بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • هابي بيرث تو يو ! بقلم حسن عباس النور
  • إنقلاب في بوركينا فاسو! بقلم أحمد الملك
  • الملف عند الرئيس!! فأبشروا بطول سلامة يا منافسين بقلم كمال الهِدي
  • البابا فرنسيس يعيد لأُوربا انسانيتها بقلم د. محمود ابكر دقدق
  • تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟.....9 بقلم محمد الحنفي
  • الأزمة العالميّة للقيادة بقلم ألون بن مئير
  • وطنيون لإنهاء الانقسام، وواقع الازمة بقلم سميح خلف
  • تفريخ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • وكان المرحوم سيء الحظ.! بقلم عبد الباقى الظافر
  • مجلس الولايات (المتحدة)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • إن كان عندنا وزراء بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • العيادات القرآنية بقلم الطيب مصطفى
  • منتدى شروق .. قوة الشفافية وضعف المساءلة(4-7) تبرئة الذمة المالية والفوائد المادية للأسفار
  • مين يحب السودان نريد استرجاع حلايب بقلم خضر عمر ابراهيم
  • من سيبكى فى النهاية!!! النوبة ام عيال جون قرنق بقلم سليم عبد الرحمن دكين
  • قبل الهجوم علي السيدة الكويتية .. فلتسألوا أنفسكم بقلم شوقي بدرى
  • كشكوليات (4) بقلم بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • العافية المجتمعية والإنعاش الإقتصادي بقلم بقلم نورالدين مدني
  • تناقضات الترابى الإنقلابى بقلم بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه/ لندن