مياه الأبيض ... الأزمه متفاقمه . بقلم ياسر قطيه

03:09 AM April, 09 2016

سودانيز اون لاين
ياسر قطيه-
مكتبتى
رابط مختصر

أزمة مياه ولاية شمال بصفه عامه وأزمة مياه المدن بصفه خاصه وعلة مياه الأبيض على نحو أخص ، بلغت حداً لا يمكن السكوت عليه .
وبقدر ما يتم الصرف على مشروعات المياه فى الولايه وتنفتح أمام إداراتها خزائن الأموال لتغرف منها ما تشاء وبدون حساب ، بقدر ما يحدث هذا وعلى وتيره منتظمه ، يتراجع أداء الهيئه وتنعدم مياه الشرب فتصدر الحنفيات صريراً وتنفث من جوفها الخالى أزيزاً يُنبئ بالخواء .
ولما كتبنا عن الصرف البذخى والمهول ذلك الذى أنفقته حكومة مولانا هارون منذ عامين وأكثر من نصف العام بقليل وأوردنا رقماً فلكياً مقداره ( 310 ) ملايين دولار لم يصدق الكثير من الساده القراء أعينهم وإنبرى نفرٌ منهم متسائلاً بغرابه إن كان الرقم المذكور أعلاه صحيح ! توازى مع ذلك الإنفاق المذهل عمل دائم يجرى على الأرض ... عامين ونصف العام تزيد قليلاً والحكومه تبشرنا بقرب إكمال توصيلات الشبكه الجديده فى الوقت الذى أدرجت فيه مشروعات المياه فى مقدمة مشروعات الأثر السريع أو الحلول العاجله الى حين الوصول للحل الشامل لمعضلة المياه .
وقبل سنه كامله بالتحديد تم الإعلان عن إكتمال شبكة مياه الأبيض الجديده وتولت العديد من الشركات مهمة توصيل الخطوط الجديده للمنازل وتم تركيب المواسير ومنذ ذلك الحين والمواسير التى تم توصيلها للمنازل تواصل عزف سمفونية الرياح وعوضاً عن المياه أضحت وأمست تضخ الهواء !!
الجهود الخرافيه غير المنكوره تلك التى بذلها مولانا هارون والى الولايه والوقت والمال الذى صرفه على مشروعات هو جهد وإنفاق لا سابق له على فى هذه الولايه
وفر مولانا هارون كل المعينات اللازمه ـ لم يكن يتردد أو يتوانى لحظه فى تلبية متطلبات المياه ـ كان ينفق وينتظر النتائج ، وكان الساده اللصوص يلتهمون أموال تلك المشروعات دون أن يرمش لأحدهم طرف ومن ثم يقدمون للسيد الوالى تقارير كاذبه ليست فيها ذره من الصحه ويعلنون عن إكتمال مرحله طالبين المزيد من الأموال للبدء فى المرحله التى تليها ومولانا هارون يدفع بسخاء منتظراً البشاره ولا بشاره تلوح فى الأفق على الإطلاق .
ظل الحال على هذا المنوال ، إنفاق هائل بلا طائل وحال المياه المائل يتقهقر والأزمه تستفحل لتصل الذره بخروج طُلاب كليات خور طقت الجامعيه فى مظاهره هادره الإسبوع قبل الماضى وهم راجلين نحو وسط المدينه يهتفون ويحملون اللافتات مطالبين الحكومه بتفير مياه الشرب لهم فى الداخليات !
بعد عامين ونصف العام أزيد قليلاً وبعد كل ذلك الصرف البذخى الذى بلغ ( 310 ) ملايين دولار راحت شمار فى مرقه ، وبعد أن تم الإعلان رسمياً منذ عام كامل بإنتهاء العمل فى الشبكه الداخليه هاهم طلاب داخليات خور طقت يخرجون الى الشارع تحت وطأة إنعدام مياه الشرب ! لهذه الدرجه بلغ بنا الحال ... المدينه تواجه أزمه حقيقيه فى مجال المياه ، هذه الأزمه تمثل أخطر مهدد أمنى للبلاد برمتها ، والأزمه التى أفضت لتظاهره ما تزال لم تبرح ومعظم النار من مستصغر الشرر فبالأمس طلاب داخليات خورطقت وغداً لا يدرى أحد من أى إتجاه ستهب عليه رياح الإحتجاجات ومسيرات الغضب ، وعلة مياه هذه الولايه المنكوبه معروفه وهى أوضح من الشمس وطوال ما ظلت وتظل تلك العله جاثمه على صدر المياه سيكون الحال هكذا لا يبرح ولا يتقدم قيد أنمله ـ سيظل مولانا هارون يدفع وسيظل أولئك اللصوص يحشون جيوبهم وسيستمر الوضع على هذا النحو الى أن تقع الفاس فى الراس
الحال الذى بلغته أزمة مياه الأبيض حال ينذر بالخطر ولتفادى أى عبوه ناسفه أو قنبله مكبوته ، أى نعم مكبوته فى صدور المواطنين الأمر بات يتطلب تدخل جراحى عاجل ومن سعادة الأخ الوالى نفسه ـ فعلة مياه هذه الولايه تكمن فى القائمين الأن على أمرها ... ما من رجل راهن عليه السيد الوالى ووفر له كل مل يطلب وأغدق عليه الأموال إلا وخذله ! المياه يتولى أمرها الساده اللصوص أخى الوالى فهل ينتظر المرء من لص أن يقدم خدمه لمواطنيه وأهله ؟ أكسح أمسح قشو .. طبق الشغله بيان بالعمل فى هيئة مياه الشرب وسوف ترى كيف ستعود المياه الى مجاريها .



أحدث المقالات

سودانير الى العالمية بمفهوم جديد وحضاري منفتح على العالم بقلم محمد طه الحبر

غابة العاقب، صحراء الجابري بقلم صلاح شعيب

منتدى شروق .. قوة الشفافية وضعف المساءلة بقلم جعفر خضر

طلاب الذنيبات ..!! بقلم الطاهر ساتي

النكتة : سحب الثقة من وزير المالية !! بقلم حيدر احمد خيرالله

سؤال المليون: لماذا يحكم الرئيس الامريكي 8 أعوام ويحكم الرئيس السوداني 30 سنة؟! بقلم فيصل الدابي/ا

تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (106) بقلم د. مصطفى يوسف

من الذي وقع في مصيدة الفكرة الجمهورية؟! (3) بقلم محمد وقيع الله

النظام الخالف .. آخر أطروحات الترابي بقلم د. عمر بادي

كل الامم تحتفي بتاريخها و إرثها بقلم حاتم سعد سالم