حكايآت الحلة 5 شنق ضرس الخال حسن بقلم هلال زاهر الساداتي

حكايآت الحلة 5 شنق ضرس الخال حسن بقلم هلال زاهر الساداتي


03-31-2016, 09:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1459456454&rn=0


Post: #1
Title: حكايآت الحلة 5 شنق ضرس الخال حسن بقلم هلال زاهر الساداتي
Author: هلال زاهر الساداتى
Date: 03-31-2016, 09:34 PM

08:34 PM March, 31 2016

سودانيز اون لاين
هلال زاهر الساداتى-
مكتبتى
رابط مختصر


كان خالي حسن من صنف من الناس يؤلف و يألف ضآحك السن طلق المحيا تنزل عشرته علي القلب كنسمة حانية في صهد الهجير ويفعل حديثه العذب في النفس فعل المآء الزلال في جوف الصادى ، وكنت أحبه حبا" جما وأعده صديقا" حميما" ، ولكن كان يضايقني منه عدآءه للأطبآء وخصومته للتدآوي عندهم مهما بلغ به الدآء ، وأيثآره بدلا" من الأدوية الحديثة المداوآة بالأعشاب ويمزج منها أخلاطا" لا يعرفها الا هو وللغرابة أو المصادفة كان علاجه لنفسه يأتي ثماره فيتعافي ، وكانت لديه مقدرة فائقة علي تحمل الألم ، وكنت أعذره لو كان جاهلا" ولكنه خريج كلية غردون والتي يعدل خريجها من تخرج من جامعة الخرطوم لاحقا" وكان كثيرا" ما يدور بيننا هذا الحوار التالي وكنت أعلم عدم جدواه سلفا" ولكن أسأله رغم ذلك قائلا" : الي متي يا خال هذا الحال ؟ أما آن لك أن تعدل عن خصامك للأطبآء والطب الحديث ! ويجيبني في استنكار : أنت تعرف رأيي جيدا" من هذا الأمر فلا تفلق رأسي بكلامك العقيم . وألح في القول : لكن يا خالي موقفك فيه عناد غير مبرر ويضعك في صف واحد مع العوام ، ويقاطعني بشدة : أنت عارف رأيي في الأطبآء والأدوية فالطبيب مثلي تماما" يصيب ويخطئ وربما يكون خطأه قاتلا" وأما الأدوية الكيماوية فربما يكون ضررها أكثر من نفعها ، ألست تقرأ علي كل نشرة في علبة دوآء الأثار الجانبية التي يحدثها الدواء ؟ ولكن يا خالي هذه الآثار لاتذكر وتزول بأكمال العلاج ، وهنا يعيل صبره ويقول : يا ولد ! وهذه يناديني بها عندما ينفد صبره ، الدراك شنو أنه الكيماويات دي ما بتترسب في الجسم وتسبب الضرر الشديد أو حتي الموت بعد مدة طويلة ؟ أنا ما بمشي لدكتور ولا بآخد دوا حكيم الكاتل الله والحايي الله . وبذلك يسدل الستار علي هذا الجدل العقيم في كل مرة .
ولكن من أعجب ممارسات خالي العزيز انه تعدي مجال الأعشاب الي مجال الجراحة ، فقد كان يعاني من ( كالو ) في أصابع قدميه ، وأحضرموسي حلاقة وأزال بنفسه النتوءآت بدون بنج وأصبح بعدها لايقدر علي لبس حذآء واصبح يلبس شبشب (سفنجة ) ويمشي ببطء كالطفل الذي يتعلم المشي لأول مرة ، والجراحة الثانية كانت لضرس له وقع فيه السوس ، وصبر علي الآمه وقتا" طويلا" ، فكان لا يستطيع الاكل ولا شرب السوائل الباردة ولا يهنأ بنوم ويحس بمطارق تدق علي رأسه وأبر توخز حلقه وفكه ونيران تلهب لسانه وعروق صفحتي رأـسه تنبض كبندول الساعة و حتي أصبح رأسه كورشة تدور فيها الآف الآلآت المزعجة ، وانسحب الألم في جسمه كله من قمة رأسه الي أخمص قدميه ، وفتور ووهن هد كيانه ، وجرب طبه الشعبي الخاص به جميعه فقد حشا الضرس بالقرنفل ولم يجدي وحشآه بالقرظ ولم ينفع ، وحشاه بالسعوط ( التنباك ) ، ووضع كمادآت ساخنة وباردة علي الخد المتورم ولم ينقطع الألم الشديد الممض ، وهنا قرر أن يقتلع الضرس اللعين من جذوره ، وأحضر أدوات العملية الجراحية وكانت كالآتي : شاكوش ومسمارآن ثني جانب أحدهما الحاد كسنارة صيد السمك ومطوآة وحبل وزجاجة من الخمر القوي ( العرقي ) ، وبعد منتصف الليل وبعد أن هجع أهل الحي ونام كل من في المنزل وكان الفصل شتآء وأقفرت شوارع المدينة من السابلة واحتمي الناس مبكرا" بمنازلهم يتقون لذعات البرد القارس ، ظل الخال وحيدا"في صالون منزله وأخذ يعب من الشراب قدرا" كبيرا" ، ثم قام بربط المسمار المعقوف الي الحبل وربط الحبل الي سقف الحجرة من الداخل ووضع كرسيا" تحت الحبل ، واخذ جرعة من العرقي ثم أخذ المسمار وادخله تحت الضرس ودق عليه بالشاكوش ، وبعد ذلك أدخل سن المطوآة تحت الضرس وأخذ يحركها ليخلخل الضرس ، ولما تم له ذلك والدمآء تنزف من الضرس تجرع بقية محتويات الزجاجة دفعة واحدة واعتلي الكرسي وثبت جيدا" المسمار المربوط الي الحبل تحت الضرس ، ثم دفع بقدمه الكرسي من تحته وهوي بجسمه مرتطما" بأرضية الحجرة واقتلع المسمار الضرس ومعه كتلة من اللحم مفجرا" معه غديرا" من الدم . وذكر لي خالي أنه انتفض قائما" من ارضية الحجرة كالملسوع واندفع كالصاروخ خارجا" من الصالون وفتح باب الدار ورمي بنفسه علي شارع الأسفلت القريب من المنزل ووضع خده علي الأسفلت البارد وغاب عن الوعي . ونخلص من الضرس اللعين وارتاح الخال حسن .
هلال زاهر الساداتي 31مارس2016



أحدث المقالات

  • د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة (2)
  • تصحيح المسار و النقد الثوري, ماهو الشمال ؟؟؟؟ بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • طوب علينا يارب ! بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصر
  • شرط جنوب السودان للوُحْدَةِ، ونُكوص المركز بعد قبُول! جزء ثانى (8) بقلم عبد العزيز عثمان سام
  • موت اليسار في أمريكا اللاتينية: الفساد والاستبداد بقلم : جورج جي. كاستنيدا * ترجمة: غانم سليمان غا
  • إعلان الجزيرة التشويقي..! بقلم عبد الله الشيخ
  • نظام الانقاذ مليء بالصراصير بقلم جبريل حسن احمد
  • اصحاب الخطاب الفظ، د. أمين حسن عمر، نموذجاً..! بقلم الطيب الزين
  • فصل الدين عن السياسة، يقتضي عدم استحضاره في الحياة العامة، باعتباره شأنا فرديا، وليس شأنا عاما
  • قوى المستقبل: الرماد كال حماد !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ناس «حي ود البنا» «البركة فيكم في.. «كباية» .. بقلم رندا عطية
  • تصريح أشتر ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • في دكان ود البصير بلندن..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الماسونية «5» ركام ما يجري بقلم الطيب مصطفى
  • رابع المستحيلات
  • خطة «داعش» لنقل الفوضى إلى أوروبا كتب المقال مارتن شولوف
  • حمقي ابريل بقلم سليم عثمان
  • السبب في مشاكل السودان .. هو سوء الفهم بقلم شوقي بدرى
  • لا.... لفرض الحلول العسكرية والأمنية لأزمات الوطن! بقلم فيصل الباقر
  • (الدكتور) أشرف الكاردينال بقلم بابكر فيصل بابكر
  • أنصار د. النعيم د. ياسر الشريف نموذجاً (4) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود
  • الرئيس .... وزفة الحاخامات بقلم سميح خلف
  • سوق الكلام بقلم سيد أمين