بين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفى

بين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفى


03-10-2016, 02:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1457616504&rn=0


Post: #1
Title: بين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 03-10-2016, 02:28 PM

01:28 PM March, 10 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

وأنا أكتب عن الشيخ الترابي للمرة الثالثة بعد أن هيجتني وأرقتني ذكراه وعزّ عليّ أن أصدق أن تلك الحيوية الدافقة وذلك الحضور الكثيف الذي ظل يملأ الدنيا ويشغل الناس على مدى عقود من الزمان قد اختفى وغاب إلى غير رجعة وقرأت كثيراً مما كتب عن الشيخ لكن كتاباتي وكتابات غيري لم تشف ما ألم بي من وجد ولم تعبر عما يجيش به صدري ولم أجد مسلياً ومخففاً ومعبراً عن حزني أفضل مما جادت به قريحة الموجوع د. أمين حسن عمر الذي استطيع أن أتصور مقدار ما أصابه من حزن نظراً لعلمي بما كان بينه والشيخ من حب عكّرت صفوه حادثات السياسة لكنها لم تزله أو توهنه وكان الموت باعثاً للواعج الشوق الذي استحر وزلزل كيانه فأخرج تلك الأبيات الباكية ذاكراً ومذكراً بجلسات التفاكر والتثاقف بين يدي كتاب الله العظيم الذي كان الشيخ يطرب بالغوص فيه ويكاد يتلاشى وهو الذي حفظه وهو صبي يافع .. يقول أمين في بعض أبيات قصيدته حاكياً عن هول المصيبة:

اليوم عاودني الأسى وشجاني

صوت نعاك ليت كان نعاني

يا ساعدي ومساعدي ومثاقفي

ومساعفي من علمك الرباني

أنت الذي أوبت للتوحيد رونقه

الذي قد كان للتوحيد منذ زمان

أنت الذي أعطيت للتجديد معناه

الذي أغناه من علم ومن إيمان

أحييت معنى للشعائر داثراً

وشرحت معنى الحكم والسلطان

ثم يعرج على شانئيه فيقول :

زعموك مبتدعاً لأنك مبدع

فهم الجناة ولست أنت الجاني

صرح الديانة شدته بعزيمة

ورفعت أسقفه على الأركان

والدعوة الغراء أنت إمامها

للنهضة العصماء أنت الباني

حكم الشريعة أنت كنت بصيره

ونصيره بفصاحة وبيان

أشار د.أمين لشانئي شيخ حسن الذين بلغ بهم العداء درجة أن يكفروه وهو الذي كرّس حياته وكتاباته وجهاده واجتهاده لتعميق التوحيد الذي بعث الرسل جميعا للدعوة إليه فاتحاً للمسلمين في عرصاته مسارب جديدة تستجيب لتحديات ومستجدات الأقضية والشركيات الجديدة في حياة الناس فكان أن اجترح لنا وللأمة ونحن في بواكير الشباب ما نذود به عن دين الله في مواجهة الشيوعية وأتباعها الذين أذاقهم خلال مسيرته الدعوية من صنوف الهزائم ألواناً وأزاحهم من ساحات النخب والمثقفين والخريجين التي كانوا يتسيدونها ويمطرون بها الإسلام ودعاته ويعيرونهم بوابل من عبارات التهكم والسخرية ويصفونهم بالرجعية .. أقول خرج علينا وعلى الأمة بعبارات (الشرك السياسي) و(الشرك الاقتصادي) وغيرهما وغاص عميقاً في تلافيف المعاني والمغازي منقباً عن الإيمان وتأثيراته في حياة الإنسان وباحثاً عمّا يعمق التديّن ويسوق الناس نحو المثال الرباني للدين محاولاً أن يزيح كثيراً من المعوقات التي تحد من تديّن المسلمين وتحررهم من بعض المكبلات حتى ينطلقوا في مسارات التطور والنهضة، ولذلك اقتحم علم أصول الفقه باذلاً جهده ومعيداً النظر في كثير من المسلمات القديمة بل دخل باجتهاداته في رحاب الفقه وأصدر بعض الفتاوى التي اعترف أكبر علماء الإسلام من أمثال العلامة يوسف القرضاوي أنه كان فيها سابقاً لعصره بعشرات السنين.

ذلك وغيره كله مما جر عليه كثيراً من النقد الذي بلغ عند البعض درجة تكفيره وهو الباذل عمره في الغوص في دهاليز التوحيد وتجديد التدين وتعميقه في حياة المسلم، وهو الذي هزم أكبر حزب شيوعي في العالم الثالث وأزاحه والعلمانية من الساحة السودانية.

كنت ممن اعترض على بعض أراء الترابي وفتاواه وكتبت مراراً معترضاً ولا أقول إني وغيري من منتقديه كنا على حق فهي اجتهادات مأجور عليها في كل الأحوال إن شاء الله وحتى إن أخطأ فإنها قطرة في بحر صوابه وجهاده وانجازه في خدمة دينه.

د.محمد علي عبدالله الجزولي الذي ظلم كثيراً ونسب إليه ما لم يصدر عنه خرج ببعض المعلومات عمّا واجهه أكبر أئمة الإسلام من إساءة بل وتكفير ولا يتسع المجال للاستفاضة في استعراضها ولكني أقتطف مثالين إثنين حتى يعلم من يشنون الحرب على الترابي حتى بعد أن أفضى إلى ربه كم كانوا قساة عليه.

روى البخاري في تاريخه الصغير عن الإمام سفيان الثوري أنه قال إن الإمام أبا حنيفة استتيب من الكفر مرتين وروي أن سفيان بن عيينة قال لما نعي أبو حنيفة قال : لعنه الله كان يهدم الإسلام عروة عروة .. ما ولد في الأسلام أشر منه وروي عن الليث بن سعد أنه قال أحصيت عن مالك بن أنس سبعين مسألة كلها مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قال فيها برأيه، ولقد كتبت إليه أعظه في ذلك واشتهر عن يحيى بن معين أنه كان يقول عن الشافعي أنه ليس بثقة!!!

أليس هذا كافياً أيها الناس لكي نكف ألسنتنا عن رجل بذل كل حياته في خدمة الإسلام حتى بعد أن أفضى إلى ربه؟

http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10341http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10341

أحدث المقالات

  • عندما تبكي الحركات المسلحة حسن عبدالله الترابي؟؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • كسوف الشمس يرمز لسقوط واحتجاب رئيس الجمهورية بقلم ابوبكر القاضي
  • موسم حصاد المصالح في العراق بقلم د. غسان السعد/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية
  • المبادئ ( خشم بيوت) بقلم الطاهر ساتي
  • خطوات الاصلاح الاقتصادي في العراق: رؤية من الخارج بقلم د. حيدر حسين آل طعمة/مركز الفرات للتنمية وال
  • هل يقدر المتحاورون ماذا يعني فشل الحوار ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمد
  • و شرعوا في تزوير تاريخ الترابي.. بلا وازع! بقلم عثمان محمد حسن
  • الترابي.. هدأةُ الشيخ الأخيرة بقلم أحمد الدريني
  • جو بايدن يشوه وجه الانتفاضة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الكشف عن سيارات المستقبل في معرض جنيف
  • ابراهيم السنوسي ما قدر الشغلانة بقلم شوقي بدرى
  • قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان
  • كيف تسقط حكومة بنكيران في يوم واحد وبدون قلاقل؟؟ بقلم انغير بوبكر
  • حق اللجوء واللاجئين ...... قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وبا
  • الأمهات الأرامل والمطلقات المجتمع يكفن والأبناء يدفنون!! (2) بقلم رندا عطية
  • التسوية قبل الوحدة..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • ضرب السد بقلم صلاح الدين عووضة
  • كثير من علي الحاج .. قليل من السنوسي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • وقطع معتز قول كل خطباء السدود بقلم الطيب مصطفى
  • دموع خالد مشعل ووحدة الإسلاميين!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • في عيد المرأة التحية لصمود نساء وطني... بقلم زينب كباشي عيسي
  • القمح وإستبدال الأدنى بالذى هو خير بقلم سعيد أبو كمبال
  • بني مَلاَّل منتظرة منذ الاستقلال بقلم مصطفى منيغ
  • في يوم المرأة العالمي : هل نالت حقها ؟ بقلم د. حسن طوالبه
  • لا تحتمل الإنتظار والحلول التسكينية بقلم نورالدين مدني
  • الصدمة وفرضية الإغتيال بقلم أكرم محمد زكي
  • القصر الكبير بلا إصلاح ولا تغيير بقلم مصطفى منيغ

  • حكومة الإنقاذ أكبر شر علي السودان بقلم محمد عبدالله ابراهيم
  • وصية الترابي بقلم شاكر عبدالرسول
  • هزى بجذع ألنخل , مريم ألبتول مناسبة يوم ألمرأة ألعالمى شعر نعيم حافظ
  • الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (99) بقلم د. مصطفى
  • السيادة المنقوصة : الطائرة الرئاسية – نموذجاً ! بقلم فيصل الباقر
  • تحتاج لمعالجة جذرية عاجلة بقلم نورالدين مدني
  • عندما تبكي الحركات المسلحة حسن عبدالله الترابي؟؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • و شرعوا في تزوير تاريخ الترابي.. بلا وازع! بقلم عثمان محمد حسن
  • العلاقة بين ال ( السراج ) و ال ( الامام المهدي ) .. بقلم جمال السراج
  • الهجمة المصرية علي الرعايا السودانية – الأسباب والأبعاد المحتملة ومثل نشوف الفيل ونطعن ضله – قراءة
  • بأسهم بينهم شديد !! بقلم د. عمر القراي
  • ونسة ماسخة ياشيخ الترابي!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • التركيبة الديموغرافية لإقليم بني شنقول (3) بقلم خالد ناصر
  • التركيبة الديموغرافية لإقليم بني شنقول (2) بقلم خالد ناصر
  • العلاقة بين ال ( السراج ) و ال ( الامام المهدي ) .. بقلم جمال السراج
  • رجال خارج التاريخ بقلم سعيد أبو كمبال
  • المعارضة السودانية بالقاهرة تتنفس الصعداء بعض سفر المقدم احمد خليل إلي امريكا ؟ بقلم جمال حسن ادم
  • في اليوم العالمي لحقوق الانسان راجعت دفاتري القديمة لأجول في متاهة حقوق الانسان في السودان
  • في مثل هذا اليوم من العام 1989 كانت تجربتة الاعتقال والتعذيب القاسية ولا تزال اثارها النفسية والجسد
  • حول مذكرة القضاة المفصولين والسابقين للسيد/ رئيس القضاء(1) بقلم الشيخ حسن فضل الله
  • في ذكري رحيل الدكتور جون قرنق .. ومذكرة تفاهم مجالس الصحوة .. حتمية قيام السودان الجديد ..
  • جلسة اَلية الحوار" 7+7" تثير عاصفة نكات وتساؤلات لدي السودانيين.. لم يعلقوا اَمالهم علي الحوار الوط
  • الإخوان المسلمون .. سؤال اللحظة الراهنة!
  • أحلام إستخراج السَمنة من بطن النملة/ عباس خضر
  • حزب المؤتمر الشعبي لن يتراجع عن" الحوار" قريبا.. وهذه هي الاسباب!
  • لا بقاء للبشير ولا عودة للترابي/أحمد قارديا خميس
  • مقال رقم ( 3 ) مواصلة للمقال السابق من الذى فتن النوبة مع البقارة ؟! تلفون كوكو ابوجلحة
  • لا يا شيخ ! أحمد قارديا خميس
  • عودة الترابي بين الدراما والمؤامرة! ضياء الدين بلال
  • حنتوب الجميلة 1949- 1952 : مامون بحيري والنمر وسنهوري الأستاذ الطيب علي السلاوي 7-12
  • فن المُمْكِنْ مفاجأة المشير – قراءة أولية من زاوية أخرى/Asim Mohamed
  • الكافر هداه الله هو من كفرني علي مقالنا،دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام هل من مانديلا سودان
  • لماذا يتهافت الكمندر مناوي وحركة العدل علي منابر لن تحل أزمة قرية في دارفور.. ناهيك عن أزمات السود
  • الدولة العابدة مقالات فى العسف والاستبداد الديني بالسودان/بدوي تاجو
  • الحل لكل ازمات البلاد ومن بينها الاقتصادية ، في استعادة السودان كدولة مسروقة ومنهوبة /حيدر محمد أحم
  • البيان الاول لانقلاب الترابي في الاهرام وليس اذاعة امدرمان
  • الجياع بمعسكرات دارفور وخدعة اسمها الاغاثة الاسلامية
  • الزعماء السودانيين: وتحديات السلام