وسقط سِحرُ الإخوان بقلم أحمد يوسف حمد النيل

وسقط سِحرُ الإخوان بقلم أحمد يوسف حمد النيل


03-06-2016, 04:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1457277204&rn=0


Post: #1
Title: وسقط سِحرُ الإخوان بقلم أحمد يوسف حمد النيل
Author: أحمد يوسف حمد النيل
Date: 03-06-2016, 04:13 PM

03:13 PM March, 06 2016

سودانيز اون لاين
أحمد يوسف حمد النيل-
مكتبتى
رابط مختصر

يقول الله تعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم

من واجبنا كبشر وكسودانيين ان نتقدم بالتعازي لكل آل الترابي وعشيرته, اننا لا نحمل ضغينة أو حنق شخصي تجاهه فالله كفيل به فيما بينهما والذي لا يعلمه الا هو. وحساب ما بعد القبر ليس من شأننا, هذا ما يخص أعماله وسلوكه و ما أخفى صدره فهو لله. ولكن كشخصية سياسية يلزمنا الحديث عن ما يلينا من سياسة واقتصاد وحكم.

فقد سقطت البلاد منذ العام 1989م تحت يده وامرنه وأعوانه وتلامذته. لا يلزمنا هنا ان نشتم أو نلعن, ولكن يلزمنا تحليل ونقد وعرض اخفاقات أوردت شعب هذا البلد المهالك. ونابهم منهم الظلم والاقصاء دون وجه علم أو دراية. فالقنوات الفضائية نقلت لحظات التشييع وأتباعه تحدثوا عن محاسنه بما يستدر العطف والتعاطف السحري. ولكن هذا السحر الذي يحس به اصحابه واتباعه هو من علمهم اياه. فالساحر لايستشير المسحور ولا يرى قدر ضعفه لأنه يرى في انجذابه اليه واجب مفروض.

الشيء بالشيء يذكر, الموت غيب حسن عبد الله الترابي مساء يوم السبت 5/3/2016م , وهذا الشي لا يمنعنا من أن نتحدث عن الفساد والدمار في بلادنا السودان, لأن ذلك من أعماله وأعوانه.

قيل‏:‏ إن عمر بن عبد العزيز ذُكِر عنده ظلم الحجاج وغيره من ولاة الأمصار أيام الوليد بن عبد الملك فقال‏:‏ الحجاج بالعراق والوليد بالشام وقرة بمصر وعثمان بالمدينة وخالد بمكة اللهم قد امتلأت الدنيا ظلمًا وجورًا فأرح الناس‏!‏ فلم يمض غير قليل حتى توفي الحجاج وقرة بن شريك في شهر واحد ثم تبعهما الوليد وعزل عثمان وخالد واستجاب الله لعمر‏.

وما أشبه هذه القصة بقصة ابن عمر مع زياد بن أبيه حيث كتب إلى معاوية يقول له‏:‏ قد ضبطت العراق بشمالي ويميمني فارغة‏.‏‏ فقال ابن عمر لما بلغه ذلك‏:‏ اللهم أرحنا من يمين زياد وأرح أهل العراق من شماله‏ فكان أول خبر جاءه موت زياد‏.

قال الحسن‏:‏ سمعت عليًا على المنبر يقول‏:‏ اللهم ائتمنتهم فخافوني ونصحتهم فغشوني اللهم فسلط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم وأموالهم بحكم الجاهلية‏!‏ فوصفه وهو يقول‏:‏ الزيال مفجر الأنهار يأكل خضرتها ويلبس فروتها‏.‏قال الحسن‏:‏ هذه والله صفة الحجاج‏.‏

قيل له‏:‏ يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف قال‏:‏ ليقالن له يوم القيامة اكفنا زاوية من زوايا جهنم رجل يملك عشرين أو بضعًا وعشرين سنة لا يدع الله معصية إلا ارتكبها حتى لو لم تبق إلا معصية واحدة وبينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها يقتل بمن أطاعه من عصاه‏.‏

وقيل‏:‏ أحصي من قتله الحجاج صبرًا فكانوا مائة ألف وعشرين ألفًا‏.‏

‏لا يخفى على أحد من غرائب أحوال قد حطت على شعب السودان منذ اندلاع انقلاب الاخوان, وسيطرتهم على مقاصل الدولة. فقد تعلموا جيدا من شيخهم المرحوم صاحب السحر البائن عليهم. وقد تتباين السيناريوهات من بعد رحيله, فلربما يتناحروا في مشيخة الاخوان والتمدد مرة أخرى في مفاصل الدولة بعد فشلهم الواضح في الحكم والسياسة والاقتصاد. لقد أورثوا اتباعهم كل شيء مشين ممسوخ. وربما يجتمعوا مرة أخرى ليختلفوا في سباق الدنيا والمال والسلطة والنساء وما يلزمها من لوازم.

قال الشافعي‏:‏ بلغني أن عبد الملك بن مروان قال للحجاج‏:‏ ما من أحد إلا وهو عارف بعيوب نفسه فعب نفسك ولا تخبأ منها شيئًا‏.‏

قال‏:‏ يا أمير المؤمنين أنا لجوج حقود‏.‏

فقال له عبد الملك‏:‏ إذًا بينك وبين إبليس نسب‏.‏

فقال‏:‏ إن الشيطان إذا رآني سالمني‏.

فهل ياترى حقد الاخوان في السودان أهو ناجم عن كبر أو جهل أم سحرٌ تغشاهم من ربانهم الذي نهلوا من يديه؟ لقد سقطوا في شر أعمالهم , مفارقتهم المناصب المرموقة بيد العسكر مؤخرا مثل لهم صدمة مدوية, فخرج منهم من خرج كل الى حيث لا يدري مذهولين , مضعضعين, مكسورين نفسيا. رغم انهم لم يعترفوا بذلك ولن يعترفوا بفشلهم. ولكن سلوكم الطرقات الاجتماعية والمنظمات الخيرية جعلتهم بعد الفشل والكبر معا يلهثون من جديد بحثا عن مخرج, وطريق آخر للحكم. وجاء جيل آخر يبحث عن الحوار والتصالح ولكن بكيفيتهم هم لا ما يريد الشعب. ولكنهم لم يتعلموا بعد. فهل يا ترى يمثل لهم رحيل الترابي صدمة أم استفاقة؟ وهل رحيله يجعلهم يدركون ان مرحلة الانفكاك من سحر الترابي قد آنت؟أم انهم سبحثون عن ساحر متمرس ذو قلب صلد يقودهم الى حيث آمال الصبا؟

فموت الترابي من الناحية السياسية والفكرية يعتبر مفترق طرق, لأن الكثير منهم مرتبط بسحره ومحاط به هذا السحر احاطة الأساور بالمعصم. منهم من يبجله لدرجة إلغاء العقل, ومنهم من يدعونه كنبي لا تكذب نبوءآته. لقد سلك طريقه الى الله فهو حسبه. ولكنه سيسلكون طرقات الخزعبلات من بعده يمجدونه ويصنعون منه المتفقه الوارث لعلم الله , وكل كنيات التصوف والمتصوفة, فقد يبنون له ضريحا أو قبة أو صنما محسنا خوف الفتنة.

لقد بطل مفعول سحره ولكن قد تأتينا من اتباعه صبغة نافخ الكير ولكن هذه المرة لن تحرق ثيابنا أو نبتاع منهم ريحا منتنة. بل سيكون القادم أحلك ان صمدوا وهم يرددون الاناشيد التي بنيت بها عقولهم. وحتما سيزداد التعاطف لديهم ويزدادوا عزيمة كعزيمة الأيتام في جباه الحياة القاسية. وقد تتشكل العاطفة القديمة كل عام حين ذكر تاريخ رحيله.

لذا فالقادم أحلك لأن أتباعة بعد الفكاك من سحره سيتخبطون يعيشون على الذكرى دون الرأي الصائب. وستلفحهم رياح المصالح. لأن عقولهم في حضرة شيخهم المرحوم لم تكن تعمل من دونه والآن ستعمل عمل القاصر النظر فاقد الوعي منعدم البصيرة.

فهلموا يا أهل السودان فهذه مرحلة هامة ومهمة في تشكيل جديد يجب ان تندحر هذه الزمرة. فقد يخبوا لهيبها أو تنغمر أو تندثر. كلنا يعلم أن طموحاتهم من لدن شيخهم الى أدنى فرد فيهم كانت دولة أو امبراطورية وهمية انزلقت بهم الى مهاوي الردى. ليس لها سند شعبي , عرفي أو عقدي, وانما مصالح دنيا وملذات فكرية كانت أو جسدية. فقائد هذه الشهوات قد رحل وقد يرحل البريق الذي كان يعلو سمائهم. فماذا هم فاعلون؟ ‏

أحدث المقالات

  • وداعا أيها الشيخ..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • هيئة المطيع (للاستثمار)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • العجز «5».. قلنا .. وقالت الايام بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • رحمك الله أيها العملاق بقلم الطيب مصطفى
  • كيف نعيش فى الزمن الحزن؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • آخر نكتة (أمريكي يطلب حق اللجوء للسودان)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • مفهوم القانون الدولي الإنساني تعريفه ومصادره واهدافه اعداد د. محمود ابكر دقدق/ استشاري قانونيي
  • ماهو وضع حقوق الانسان الايراني بعد الانتخابات ؟؟ بقلم صافي الياسري
  • شهيد . . وفطيس . . بقلم أكرم محمد زكي
  • الدكتور حسن الترابي الفكرة و التأثير بقلم حسن عباس النور الخبر
  • إبراهيم الشيخ .. رائدا و زعيما للتطبيق الديموقراطي الحزبي بقلم د. عمر بادي
  • خاطرة : الشرق كتابها الابيض مسؤولية اجتماعية بقلم عواطف عبداللطيف
  • العلاج بالصدمة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • العريس جنوبي..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • وما يحدث غداً هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • عيد ميلاد الإمام .. اجمل الأمنيات بقلم حيدر احمد خيرالله
  • نحو إستراتيجية مبتكرة في الغيرة على المصطفى صلى الله عليه وسلم (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • الداعية السياسية و السلطة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • إلي الحبيب الإمام..بعد الثمانين نريد بناء مجتمع لينهض بالسياسة.. بقلم خليل محمد سليمان
  • دنيا عليك السلام .. عندما يتجرد الطب من الانسانية !! بقلم عوض فلسطيني
  • أحزان قلبي لا تزول .. كشك التوم وترعة مصطفي قرشي .. حينما يلتقي البحران
  • تراجي مصطفى وقعت في شباك المؤتمر الوطني العنكبوتية وعليها الاستعداد لاعيبهم القذرة
  • السودان… ربع قرن في مسرح العبث بقلم خالد الاعيسر*
  • سفير السودان السابق مهدي ابراهيم و الوضوء بقلم جبريل حسن احمد
  • يساريو الإسلام في السودان إلي أين؟ (1-2) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • د. الترابي : درجة درجةوالف أف!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • قال البشير ان من يرفض الحوار في يوم 10/10/2015 انه سيحسمه بقلم جبريل حسن احمد
  • الترابي وبودلير .. الحسابات الصُّغرى وسيرة الفشل بقلم عمر الدقير
  • المهدي و قصاصات من دفتر المعارضة (3) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • صدقا هل الحضارة الإسلامية حضارة نقلية أم مبتدِّعة ؟ (2) بقلم محمد علي طه الملك
  • الدجال !! بقلم د. عمر القراي
  • معركة الرقم الوطني في عهد العميد عمر البشير بقلم جبريل حسن احمد
  • التعديل الوزاري في السودان… صراع الأجنحة بقلم خالد الإعيسر*
  • النخبة السودانية و غياب مشروع النهضة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • شكر و عرفان بقلم الطيب رحمه قريمان
  • مشاركة السودان في اليمن رهبة بقلم إسماعيل البشارى زين العابدين
  • ابو بكر القاضي مريض بمرض اسمه الزرقة بقلم جبريل حسن احمد
  • ده غضب الله بقلم الطاهر ساتى Taher Sati
  • مركز المستقبل يستشرف التحولات والمتغيرات السياسية في العراق لعام 2015 بقلم كربلاء / انتصار السعداوي
  • بلاهة أم موضوعية حارقة؟! بقلم كمال الهِدي
  • أمنية الترابي!! بقلم عثمان ميرغني
  • الإنقلاب ما بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ومبدأ القيم بقلم: الفريق أول ركن محمد بشير سليمان
  • برلمان السودان… انتكاسة التشريع بقلم خالد الاعيسر*
  • مشروع دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة2005 بقلم إسماعيل حسين فضل
  • السودان.. عندما يتذكر الرئيس البشير أن التاريخ لن يرحم بقلم خالد الاعيسر
  • البشير يمدد لنفسه بتمثيلية واضحة النتائج بقلم جبريل حسن احمد
  • التقاطعات السياسية و الفكرية بين الترابي و ياسر عرمان زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • حيرتونا ... يا اهل الاسلام السياسي في السودان حسين الزبير
  • هل للشيخ حسن عبد الله الترابي شياطين ... !! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
  • Re: هل للشيخ حسن عبد الله الترابي شياطين ... !! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
  • أواصـر قـاتلة: حرية السيدة مريم أم حاكمـية المـلة؟ محمّـد النعمـان
  • سفر توثيقي بمناسبة مرور 50 عام علي الاستقلال
  • احذروا السم المدسوس في وعاء الوفاق الوطني
  • وثبة الاعتقالات الجماعية وعودة بيوت الأشباح – 2
  • وثبة الاعتقالات الجماعية وعودة بيوت الأشباح – (1)
  • سر تضارب تصريحات .. قيادات حزب المؤتمر الشعبي ...!! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
  • لقاء الرئيس البشير و د الترابي يؤكد المهزلة , حيث وعد البشير الجيش انه لن يعود للترابي/محمد القاضي
  • بروتوكول جنوب كردفان والنِّيل الأزرق.. عثراته ومآلاته (16) د. عمر مصطفى شركيان
  • خـواطر صحفي بالمنفى – 3 خضرعطا المنان
  • بروتوكول جنوب كردفان والنِّيل الأزرق.. عثراته ومآلاته (14) د. عمر مصطفى شركيان
  • أكذوبة وجود خلاف بين أمريكا وروسيا حول سورية/موفق مصطفى السباع
  • بروتوكول جنوب كردفان والنِّيل الأزرق.. عثراته ومآلاته (12) د. عمر مصطفى شركيان
  • Re: فتوى د. النعيم وفتواه التطبيقية/خالد الحاج عبدالمحمود
  • Re: يظل دكتور الترابى والمؤتمر الشعبى هم الحركة الاسلامية
  • الحركة الإسلامية في ظل ثقافة الابتلاء
  • دارفور... وتهافت الحكومة والأحزاب السياسية على قصعتها!