كجبار..النقاش أولاً..!! بقلم الطاهر ساتي

كجبار..النقاش أولاً..!! بقلم الطاهر ساتي


02-17-2016, 02:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1455715951&rn=0


Post: #1
Title: كجبار..النقاش أولاً..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 02-17-2016, 02:32 PM

01:32 PM February, 17 2016

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: ليس بالإجماع، ولكن - للأمانة - الكثافة المناهضة لبناء سدي دال وكجبار بأرض المحس هي الأكثر عدداً ثم الأعلى صوتاً..ولأن سياسات الحكومة في كل قضايا رعيتها دائما ما تغلف الخدمة بالظلم، وبذلك تقتل الثقة في نفوس الناس، وتجعلهم لا يستبشرون خيرا حتى بالمشاريع التنموية..ولذلك، رغم إختلاف المواقف بمناطق المحس، فالمؤيد لدال وكجبار يجد العذر لمن يرفضهما..!!
:: فالأهل في ذاكرتهم تجربة السد العالي..تلك التجربة التي ذاق مرارتها أهل حلفا، وذاق حلاوتها غير بني جلدتنا الذين نكثوا العهود والمواثيق، فلم تضئ قرية سودانية بكهرباء ذاك السد - كما قال العهد والميثاق - وكذلك تشرد أهل الديار الي ديار غريب مناخها وترابها وثقافتها، وصار فيه النوبي - الي يومنا هذا - غريب الفؤاد والثقافة واللسان.. وأهل دال وكجبار يتوجسون من هذا الحال والمآل..!!
:: ثم تجربة سد مروى التي آثارها لاتزال سارية في نفوس المناصير.. فالأهل بالمناصير قابعون في صخورهم بلا خدمات، فقط لانهم تقدموا للدولة ببعض المطالب المشروعة، ثم جاهروا ببعض التظلمات الواضحة لذوي الالباب والابصار والبصائر.. لم يرفضوا السد، ولم يطالبوا بتوطينهم في أحياء الخرطوم الراقية، فقط طالب المناصير بتوطينهم حول بحيرة السد، ولكن الدولة بخلت عليهم بهذا الجوار، ثم عاقبتهم بالحرمان من حقوق الحياة ..!!
:: تلك تجربتان، وأحلاهما مر، ويتوجس منها أهل دال وكجبار، ولهم حق التوجس ..هم لايرفضون تنمية وتطوير ديارهم، بل يحلمون بديار ذات نماء ورخاء يعود إليها النازحون والمهاجرون..ولايرفضون استبدال شقاء الحال الى احسن حال..وكذلك يأملون في غد تتحول فيه قراهم المبعثرة ومدنهم اليابسة الي مدن عريقة وقرى سامقة تحمى حضارة عمرها سبعة آلاف سنة من الاندثار والترحال.. وكل هذه الطموحات الخضراء حملها الاجداد في نفوسهم حتى ماتوا، ثم يحملها اليوم الآباء والابناء هنا وفي المنافي..!!
:: ومشروعا تنمويا كالسدود كان يجب أن يكون لهم بشارة خير لتحقيق بعض تلك الاحلام العريضة، ولكن - للأسف - حتى مشاريع الدولة التنموية لم تعد في بلادنا ( فاتحة خير)، لانها لا تخلوا من لوث التسلط وغبارالسلاطين وسياط أجندتهم السياسية ..فالتنمية حين تكون للإنسان تمشي لهذا الإنسان - بسيقان الخير - بسلاسة، ولكن حين تكون للسلطة والسياسة تكون النتائج قهراً وتعذيباً..وليست من الحكمة أن تفرض الحكومة مشاريعها على الناس بمنطق القوة و ليس قوة المنطق..!!
:: فلندع الذين عبروا عن رفضهم لسدي كجبار ودال بمشكيله عبر مسيرة السبت الفائت، وكانت مسيرة (واعية)، بحيث لم تشتم زيداً من الناس أو تُكسر مرفقاً، بل عبرت عن موقفها الرافض للسدين بكل شجاعة ومسؤولية ..فلندعهم، ونسأل حكومتهم أسئلة ذات الصلة بالسدين ..أين دراسة جدوى السدين؟، وكم هي السعة التخزينية لخزانيهما؟، وما هي القرى المتأثرة بالسدين؟، وما مصير أهلها؟.. للأسف، لا إجابة إلا في دهاليز السُلطة وكأن المراد إنشاء محطات نووية وليست مجرد محطات كهربائية.. وعليه، بغض النظر عن أسباب الرفض الأخرى، فأن غياب الشفافية - ونقاشها الحر بين السلطات والمتأثرين - يعلو على كل الأسباب .!!

أحدث المقالات
  • تحركات جهاز أمن البشير تساهم في التعجيل بالثورة الشعبية بقلم صلاح سليمان جاموس
  • ايران : الانتخاب بين السيء والاسوأ بقلم صافي الياسري
  • مصر ستطالب بشرق السودان حتى سواكن بقلم احمد الياس حسين
  • وزير سعادة.. للبؤساء..!! بقلم نور الدين عثمان
  • الشفيع خضر الى اين ... ؟ بقلم عمار عوض
  • مهرجان البركل وجنوبنا المنفصل.. جابرييل .. (2) بقلم رندا عطية
  • هل سيقبل البرلمان طلب المعارضة بـ(زواج المثليين)؟؟- بقلم جمال السراج
  • رثاء الشهيد خليل جنداوي بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • يوسف فضل حسن: متنوع ديمة بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • أحترمك أيها الحمار!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الرجل الذي تبحث عنه ندى..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • صناعة العجز «1» بقلم الطيب مصطفى
  • ولات حين مندم بقلم الطيب مصطفى
  • بمناسبة ذكراه: لم يكن وردي نوبيا فحسب بقلم صلاح شعيب
  • مستشفى سرطان الأطفال 7979:الحلم.. الحقيقة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • صدقت يا شبونة.. الصندوق صار حقيقة بقلم كمال الهِدي
  • مواعظ الحاخامات وتوصيات قيادة الأركان الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (39) بقلم د. مصطفى يوسف ا
  • التأثير الدولي والإقليمي على محادثات جنيف3 بقلم ميثاق مناحي العيساوي/مركز الفرات للتنمية والدراسا
  • الدولة السودانية بين الضبابية والشفافية بقلم حسّان حسن كوكو
  • السودانيون في سدني .. معاً للسلام بقلم نورالدين مدني
  • العلاقة بين الأمن الغذائي وحق التعليم، العراق إنموذجاً بقلم د. علاء الحسيني/مركز آدم للدفاع عن الحق
  • قراءة الدوافع الحقيقية التى حملت الحكومة السودانيّة لوقف اجراءات محاكمة ال ٢٧ المتهمين بالردة

  • Post: #2
    Title: Re: كجبار..النقاش أولاً..!! بقلم الطاهر ساتي
    Author: يوسف محي الدين
    Date: 02-17-2016, 04:59 PM
    Parent: #1

    الأخ الفاضل / الطاهـر سـاتي
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
    أثابكم الله خير الثواب ،، مقالكم بمنتهى العقل والفهم والإدراك ،، ويدخل ضمن تلك المقالات الرائعة التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة ،، حيث تلك المقالات التي تتناول القضايا النوبية من منطلقات العقل والحكمة ،، وبالطريقة العقلانية الحضارية للغاية ،، ومقالكم هنا يبتعد كثيراَ عن ذلك النوع من المقالات الاستعراضية التي اعتدناها في السابق في معظم الأحيان ،، حيث تلك المقالات التي تفتقد الجدية والمنطق لتظهر نوعاَ من التطرف والتمرد النوبي ،، وكما أشرت أنت في مقالك فإن أبناء النوبة هم أصحاب حضارة عريقة ،، وبالتالي يجب عليهم أن يتصرفوا بطريقة حضارية للغاية ،، بعيدة عن تلك الغوغائية التي تسقط القيمة الإنسانية للحضارة النوبية من أساسها ،، ولا يلوم أحد أهل كجبار والدال من توجساتهم تلك المبنية على تجارب الآخرين .. كما لا يلوم أحد أبناء النوبة عندما يجتهدون في المحافظة على الآثار والتراث النوبي ،، ولكن يأتي اللوم الشديد على البعض من أبنا النوبة عندما يتصرفون بذلك التطرف الأعمى الذي يقدس الإرث النوبي بدرجة الجنون ،، وبذلك القدر الذي يحرم مناطق النوبة من أي لون من ألوان التنمية والتطور والتعمير والتحول إلى الأفضل ،، ومثل ذلك التطرف الأعمى بدون أي تفكير أو أي عقل يعجل في اندثار حضارة عظيمة بكيد الجهلاء من أبناء النوبة .. وهم الذين يدعون الحرص على تراث الحضارة النوبية وفي نفس الوقت يتسببون في تعجيل النهايات لتلك الحضارة العظيمة .. وهل تجربة السد العالي القاسية الراسخة في أذهان أبناء النوبة تجعل من أبناء النوبة مجرد صخور صماء لا تفكر ولا تبحث عن البدائل المفيدة ؟؟؟ .

    يعجنا في مقالكم إشارة أن أبناء النوبة لا يمانعون في إقامة المشاريع التنموية في مناطقهم . كما يعجبنا فكرة أن يحصل أبناء النوبة على دراسة الجدوى لتلك السدود المقترحة حتى يعرفوا مقدار الفوائد ومقدار الخسائر المتوقعة ،، وبالتالي عليهم معرفة السعة التخزينية لتلك السدود ،، ومعرفة تلك المناطق التي سوف تتضرر من أقامة تلك السدود ،، ومعرفة مصير أهالي تلك المناطق التي سوف تغمرها المياه ،، ومعرفة مقدار التعويضات في حالة الموافقة ،، وأشياء أخرى كثيرة ،، ومنها الأهم والأهم جدوى إقامة تلك السدود من الأساس ،، وبعد ذلك يجب أن يلتقي أبناء النوبة مع البعض في جلسات حوارات هادئة ،، بطريقة حضارية بعيدة عن السجالات السياسية والمناكفات لإبداء الرأي الديمقراطي بالموافقة أو رفض تلك السدود المقترحة دون أي تعصب ،، وبعيدا عن أهازيج تلك المسيرات المظهرية التي تعني إبراز العضلات ومحاولة تغطية الخلافات بين الفئات المؤيدة والمعارضة .

    Post: #3
    Title: Re: كجبار..النقاش أولاً..!! بقلم الطاهر ساتي
    Author: توبــة يالنوبـــة !!!
    Date: 02-17-2016, 08:02 PM
    Parent: #1

    التـــــوبة مـــــن أهازيــــج النوبـــــــة !!
    مثل غيري من أبناء الأجيال النوبية التي هاجرت مناطق النوبة منذ أزمان بعيدة عشقت العودة لديار النوبة لمجرد تلك الأهازيج المضللة التي يرددها البعض عن النوبة وعن تراث النوبة وعن حضارة النوبة .. ودخلت في تجربة قاسية مريرة عندما أخذتني الهاشمية النوبية بذلك القدر من الحماس .. ويا ليتني لم أفعل ذلك .. فقد رحلت بعائلي إلى منطقة الأجداد بالنوبة .. وتلك الخطوة كنت أمني بها لنفسي ولعائلتي حياة نوبية هانئة رغدة كما كانت تراوغ خيالي .. ولكن خابت ظنوني عند أرض الواقع .. وقد مكثت في تلك المنطقة النوبية القاحلة الجرداء ( أرض الأجداد ) لمدة سنة كاملة خلالها ذقت وعائلتي ألوان الأوجاع والمعاناة .. وعندها أدركت حقيقة أن مناطق النوبة حالياَ هي مناطق طاردة لأهلها بذلك القدر الكبير .. وعذرت أجدادي الذين هاجروا وتركوا تلك المناطق الصخرية القاسية منذ سنوات بعيدة .. وأنا كنت أتعجب كثيراَ عندما أرى أن كبار السن من النوبيين الذين يتواجدون في مناطق السودان الأخرى لا يتحمسون كثيراَ للعودة لتلك الديار التي يتغنى بها البعض .. وقد أدركت الآن أنهم كانوا محقين مائة في المائة حين هاجروا وتركوا أراضي أجدادهم .. فتلك المناطق النوبية الصخرية هي فعلاَ مناطق تستحق إقامة عشرات السدود فيها .. ولا تستحق تلك الوقفات التعصبية من هؤلاء وهؤلاء .. ومن أعجب الملاحظات التي اكتسبتها خلال تواجدي في منطقة النوبة أن السواد الأعظم من أبناء النوبة الذين يتغنون بالحضارة النوبية وبالتراث النوبي وبالماضي النوبي لا يتواجدون إطلاقاَ في مناطق النوبة .. وليست لديهم أدنى فكرة أو رغبة للعودة والعيش في تلك المناطق من جديد .. وهم يعيشون إما في العاصمة السودانية أو في مدن سودانية أخرى أو في بلاد الغربة .. وخاصة أبناء النوبة في المناطق الجنوبية حتى مشارف ( قدار ) .. ورغم أن مناطقهم تعد من أخصب المناطق النوبية وهي غير صخرية .. بعكس مناطق كجبار والدال والمناطق المجاورة لهما .. حيث تلك المناطق الصخرية الجدباء القاحلة الطاردة بكل المقاسات .. ومع ذلك نتعجب من تصرفات أهل كجبار والدال .. والسؤال ما الذي يعجبهم في تلك الصخور ؟؟ .

    والآن أنا عدت بعائلتي للعاصمة السودانية بعد تلك التجربة المريرة القاسية .. ولن أفكر في يوم من الأيام أن أجاري تلك الأهازيج النوبية المضللة للغاية .. كما أنني لا أوصى أحدا من أبنائي أو أحفادي أن يفكر يوماَ بالعيش في تلك المناطق الصخرية المجدبة الطاردة .. ولو جاز لي القول لخاطبت هؤلاء المتعصبين الرافضين لفكرة إقامة السدود في مناطق النوبة أن يتنازلوا ويسمحوا بإقامة تلك السدود دون قيود أو شروط !! .. فلعل تلك السدود توجد نوعا من الحياة الكريمة في تلك البيئة القاحلة القاسية .

    Post: #4
    Title: Re: كجبار..النقاش أولاً..!! بقلم الطاهر ساتي
    Author: دراسة حديثة عن النوبة
    Date: 02-19-2016, 04:48 PM
    Parent: #1

     من قــلب دنقـلا ( العرضي ) ثــم جنوباَ حتى مشارف ( قـدار ) .
     هي ساحات لمدن وقرى وجزر عريقة تدخل ضمن نطـاق الإرث النوبي الجنوبي .
     ومن قــلب دنقـلا ( العرضي ) ثــم شمالاَ حتى الحدود المصرية .
     هي ساحات لمدن وقرى وجزر عريقة تدخل ضمن نطـاق الإرث النوبي الشمالي .
     وبالتالي جرى العرف بين الناس تعريف : ( مناطق النوبة الشمالية ومناطق النوبة الجنوبية ) .
     مناطق النوبة الشمالية في أغلبها تتعرض للمضايقات الصخرية المتمثلة في الشلالات .
     مناطق النوبية الجنوبية حظها أوفر حيث المساحات الخصبة الخالية نسبياَ من تلك العوائق الصخرية .
     والخلاصة أن مناطق النوبة الشمالية هي في معظمها طاردة لسكانها وغير مرحبة بذلك القدر .
     بينما أن مناطق النوبة الجنوبية هي مغرية بالتواجد في معظم مناطقها .حيث المساحات الخصبة المتاحة شرقا وغربا للنيل .
     ولكن هنالك ظاهرة عجيبة للغاية ،، فبالرغم من تلك الحقائق البيئية نجد أن أبناء مناطق النوبة الجنوبية سبقوا الآخرين في التخلص من النزعة النوبية القوية !! .. وسبقوا الآخرين في هجر الديار النوبية منذ سنوات وسنوات .. ولا نحس فيهم ذلك الحماس وذلك التعصب وذلك التمسك بالماضي النوبي !! .. وأجيالهم الحالية قد هجرت استخدام اللغة النوبية كلياَ .. والكبار فيهم نادرا ما يستخدمون تلك اللغة النوبية في حوارهم .

     بينما نلاحظ العكس تماما في أبناء مناطق النوبة الشمالية .. فهؤلاء هم أكثر الفئات النوبية تعصباَ للتراث النوبي وللحضارة النوبية .. وما زالوا يتفاخرون بالماضي النوبي .. ويجتهدون في الحفاظ على اللغة النوبية .. ورغم ذلك نلاحظ أن تلك اللغة بدأت تفقد البساط تحت أقدام الأجيال الجديدة فيهم .. ولكنهم أيضاَ يشتركون في جرائم الهجرة الجماعية المكثفة .. حيث الهروب في نهاية المطاف من ديار النوبة تحت جبروت الظروف المعيشية القاسية .

     فكيف الوفاق بين أطراف تلك الفئات النوبية المتناقضة ؟؟!،، لماذا أقتنع أبناء مناطق النوبة الجنوبية بمجاراة الواقع الطبيعي لمجريات الأحوال ؟؟ ،، تلك القناعة التي جعلتهم ينسلخون بسرعة من نزعة الماضي والحضارة ؟؟؟ .. بينما يصر أبناء مناطق النوبة الشمالية بالتمسك بالنزعة النوبية حتى الرمق الأخير ؟؟ .