ونفتح اليوم طاقة على خزانة أسرار خاصة.. *خاصة بي ولكنها تُعنى بالشأن السياسي العام في بلادنا.. *فمن الأشياء التي ندمت عليها في حياتي تلبيتي تلكم الدعوة.. *دعوة- ذات إلحاح- من سفير دولة (ذات شأن).. *ويبلغ الإلحاح حد أن يهاتفني موظف (استخباراتي) فيها راجياً الاستجابة.. *ولم أكن من الغباء بحيث أدرك أن الدعوة هي لشيء يفوقني أهمية.. *بل لست على قدر من الأهمية (السياسية) أصلاً أنا.. *وحدث ما توقعته - فعلاً- عند تلبيتي دعوة تطاول زمنها لأكثر من ساعة.. *وحرص السفير على أن نكون لوحدنا ليغادر المكتب صاحب (المهاتفة) نفسه.. *وانصب غالب الحديث عن (حزب تأريخي) ومدى قدرته على إحداث (الحراك).. *فقلت له إن الحزب المعني هو الآن في حالة (موت سريري).. *وأنه حتى لو ذهبت الإنقاذ لما استطاع هذا الحزب (ملء الفراغ).. *وأن زعيمه ما عاد مستشعراً نبض حزبه ذاته دعك من نبض الشارع.. *وأن أيما دعم يُقدم للحزب هذا سيكون دعماً (داخلياً) غير ذي أثر (خارجي).. *وأعني داخلياً تجاه الحزب- لأغراض خاصة- لا خارجياً صوب (الهم العام).. *وعكس ذلك العقوبات (الخارجية) التي هي ذات أثر (داخلي) على الشعب فقط.. *أما الحكومة فهي لا تتأثر بالعقوبات هذه إلا كأثر جانبي.. *أي إن أدت إلى تذمر من جانب الشعب دفعه إلى الاحتجاج.. *وحتى بافتراض حدوث هذا فهو سيكون كفورة (الأندروس) التي تتلاشى سريعاً.. *فما من قيادات (فاعلة) قادرة على (تفعيل) مثل هذا التذمر.. *وبدت الحيرة على وجه السفير من مثل هذا الحديث (المحبط) من تلقاء صحفي (معاقب).. *فقد كنت آنذاك في حالة (محنة) من عديد المحن التي اعتدت عليها.. *ورغم (العقوبة) هذه كان نصحي للسفير العمل على رفع (العقوبات).. *العقوبات المفروضة على الشعب باسم (معاقبة النظام).. *وكان ذلك في خاتمة اللقاء وعروض بـ(الدعم الشخصي السخي) تُقدم.. *وإن كان لدى السفارة- التي تعلم أنني أعنيها- ما يُثبت كذب حديثي (فلتفضحني).. *وما قلناه هذا سراً كتبناه علناً - قبل أيام- عن عدم تأثر الحكومة بالعقوبات.. *وإنما الذين يتأثرون- بشكل مباشر- هم أفراد الشعب فوق ما هم عليه من (عنت) أصلاً.. *فلا تدعوا الشعب هذا (يكرهكم )- إذاً- بأكثر مما يكره النظام.. *وكان هذا آخر ما قلته له وأنا خارج من عنده.. *ولكنهم - حين يتعلق الأمر بالسودان- لا يفهمون.. *أو ربما بدأوا يفهمون (مؤخراً !!). http://assayha.net/play.php؟catsmktba=9800http://assayha.net/play.php؟catsmktba=9800