عودٌ ثانٍ إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه! بقلم محمد وقيع الله

عودٌ ثانٍ إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه! بقلم محمد وقيع الله


02-07-2016, 00:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1454802412&rn=0


Post: #1
Title: عودٌ ثانٍ إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه! بقلم محمد وقيع الله
Author: محمد وقيع الله
Date: 02-07-2016, 00:46 AM

11:46 PM Feb, 07 2016

سودانيز اون لاين
محمد وقيع الله-
مكتبتى
رابط مختصر




ذكر الأئمة الذين جادلوا أهل البدع والزندقة، وكتبوا في الرد على موضوعاتهم، أن أساليبهم الجدلية قائمة برمتها على السفسطة، لا على أساس المنطق العقلي أو الشرعي القويم.
والمقصود بالسفسطة التواء القول، والتلاعب الماهر بالمنطق، وتزييف المقدمات من أجل الحصول على النتائج الفاسدة، التي يتوخى السفسطائيون بلوغها ابتداء.
وينطوي فن التسفسط على محاولات التشويش على الحقائق الراسخة التي يستند إليها المحاور الخصم من أجل تطويقها وخلخلتها وهدمها.
وغالبا ما تكون غاية السفسطائيين هي مجرد الإفحام لا الاقناع.
فجل ما ينشدونه هو مقاومة الحق، ومحاولة دحضه، وليس نصرة ما يدعون إليه من مذاهب الزيغ والبطلان.
وبعض هذه المعاني لحظتها بوضوح في المرات القليلة التي حضرت فيها مجالس الأستاذ أحمد مصطفى دالي بحدائق جامعة الخرطوم.
فهذا السفسطائي العريق كان على أشد ما يكون المجادل تمرسا على تشقيق الكلِم.
وعلى أقدر ما يكون عليه المجادل في الدُّربة على توجيه النقد إلى الآخرين.
والتصدي في الوقت ذاته لسهام النقد التي توجه إليه من ناحيتهم.
وقد كان يُعمِل قصارى جهده الفكري من أجل أن يعثر على ثُغرة في كلام خصمه أو يستحدث تلك الثُّغرة إن لم يجدها.
ثم يشرع من تلقائها في هدم ما جاء به الخصم المحاور من قول.
وهذا الأسلوب المجادل المعاظل قلَّ ما كان يكسب الأستاذ دالي نصيرا مخلصا، ينشد الحق، وإن أكسبه إعجاب الكثيرين.
وقد انطبق على وضعه ما أنشده المعري مخاطبا سفسطائيي زمانه ومجادليه ودجاليه:

سَمِّ الهلالَ إذا عايَنتَهُ قَمَراً إنّ الأهِلّةَ عن وشكٍ لأقمارُ
ولا تقولَنْ حُجَينٌ إنّهُ لقَبٌ وإنّما يَلفِظُ التلقيبَ أغمار
هل صحّ قولٌ من الحاكي فنقبَلَهُ أمْ كلُّ ذاكَ أباطيلٌ وأسمار
أمّا العقولُ فآلتْ أنّه كذِبٌ والعقلُ غَرْسٌ له بالصدقِ أثمار!

ومؤدى قول حكيم المعرة هو أن الحق لا يغزو القلوب إلا من الطريق الوحيد القويم، وهو طريق العقل السليم.
وطبقا لما قلناه سالفا من أن السفسطائي العريق دالي كان ذا قدرة كبيرة على الإفحام لا الاقناع، اعترف شخص - على صفحات الشابكة الدولية للمعلومات، وأظن ذلك كان على صفحة (سودانيز أون لاين) - أنه كان مولعا إلى حد الإدمان بحضور مجالس المجادل الجمهوري دالي بالجامعة.
وقال إن دالي ظل يرمقه كل يوم بين النَّدِي، وذات مرة وجه إليه القول بما معناه: إنك لتكثر التردد على مجالسنا، ومع ذلك تأبى الانخراط في طريقتنا، أتظن أنا نعقد هذه المجالس نبتغي بها جلب الأنصار، أم نبتغي بها تصريف الوقت في الترفيه والترويح والترف الذهني؟!
ومن وجهة أخرى أبرز شخص التزم زمانا بالفكر الجمهوري، ثم انخلع من ربقته، شهادة قيمة، أشارت من طرف خفي إلى هذه الحقيقة التي قررناها عن أن الفكر الجمهوري صادف نفورا كبيرا من الناس.
وفي هذا المعنى قال الجمهوري السابق الأستاذ أبو بكر القاضي:
:" جامعة الخرطوم هي المكان رقم واحد الذي عرضت فيه الفكرة الجمهورية بالحوار الجمهوري النظيف (ركن النقاش)، وجريدة الفكر الأنيقة، والمعارض الجمهورية الجميلة.
وفي ذات الوقت فإن جامعة الخرطوم هي التربة التي رفضت الفكرة الجمهورية. عرف الطلاب الفكرة، التزمها عدد يسير جدا، فالجامعة هي التربة التي استوعبت الفكرة ورفضتها.
وهي أكبر دليل على أن الفكرة لا يمكن أن تنتصر جماهيريا إلا بمعجزة من السماء.
وقد كنا ننتظرها ولم تأت!! لم يتجل الأستاذ!!".
ومع أن (البروفيسور) أحمد مصطفى الحسين ليس له من القدرات الفكرية ولا البيانية ما يضعه في مصاف الأستاذ دالي ولا قريبا منه إلا أنه - حاول قدر استطاعته اليسيرة جدا - أن يجاريه.
وإنما جاراه في أسوأ ملكاته وهي ملكة السفسطة.
فقد حاول - بعد توليه من النزال الفكري الذي ابتدره ولم يصبر عليه - أن يشغب على ما أقول بتعليقات مبتسرة على هامش ما أقول.
وقد كتب يُحرِّف كلِمي عن مواضعه ثم يرد على ما لم أقله ولم يصدر عني.
وإنما تقوَّله هو عني!
لقد حاول (بروفيسور) الجهالة أن يورطني فيما لم أقله فقال:" أنا جاهل فى الإملاء الحمد لله، ولكنك جاهل فى الفهم.
ولا تتحلى بأى مستوى من الورع.
وإلا كنت فهمت أن الضمير فى (حظه) يرجع للعبد وليس لله.
ولو قرأت مقالى السابق والمقتطف من كتاب محمد لما تورطت فى هذه الهلكة، والجهل الفاضح، والغرض المريض.
أنا لا زلت عند رأئي (هل تقصد رأيي!) أننى لن أستطيع أن أسير معك فى هذا الجدل، وأكد لى مقالك هذا صحة قرارى".
والحقيقة أني لم أقل إن الضمير في (حظه) ينصرف إلى العبد ولا يرجع إلى الله.
ولم أقل إن الضمير في (حظه) ينصرف إلى الله ولا يرجع إلى العبد.
ولم أقل أي شيء عن هذا الضمير!
فلماذا قوّلني (البروفيسور) المريب هذا القول؟!
لقد وضع (بروفيسور) الريب هذا القول على لساني ليصوغ منه مقدمة (فاسدة) ينطلق منها ليصفني بما حلا له أن يصفني به من ثَم.
ومما وصفني به هو أني جاهل في الفهم.
وأني لا أتحلى بأى مستوى من الورع.
وأني تورطت فى هلكة، وجهل فاضح، وغرض مريض.
وفي حقيقة الأمر فإن الغرض المريض الذي وصفني زورا به، هو نفسه الذي سوَّغ له أن يزور قولا ينسبه إلي، ليصنع منه مقدمة (فاسدة) يخرج منها بهذه النتائج (الفاسدة).
وقد تفضل أستاذ حصيف، يتبع عقائد السادة الأشاعرة، وهو الأستاذ الأزهري، بتولي أمر الرد على (بروفيسور) الجهالة بالدين، واللغة، والمنطق، والأخلاق، فقال يخاطبه:
:" أراك يا بروف بهذا الرد على الدكتور قد وقعت أنت في الهلكة لا هو.
لأن إرجاع الضمير في كلمة (حظه) للعبد، وهو فعلا مقصد الأستاذ، يزيد الطين بِلَّة بدلا من يحل المعضلة.
فمعنى الآية لا يكتمل إلا بتلاوتها كاملة: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) أي بنطق أو حال ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة، والرزق، والمغفرة، وغير ذلك.
(كُلَّ يَوْمٍ) وقت، (هُوَ فِي شَأْنٍ) أمر يُظهره على وِفق ما قدَّره في الأزل، من إحياء، وإماتة، وإعزاز، وإذلال، وإغناء، وإعدام، وإجابة داع، وإعطاء سائل، وغير ذلك.
وهذا التفسير يدفَعُ توهُّمَ كثيرٍ من الناسِ حيثُ يظنون أن معناها أن اللهَ تعالى يتطور في مشيئته.
أي يشاءُ الشىءَ بعد أن كان لا يشاؤه ولم يكن له به علم وهذا ضلال مبين.
لأن الله تبارك وتعالى لا تطرأُ له صفة حادثة لم تكن في الأزل.
فكلُّ صفاته أزليةٌ لا يطرأ عليها تغير ولا تبدل".
وقد أضاف الأستاذ الأشعري الأزهري وهو يشرح خطأ الاستدلال الجمهوري بالآية الشريفة فقال:
" وعليه فإن إيراد النص الذي كتبه الأستاذ (يقصد محمود محمد طه) هكذا، مع وضوح إرجاع الضمير في كلمة (حظه) للعبد، وفي معرض الحديث عن تطور أحوال العبادة وترقي العبد فيها، مع الإيحاء بتخلق العبد في ذلك بقوله تعالى عن نفسه: (الآية)، لا يمكن إلا أن يفهم منه بإمكانية ترقي العبد في مراقي العبادة حتى يكون (هو الله).
تعالى الله أن يكون كمثله شيء من مخلوقاته، مهما بلغ من القرب منه تعالى، واصطفاه خليلا، أو كليما.
فيظل مخلوقا عبدا لله، ولن يبلغ كمال الله تعالى، في ذاته، وصفاته، وإرادته، وعلمه وقدرته جل جلاله".
وبذلك تولى عنا الأستاذ الأشعري، أيده الله تعالى، نقض كلام زعيم الجمهورين!
وقد استرسل الأستاذ الأزهري في بيان خطأ صاحب الفكر الجمهوري، فنبَّه في مداخلة ثانية تفضل بها إلى:" أن الآية محل الاستشهاد كان يجب ايرادها كاملة، وليست مبتورة.
لأنها تحكي عن مقام الربوبية وليس العبودية.
وبالتالي فإن تذييلها بعبارة (وإلى ذلك تهدف العبادة) تفسير غير موفق.
لأن الأستاذ (يقصد محمود محمد طه) حصرها في أحوال الذات.
بينما نزلت الآية في أحوال الربوبية، والإرادة بالتصرف، في أحوال وشئون العباد، والمخلوقات، والكون.
وليس في شأن ذاته تعالى كما أورد الأستاذ ".
وأبان الأستاذ الأزهري الحصيف عن أن الآية الكريمة التي استشهد بها محمود:" لا مناسبة لها برقي الذات العابدة، وترقيها في العبادة، وصولا للندية، أو الحلول، أو الفناء في ذاته تعالى.
وإنما تقربا لمحبته، واصطفائه، وعونه، وتوفيقه، ورحمته، واستجابة دعائه، وبِرِّه.
واستشهد الأزهري الأشعري بحديث شريف صحيح يؤيد تفسيره للآية الشريفة على هذا النحو الذي لم يفهمه محمود محمد طه.
ومن باب أولى لم يفهمه (بروفيسور) الجهل المطبق بالهجاء، والنحو، والبلاغة، والقرآن، والتفسير، والحديث، والفقه، والفلسفة، والتصور، وما إلى ذلك من ضروب الجهل المبين!


أحدث المقالات
  • بعيداً عن السياسية قريباً من حياة الناس بقلم نورالدين مدني
  • السودان الجديد ( الخطوة الأولى ) (1) بقلم بهاء جميل
  • أوراق من الواحة: صحفي في بيوت الأشباح بقلم علاء الدين أبومدين
  • النائب دحلان وشرعية المجلس التشريعي بقلم سميح خلف
  • إثارة الشغب بنية التحلل أوالعصيان المدني من أهل القانون بقلم بشير عبدالقادر
  • شيوعيون ووطنيون عصيون على النسيان بقلم التوم ابراهيم النتيفة
  • بقالات) التعليم العالي) بقلم المثني ابراهيم بحر
  • الأنفاق في الضفة والإنفاق على غزة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • شكراً لهذه المعلمة المدردمة فقد علمتنا الكثير! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • كان ولم يعد بقلم صافي الياسري
  • أخي الرئيس ..(لو غلبتك ) تنازل لبكري حسن صالح بقلم جمال السراج
  • سُلطة مطلقة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • ضَع - ضِعهم!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • فصيلة نادرة ..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • حول الوجود الأجنبي بقلم الطيب مصطفى
  • إسرائيل تنتزع قبرص واليونان من العرب بقلم نقولا ناصر*
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (88) إنهاء الانتفاضة بين الاحتواء المرن والحسم الخشن بقلم د. مصط