المسيحية السياسية في معركة الرئاسة الأمريكية بقلم عبد الله علي إبراهيم

المسيحية السياسية في معركة الرئاسة الأمريكية بقلم عبد الله علي إبراهيم


02-05-2016, 06:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1454648581&rn=0


Post: #1
Title: المسيحية السياسية في معركة الرئاسة الأمريكية بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 02-05-2016, 06:03 AM

05:03 AM Feb, 05 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر


وددت لو رأيت منا في السودان انشغالاً بصراع المرشحين للرئاسة الأمريكية بأفضل مما طرق أذني إلى يومنا. فقد تشققت منه مسائل شديدة المساس بخطابنا السياسي وقناعاتنا هنا وهناك. واسترعي إنتباهي مسألتين أرغب في إلقاء إضاءات عجلى عليهما آملاً أن تشجع الراغب على متابعة الصراع الإنتخابي الأمريكي من زاوية عائده على وعينا بنا وبالعالم من حولنا.
الموضوع الأول هو الدين والسياسة. فمحور الصراع الأكبر بين مرشحي الجمهوريين الذين في المقدمة هو كسب الإفانجليكلز (الإنجليون). وهم جماعة بروتستانتية نشأت في أوائل القرن العشرين لحرب زحف الحداثة على المجتمع. ثم استقلت بعقائدها وكنائسها من سائر البروتستانت. وجرى وصفها ب "الأصولية" ( fundamentalism) التي جرى تعميمها كاسم على الحركات التي تواضعنا على تسميتها ب"الإسلام السياسي" عندنا بلا تدقيق مستقل. وعناصر عقيدة هذه الجماعة أربعة:
1-أن تولد مسيحياً من جديد بعد ضلال مما يمكن أن يسميه حسن الترابي "الأوبة للدين ".
2-وهي "سلفية" لأن الإنجيل هو الحكم والكلمة الأخيرة. وأخطر ما في سلفيتهم السياسية بالنسبة لنا مناصرتهم لإسرائيل لأن كتابهم قال إن المسيح لن يبعث إلا بعد قيام دولة إسرائيل. فأتخذوا من قيامها وفتوتها دليلاً على صحة كتابهم. وبالطبع لن يعود المسيح حتى يكتشف اليهود بطلان دينهم فيتحولون عنه للمسيحية. وهذا هو المنتظر.
3-التركيز على فداء المسيح
4-الدعوة والفعل الاجتماعي والسياسي حتى نشأت من وسطهم مؤخراً جماعات ضغط سياسي عال مثل "الأغلبية الأخلاقية" والجامعات الدينية مثل جامعة ليبرتي في ولاية فرجينا لصاحبها جري فلويل. وهي الجامعة التي اختارها المرشح الجمهوري تد كروز لبدء حملته الانتخابية وغشاها ترمب ليحصد بيعة مؤسسها حتى لازم ابنه المرشح طوال لقاءاته في ولاية أيوا: (ونحن نأيد حزب السيد).
ما الذي نقرأه من هذه الانعطافة الدينية الأمريكية التي بدا الدين فيها عائداً راجحاً؟ فما تكلم المرشح مارك روبيو حتى عاد بي إلى ذكرى زملائنا شباب الإسلاميين في الستينات تتقمصهم تقوى سياسية جادة. فلما قيل له أنت "المخلص" أعجاباً به قال: استغفر الله، يا سبحان الله، إنما المسيح عيسى هو المخلص. ثم ما فاز كروز في ولاية أيو حتى هتف "الله أكبر ولله الحمد" (المسيحية) وجاء بآية من كتابه المبين.
متى تأملنا هذه الانعطافة للدين بقوة في السياسة الانتخابية وضح لنا أن ليس من دين يقبل صاغراً استدبار السياسية نزولاً عند العلمانية او المدنية أو ماشئت. ولذا قلت بعد إقامة قصيرة في أمريكا في الثمانينات إن بين الدين والسياسة جدل يخفت به أثر الدين المباشر في السياسة في أوقات ثم تجده عاد إليها بشدة. فصراعه مع العلمانية صراع رجال: متنى وثلاث ورباع. ففي 1963 قضت المحكمة العليا بتأثير العلمانية القوي (بل والحركة الإلحادية بالذات) آنذاك منع "الصلوات" أو الأذكار المسيحية في المدارس. ومتى نظرنا اليوم وجدنا أن للصلوات طقوس وجدولة في البيت الأبيض نفسه. وزكيت هذه النهج في النظر للدين والسياسة لأن هناك من اعتقد، أنه متى ما أقمنا العلمانية ،تراجع الدين وتلاشي للأبد في منظور قديم لنظرية الحداثة.
أردت من كل هذا أن نراجع مصطلح "الإسلام السياسي" الذي يجري على ألسننا كأن بوسع الإسلام، أو اي دين آخر، ألا يكون سياسياً حتى قيام الساعة. فالمسلم الذي يضرب بسيدنا عمر مثلاً في العدل أو بعفة اليد حيال مال المسلمين خاض في السياسة خوضاً بعيداً وتوطن فيها كمسلم. وكنت أسمع من أمي أمهاني قولها"اريد الله الماسر زول" ترنو إلى مجتمع من قال أنا لا من قال أبي. وكان رأيي أن مصطلح "الإسلام السياسي" مصطلح لكسولين يريدون استبعاد الدين من السياسة بأقصر الطرق وبمقتضى فرمان الحداثة لا بشغل كثير آخر تواضعنا عليه في الستينات وفروا منه فراراً بعيدا. ولا وقت للخوض فيه هنا.
أعود في المرة القادمة إن شاء الله للحديث عن بيرني ساندر المنافس الديمقراطي الذي جاءنا بحديث الاشتراكية في بلد ظنناه رأسمالياً سعيداً. وواحلاتو وآحلاة نضمو.




أحدث المقالات
  • السودان ،،، أشلاء مبعثرة في نفق مظلم بقلم علي الناير
  • معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !! بقلم د. أحمد الخميسي
  • الجزيزة ابا ... والانقاذ بقلم شوقي بدرى
  • أصْلُو غِلِتْ في البُخَارِي..!؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • يا أعضاء هيئة علماء السودان أدخلوا جنة العلمانية بدلاً من العفط كابليس بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • سدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (3-5) بقلم هاشم محمد علي احمد
  • لا تخبط .......... منزل أحرار بقلم هاشم محمد علي احمد
  • أبواب أبنوسية بقلم الحاج خليفة جودة
  • كيف استقبلت طهران روحاني العائد من اوربا بقلم صافي الياسري
  • التحول الديمقراطي وبسط الحريات في ظل الإنقاذ الممكن والمستحيل بقلم حسن احمد الحسن
  • مذبحة بورسودان ..........يجب تحديد الجناة اولاً..ثم إستخلاص الدروس بقلم ادروب سيدنا اونور
  • نعم (مجنون) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • خطاب الى وطني يلطم الوطني «2» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • الخدمة الوطنية بقلم الطيب مصطفى
  • جامعة مدني الأهلية :فريسةالعنف الطلابي!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • نيفاشا والمسخ الانقاذى بقلم حسن البدرى حسن /المحامى
  • غزوة الغاز : رسالة لبرلمان الكلام الساكت و سيوف من خشب ! بقلم فيصل الباقر