ازمة الفضاء العربي المأزوم بقلم سميح خلف

ازمة الفضاء العربي المأزوم بقلم سميح خلف


01-14-2016, 01:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1452730271&rn=0


Post: #1
Title: ازمة الفضاء العربي المأزوم بقلم سميح خلف
Author: سميح خلف
Date: 01-14-2016, 01:11 AM

00:11 AM Jan, 14 2016

سودانيز اون لاين
سميح خلف-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر



بداية لا نريد ان ننبش في طرقات التاريخ وصراع الحضارات وما وفرته الرسالة النبوية الاسلامية من فضاء عربي تحول الى فضاء اسلامي ممتد من الصين الى ابواب باريس، ولا نريد ان نتوقف على الامبراطورية العثمانية وما تركته من ويلات للشعوب العربية والتي كانت فيها الشعوب العربية تحت مظلة الفضاء العثماني .

بعد الحرب العالمية الثانية وبعد تبادلية الاستعمار للامة العربية من عثمانية الى غربية وفي حقبة نهوض عربي بثورات وطنية عربية ولواء وخطاب وحدوي بدأ من ثورة يوليو في مصر الى الجزائر وسوريا والعراق واليمن والتي واجهت بعض منها حلف بغداد والمشروع الصهيوني الذان اتيان على اساس منع تجسيد اي فضاء عربي موحد سياسيا وافتصاديا وامنيا وعسكريا ورسم جغرافيا قومية عربية ، ولم تفلح جامعة الدول العربية لان تكون هي الماعون والبوتقة الموحدة للعرب.

فشل مشروع عبد الناصر الوحدوي بما واجهه من تحديات ونكسة في عام 67 اضعفت ثورة يوليو وكان للهزيمة او النكسة مسببات داخلية وخارجية ليس بسبب البحث فيها واسقط مشروع الوحدة بين مصر وسوريا ومن بعده اسقط مشروع اتحاد الجمهوريات العربية ، ومن بعد رحيل عبد الناصر استمر العقيد القذافي في نداءاته الوحدوية باكثر من محاولة وفي اكثر من اتجاه ، وبوضوح نادى العقيد القذافي في نهاية القرن الماضي بوجوب فضاء عربي ام فضاءات تتكون في العالم كالاتحاد الاوروبي والصين وايران ، وعندما فشل في اطروحاته ايضا اتجه لفضاءات القارات فاراد من افريقيا ان تكون فضاء موحد سياسيا واقتصاديا وامنيا وعسكريا من خلال تطويلر منظمة الوحدة الافريقية الى الاتحاد الافريقي ، كانت خطورة القذافي تتمثل بانه استطاع المضي قدما في انجاز الاتحاد الافريقي والاستغناء عن منطقة الدولار الان ان الواقع الافريقي للدولة الرسمية لا يختلف عن واقع الدول العربية من اختراقات للانظمة من قبل فرنسا وبريطانيا وامريكا بل اشعلت الحروب الطائفية والقومية في عدة دول افريقية .

عودة لاهمية وجود فضاء عربي والتي لعبت الاحزاب العربية ضد ارادة الدولة الوطنية والثورات العربية وبالتالي لم تكن بالصدفة اثارة المناطقية الجغرافية في الدولة الواحدة والجغرافيات الاقليمية وهناك من سعى بتخوف على مكتسباته بالوقوف امام التكامل الاقتصادي .

حقيقة ميثاق جامعة الدول العربية وخاصة بند اتفاقية الدفاع المشترك لم يفعل منذ انشاء الجامعة بل اتخذت جامعة الدول العربية قرارات وتوصيات تدعم التدخل الاجنبي في سوريا وليبيا والعراق ، هذعه القرارات كانت يمكن ان لاتكون لو تحققت فكرة الفضاء العربي امام الفضاءات الاخرى في العالم وخاصة ان العرب يمتلكون سلاحان مهمان القوة البشرية والثروات الطبيعية وبموقع جغرافيا متحكما في منافذ الملاحة الدولية.

واقع عربي مازوم وازداد تأزما باختراق ما يسمى الربيع العربي لايقونته الوطنية والقومية وليساهم هذا الربيع بظهور فضاء احدثته الثورة الايرانية وتقدمها التكنولوجي السريع ، امام قصور ثقافي وطني وقومي عربي جعل من التطرف المذهبي وسيلة لتفتيت الدول الوطنية .

ربما كانت ظاهرة ايجابية هو بروز مجلس التعاون الخليجي وبرغم عدة اشكاليات يصادفها في داخله الا انه حافظ على بنيته وكان من المهم المضي قدما لتجسيد نظام اقتصادي واحد وعملة نقدية واحدة ليجسد طليعة فضاء عربي بعد ان رسخ وحدة العمل الدفاعي لدول الخليج .

رمال متحركة قد تصاب فيها كثير من الدول العربية بحالة التسحر ان لم يتيقظ العرب لخطورة المشروع الصهيوني كبؤرة عملت وما زالت تعمل على عدم تحقيق فضاء عربي موحد واعتقد ان من اوليات المواجهة هو مواجهة المشروع الصهيوني وتحصين البنية الثقافية والاخلاقية والوطنية للمواطن العربي التي تحقق السلم الاجتماعي بين ابناءه امام ظواهر التطرف والفوضى والانفلاش .

من المهم السعي لتشكيل فضاء عربي محصن من الاختراقات والغزو والتاثير من الدول الاخرى وخاصة ما تسمى الدول العظمى التي ما زالت مدافعة عن اسرائيل ووجودها على حساب الشعب العربي وممارستها القتل والتدمير واستباحة مقدسات الامة .... ولن يكون هناك فضاء عربي يحفظ كرامة المواطن العربي والمشروع الصهيوني قائم بثقافته .

سميح خلف


أحدث المقالات

  • من مدينة الجنينة الباسلة لم تكذبنا الصورة وأخبرتنا الرصاصة كل شيء بقلم الصادق حمدين
  • بضاعة الحوار.. الكاسدة..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • هل تدرى على من ننتحب يا د. محمد وقيع الله؟ بقلم برفيسور احمد مصطفى الحسين
  • ‏ومن أجل هذا نحتفل بذكري الأستاذ محمود محمد طه! بقلم بثينة تروس
  • ‏لعنة الحرب ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • الشيشة في زمن الحرب ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • أبو شنب !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • والرزيقي يقول بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • عقد الجرافات وأمن البحر الأحمر بقلم الطيب مصطفى
  • مذبحة .. الجنينة !! بقلم د. عمر القراي
  • أنا والحاج وراق ورباح الصادق!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • البحث عن الجمال.. في زمن القحط..! بقلم الطيب الزين