الاستقلال هل يشكل إضافة للحوار الوطني ؟! بقلم عواطف عبداللطيف

الاستقلال هل يشكل إضافة للحوار الوطني ؟! بقلم عواطف عبداللطيف


01-04-2016, 06:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1451927502&rn=0


Post: #1
Title: الاستقلال هل يشكل إضافة للحوار الوطني ؟! بقلم عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 01-04-2016, 06:11 PM

05:11 PM Jan, 04 2016

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-
مكتبتى
رابط مختصر


قبل ستين عاما في يناير 1956 خرج المستعمر البريطاني من السودان، احدى مستعمراته التي استحق بها وبجدارة اسم الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ونتاج لرحلة نضال وطني اتسمت بالصبر والحنكة ودفع الكثيرون أرواحهم فداءا للحرية التي هي " طعم الحياة ومذاقها الحلو".. وصفحات التاريخ الانساني مليئة بنماذج فريدة لاسترداد الحرية ، وللسودان نصيب وافر من النضال وما زال يقدم التضحيات لاجل استقراره ورفاهية انسانه ، رغم محن حكومات متعاقبة خنقت البسطاء وأوجعتهم في لقمة عيشهم وصحتهم وتعليمهم ، للدرجة التي لا يفرق معها الغالبية بين المستعمر الاجنبي والمحلي، والبعض ذهب لأكثر من ذلك وطالب بعودة المستعمر .
• ملف الاستقلال صفحاته عريضة وممتلئة بالحقائق التاريخية ، إن اخذت جانبه الايجابي لحسبت ان الحجر والشجر يلوح بأغصانه متغنيا بذكرى الاستقلال كملحمة من ملاحم الكفاح المباح ، نظم له الشعراء شعرا عذبا يحرك مكامن العزة والفخر.. اما في جوانبه السلبية فحدث ولا حرج..
قبل 113 عاما تأسست جامعة الخرطوم 1902م، وحينما كان كثير من دول العالم تستنكر عطاء النساء، دستور 1953م اعطى حريمه حق الانتخاب، وبدايات الاربعينيات انتخبت الناشطة فاطمة احمد ابراهيم رئيسا للاتحاد النسائي العالمي، ومن صممت علمه المعلمة الحاجة "السريرة بت مكي"، ود. خالدة زاهر اول طبيبة كانت ورفيقاتها ضمن المواكب الهادرة لجلاء قوات الاحتلال في لوحة تدل ان جسم السودان كان واحدا متماسكا ولانسانه قضية ولنصفه الثاني الحشمة والوقاركشريك اساسي .
• وسودان اليوم غالبية اطرافه تشكو الفاقة والالم بعد ان ادارت دفته حكومات عسكرية واخرى ادعت الديمقراطية، فوضح بجلاء البون الشاسع بين الفرحة بالاستقلال والتغني للماضي وحاضره ، فالنفس موجوعة على وطن استقل منذ 60 عاما ولم يجد للاستقرار سبيلا.. قبل اعوام انشطر لنصفين، والدولة الوليدة "الجنوب" تذبح نفسها بنفسها في معارك الخاسر فيها المواطن.. وجسمه الشمالي يعاني انفلاتات امنية وضغوطات معيشية ورائحة فساد تزكم الانوف، نتيجة استرخاء في المحاسبة وغياب الشفافية، وملفات للحوار والتوافق الوطني تراوح مكانها، ترهق راحة المواطن الذي طرز علمه ليرفرف في سماوات المجد ورغد العيش في بلد تقول كتب التاريخ إنه سلة غذاء العالم.
• السؤال: هل بالغناء وبرفرفة الأعلام يسعد المواطن أم هي ما تبقى له من فضاءات مضيئة يتنفس عبرها باستدعاء ماضيه ليكحل المستقبل بالأمل؟ !.. ان الحرية غالية ... لكن ما يعانيه المواطن من شظف العيش واختلال في موازين الحياة الكريمة وبطالة وسط الشباب.. الخ؛ جعل " لحافه مطوي" ليغادر لبلاد الدنيا ما اتيحت له سانحة، فتدفق المهاجرون لأركان الارض يلمسون حياة ادمية من بلد هو بكل المقاييس غني بأراضيه الزراعية مد البصر، وثروة حيوانية وموارد مائية غزيرة، وثروات معدنية ونفطية مطمورة، كل ذلك والاقتصاد السوداني كسيح ممدد على سرير علل ، انسداد الأفق السياسي والاقتصادي طمس حتى تلك المشروعات التي انشأها المستعمر كمشروع الجزيرة الزراعي ابو الاقتصاد السوداني وغيره وغيره .
• وبرغم الضبابية فإن الامل كبير ان قرص شمس الاستقلال حينما يكمل دورته الـ 60 سيعيد اهل السياسة حساباتهم لاستشراف مستقبل تقول كل الدلائل ان مصلحة الاوطان مقدسة وهي على مسافات واحدة من الجميع.. وحقائق الاشياء تقول ليس مستحيلا ان ينتفض من امتهن الحرية.
ليت فرحة الاستقلال تتحول لبرامج عمل منضبط ضمن ملفات الحوار الوطني يكون الشعب محركه، ووفق معطيات علمية وثقافية وتاريخية ، وان تتم الاجابة على سؤال: ماذا حقق السودان مما كان يتطلع له جيل الاستقلال ليرفرف العلم عاليا وتتحقق للمواطنين معيشة سلسة آمنة ورخية.
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر

همسة: سؤال ملح.. أيهم أشد قسوة الاستعمار أم سلب البعض لأبسط مقومات الحياة الكريمة من السواد الاعظم؟!


أحدث المقالات

  • الحوار الوطني ليست السفينة التي نرفع علم الحركة الشعبية عليها بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • حركة / تحرير السودان دعواتكم بعاجل الشفاء للمفكر الدكتور كمال الجزولى ال بقلم حيدر محمد أحمد النور
  • معبر رفح بين تركيا ومصر بقلم د. فايز أبو شمالة
  • اعدام السعودية للنمر .. هل يشعل المنطقة؟ بقلم محمد الننقة
  • مرحباً 2016 بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • إثيوبيا والتهام السودان ..! بقلم د. فيصل عوض حسن
  • خديجة صفوت ... بتفوقها الأكاديمي والثقافي تتوشح التميز زهواً وفخر بقلم الحاج سيد أبو ورقة
  • حصاد ما بعد الإستقلال بقلم د/جعفر محمد عمر حسب الله
  • وهل الولاء السياسي للسودان وحده جريمة ؟ بقلم خضرعطا المنان
  • ياخوفى من المخرجات ! بقلم على حمد ابراهيم
  • في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفتر النضال الوطني !! (2-2) بقلم د. عمر القراي
  • تنجدنا وتفزعنا يا شيخ أحمد الصادق بقلم كمال الهِدي
  • حول قامة امين عام مجلس الاحزاب .. بقلم برفيسور حيدر الصافى شبو
  • سدُّ النهضة: أضواءٌ على الاجتماعِ الوزاري الرابع ووثيقةِ الخرطوم بقلم د. سلمان محمد أحمد سلمان
  • الإستقلال جسد روحه الحرية، أين الروح؟! (3 ) بقلم حيدر احمد خيرالله
  • للتصدير ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • حكومة الترابي الجديدة..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • والحريق الذي يقترب هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • المفاوضون الأحرار: رداً على مجدي الجزولي وعارف الصاوي بقلم فيصل سعد
  • ستون عاماً مضت على إستقلال السودان ام الاستغلال؟ بقلم أمانى ابوريش
  • ايران والتخطيط لما بعد تحرير الرمادي بقلم صافي الياسري
  • سوق الأودام ..السياسية فى السودان يغلق أبوابه هذا العام !! بقلم عبد الغفار المهدى
  • قصة شاب ارتري نجي من موت محتوم . من موت الي موت . . قصة حقيقية بقلم جعفر وسكة
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (75) الحياة في ظل الشهداء ونسائم الانتفاضة بقلم د. مصطفى يوسف ال