حبيب الشعب السوداني أو السر مكي بقلم عادل اسماعيل

حبيب الشعب السوداني أو السر مكي بقلم عادل اسماعيل


01-03-2016, 00:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1451776082&rn=0


Post: #1
Title: حبيب الشعب السوداني أو السر مكي بقلم عادل اسماعيل
Author: عادل إسماعيل
Date: 01-03-2016, 00:08 AM

11:08 PM Jan, 03 2016

سودانيز اون لاين
عادل إسماعيل-
مكتبتى
رابط مختصر




ذات يوم صيفي و أنا عائد إلى منزلي ، ألتقاني الأديب و القانوني الراحل الاستاذ عمر علي أحمد و سألني ما إذا كنت أكتب هذه الأيام ، فكان يقول إنه يحب ما أكتب . فأخبرته إني عائد لتوي من صحيفة الأيام حيث دفعت باخر مقال ، و تأخرت هناك لأني ألقيت الاستاذ السر مكي و تحدثت معه عن اخر ما جاء في عموده ( أضواء و مفارقات ) و صفحته الأسبوعية ( لقاء الأربعاء ). فوقف الأستاذ عمر في منتصف الطريق ليقول لي إنه لم ير كاتبا صحفيا يحب الشعب السوداني من جوه قلبه بهذا القدر الذي تعبر عنه كتابات السر مكي . كان ذلك منذ حوالي العقد و النصف . و منذ تلك اللحظة أطلقنا عليه لقب حبيب الشعب . و كان ذلك سبب التسمية .
( إن العنصرية هي شكل من أشكال الجبن البشري ) . ( حريتك لا تنتهي حين تبدأ حرية الاخرين إنما حريتهم شرط لتلك ) .
كانت تلك اخر العبارات التي رددها الراحل الكبير الأستاذ السر مكي . و في حقيقة الأمر هي اخر ما يقدمه و يدعو له الرائد السياسي لأخيه الإنسان . غير إن تلك الأقوال التي كان يقولها و يكتبها حبيب الشعب ، لم تكن تخرج من ذات رومانسية متأملة أغرقتها فيوضات دلقتها لغة الكون ، إنما هي تخرج من ذات ملتحمة بالواقع الذي يعيش فيه ، و يعيش به ، و يعيش له . فقد كان الراحل الكبير مشروعا سياسيا و اجتماعيا يمشي بين الناس ، كان يفتح ذراعيه للجماهير ، ليضم كل الفئات التي لها مصلحة مباشرة في التغيير ..
في حقيقة الأمر ، يقوم مشروع السر مكي السياسي و الاجتماعي ، بالأساس ، على اشراك الجماهير في وضع أولوياتها و دعمها في تقرير مصيرها بنفسها . ولعل هذا ما تفرد به حبيب الشعب عن سائر السياسيين الذين حظيت أو ابتليت بهم بلادنا . إذ كانت و ما تزال هذه القيادات تفكر بطريقة أبوية حيث تعتقد أنها تعرف مصلحة الشعب و تريد رفاهيته و باتالي تحاول سوقه إلي ذللك الاتجاه . و ربما يكون هذا الأمر هو الخلل الكبير الذي أدى إلي عزل الجماهير ، و حجب عنها القدرة لتصوغ مشروعا سياسيا و اجتماعيا ، يترجم امالها و احلامها ، و تجلى ذلك الخلل في ما أصبح يعرف بالدورة الشريرة من الانقلابات و فترات الديمقراطية العجولة المضطربة .
قرأ السر مكي هذا الأمر قراءة صبورة و عزا ذلك إلى ما أسماه هشاشة التفكير السياسي منذ الاستقلال في العام 1956 ، و كتب عنها سلسلة مقالات نشرتها الأيام تصلح لتكون مرجعا هاما يضرب بسهم وافر في قضايا التغيير و يرسم إضاءات على طريق صوغ المشروع الوطني الضائع أو المضاع ليقبل عليه الشباب يكبرون به و يكبر بهم .
قاد هذا التفكير السوي السر مكي لدعم مشروع الحركة الشعبية بالطريقة التي طرحها بها الدكتور جون قرنق . و هو المشروع الذي ساهم في إيقاظ جموع المهمشين لينخرطوا في عملية التغييرلإعادة توزيع الثروة و السلطة بحسبانها الضامن الوحيد للاستقرار و التطور الذي نستحقه . فكان تفكيره أن تواصل الحركة الشعبية انحيازها لقضايا الجماهير و اشراك هذه الجماهير في القرار الذي هو مصلحتها بالدرجة الأولى ، و كتب كثيرا في هذا الاتجاه ، و حذر من أن تفقد الحركة الشعبية زخمها وسط الجماهير، التي استقبلت زعيمها و منحته ثقتها في يوم مشهود في الخرطوم ، و تتحول إلى مجرد حزب سياسي
يكتفي بما جاءه من نصيب في الثروة و السلطة بناء على اتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا عام 2005 . و لكن تمضي الأيام و يحدث ما حذر منه السر مكي . فلم تقف الحركة الشعبية عند تحولها لحزب فحسب ، بل خانت جماهيرها و تنكرت لهم و عزمت على الإنفصال بحجة أن شريكها المؤتمر الوطني أعاق عملها و كأنها كانت تنتظر أن يتبنى المؤتمر الوطني مشروعها !!
شرع السر مكي في محاولة تكملة نقائص الحركة الشعبية و ضعف أدائها ، و استكانتها ، و استمرائها للعمل المكتبي بعيدا عن الجماهير ، فنادى بعضا من أصدقائه الذين يشبهونه في طريقة التفكير ، طارحا عليهم محاولة دعم الحركة الشعبية و تشكيل نوافذ سياسية تطل بها على الجماهير لإدراكه أن الجماهير الواعية هي التي تصنع برامجها عبر التفافها حول مصالحها الحياتية المباشرة . فالسياسة عند السر مكي ليست مجرد شعارات و خطابات ، إنما هي ملامسة لما يهم الناس في اللحظة الحاضرة . و هو ما كان يطلق علية الطريق لتكوين الكتلة التاريخية . و لكن توقفت محاولاته تلك لأسباب لا أعرفها .
كان السر مكي عميق البحث في جذور الثقافة الإنسانية عموما و السودانية خصوصا ، يوظفها ببراعة ، ليدعم مشروعه المتصالح مع مكونات الشعب السوداني ، باعتبارها اسس نهضته التي ينهض بها ، و من ثم يستطيع أن يساهم بها في حركة المجتمع الإنساني . كان يطربه التدين الشعبي المتسامح العطوف . و كان يحتفل بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب و هو يخاطب بطنه التي تقرقر من الجوع قائلا لها : قرقري أو لا تقرقري و الله لن تذوقي الطعام حتي يذوقه الفقراء أولا .
كان السر مكي شديد الالتزام بالانحياز للفقراء و النساء ، شديد الحساسية تجاه إنصافهم ،عظيم الهم لهم كأنه نبي لم يأتي إلى هذه الدنيا إلا لإنصافهم و توفير الحياة الكريمة لهم .
برحيل السر مكي فقد الشعب السوداني نصيرا عزيزا و قويا مدافعا عنه حتى اخر قطرة من قلمه .
أعزي نفسي في فقده فهو من الذين ترى أن وجودهم كان كان ضروريا لهزيمة الشرور في هذا العالم المجنون ، فلكأن السر مكي لم يأت إلى هذه الدنيا إلا ليرسم الإبتسامة في الوجوه العابسة . و عزائي ما حفظته لنا التكنولوجيا من إرثه على صفحته الالكترونية .assirmakki.blogspot.com
إن الإرث الذي تركه حبيب الشعب ليس ملهما فحسب ، إنما هو معلم بارز في تطور الفكر السياسي في السودان ، يرشد الأجيال لتتحسس خطاها و هي سائرة إلى مبتغاها ، مسلحة بما قدمه السر مكي من وعي نوعي ، يقوم على احترام الاخر و الاعتراف به ، و البناء على ماهو مشترك ، و الانفتاح على المستقبل و العالم . كان السر مكي حزبا سياسيا باكمله ، و كان مدرسة في صدق توجهاته لا يحيد عنها . كان يجمع ، بشكل عجيب بين الصرامة في التفكير و الوداعة في التعامل مع الناس .

اللهم يا سيد الأكوان و الأبدان و الأرواح ، يا أيها المتناغم الجميل الممتد ، القديم الجديد المتجدد ، الواحد الأحد اللامنقسم ، ارفعه مقاما فوق مقامه إنك أنت الرا فع المقيم .



أحدث المقالات

  • عام جديد. لسودان متمدين جديد !!!! بقلم بدوى تاجو
  • يريدونه حوارٍاً للموافقة و ليس حوارٍاً للتوافق! بقلم عثمان محمد حسن
  • صوت اللاجئ السودانى الذكرى العاشرة لحادثة مصطفى محمود الدامية بقلم طيفور مكى
  • إسلام بحيري والأزهريون .. كلاكيت تاني مرة ..!!؟؟ بقلم د. عثمان الوجيه
  • المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع : (4 ) بقلم عمر حيمري
  • إنتباه .. ليست مشكلة إبنة ع.ع وحدها بقلم نورالدين مدني
  • حركة فتح بين الحضور والغياب بقلم سميح خلف
  • يوسوس في صدورهم الخوف بقلم د. فايز أبو شمالة
  • ثمة اختطاف للثورة المصرية! بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • الشيخان المغتصبان واغتيال البراءة... حتى خلاوى تحفيظ القرآن لم تعد آمنة بقلم الصادق حمدين
  • في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفتر النضال الوطني !! (1-2) بقلم د. عمر القراي
  • آخر نكتة سودانية (مطالبة بعودة الاستعمار الانجليزي)!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • إعتقال (الوالي،، ومعتمد الخرطوم) بقلم جمال السراج
  • برافو الحزب الديموقراطي الليبرالي: رؤية استراتيجية وتخطيط اقتصادى وتنموي محكم بقلم غانم سليمان غانم
  • في الذكرى الستين للاستقلال: البوصلة التي لا تنكسر بقلم محمد محمود
  • "وَاقعِين وين"..؟!بقلم عبد الله الشيخ
  • منظمة التحرير الفلسطينية أسيرة الاحتلال بقلم نقولا ناصر*
  • دعوة لتدوين اللهجات السودانية

  • مؤتمر البجا-المكتب القيادي يهنئ الشعب وينادي بثورة حتى النصر
  • حركة تحرير السودان تهنيء الشعب السوداني بذكري الاستقلال المجيد
  • مصطفى عثمان إسماعيل: لن يتحقق الاستقلال ما لم تتوحد كلمة أهل السودان
  • تعميم صحفي أمانة الشئون السياسية لحركة العدل والمساواة السودانية
  • وفد من حزب التحرير / ولا ية السودان يزور الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بمدينة القضارف
  • وزير الزراعة بسنار : 2016 عام السلام والاستقرار والتنمية بالسودان
  • اخلاء مسؤولة اممية من الخرطوم عقب الاعتداء عليها
  • حركة العدل والمساواة السودانية تحتفي بشهداء الثورة والوطن
  • برلمانيون يحملون وزارة الإرشاد مسؤولية استشراء الفساد والاختلاسات
  • العدل والمساواة تستنكر الاحكام الجائرة بحق الدكتورة لبابة الفضل
  • علي الصادق: زيارة وزير خارجية جنوب السودان للخرطوم للمشاركة فى احتفالات البلاد بالاستقلال
  • البيان السياسي الهام حول اهداف ورؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان / الاغلبية الصامتة
  • اقتحام مزرعة دبلوماسية وتوقيف أكثر من «40» متهماً
  • مشاجرة عنيفة بين دبلوماسيين بالسفارة الليبية بالخرطوم
  • بيان من المنبر الديمقراطي بهولندا بمناسبة عيد الإستقلال المجيد‬
  • الطيب حسن بدوي وزير الثقافة يهنىء الشعب السوداني بذكرى الاستقلال المجيدة
  • حزب الامة القومى كندا :بيان بمناسبة عيد الاستقلال المجيدة
  • بيان من الحزب الوطني الاتحادي
  • خطاب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس الجبهة الثورية بمناسبة العام الجديد 2016
  • الجبهة الوطنية العريضة بيان الذكرى الــ(60) لاستقلال السودان المجيد
  • كاركاتير اليوم الموافق 02 يناير 2016 للفنان ود أبو عن ألف وخمسمية حالة فساد في الشهر!!


  • Zayed Giving Initiative to send mobile hospital to Sudan
  • Prime speech Sudan People's Liberation Movement and head of the Revolutionary Front for the New Yea
  • Sudan’s economic woes to deepen in 2016’: analyst
  • Dialogue is base for mapping out Permanent Constitution
  • Al Bashir: Sudan to extend ceasefire for 30 days
  • Ali Al-Sadig:Visit of South Sudan Foreign Minister comes in context of Participation in 60th Annive
  • Sudanese jihadist dies in Syria bombing
  • Speech delivered by the President on the occasion of the 60th anniversary of the Sudan National Day
  • Children burn in third day of Jebel Marra attacks by Sudanese Army, RSF