تراجي مصطفى.. حقائق و أكاذيب؟! بقلم عثمان محمد حسن

تراجي مصطفى.. حقائق و أكاذيب؟! بقلم عثمان محمد حسن


12-28-2015, 04:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1451316217&rn=0


Post: #1
Title: تراجي مصطفى.. حقائق و أكاذيب؟! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 12-28-2015, 04:23 PM

03:23 PM Dec, 28 2015

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





و دخلت تراجي مصطفى المصيدة.. أوردتها تراجي و هي تشتعل.. ما هكذا يا
تراجي يتم ضرب رفاق الأمس..

كانت واثقة- و هي تروي تاريخ ( نضالها)- ثقة تبعث التصديق.. ملأ حضورها
الاستديو.. صوتها قادم من جرح ما.. قد يكون جرحاً حديثاً و قد لا يكون..
قد لا تصدقها تماماً. و لكن من الصعب أن تكذبها تماماً.. ضحكتها تشي بشيئ
ما وراء الألم.. ربما خيبة أمل في المعارضة التي كانت تعني لها الكثير..
و ربما هي سيدة من اللواتي يجدن تمثيل أدوار ما في كل مقام يخترنه بمحض
إرادتهن..

كلمات تراجي تخرج من فمها طلقاتٍ نارية.. طلقاتٍ.. تتبعها طلقاتٌ مصوبة
تجاه رفاق الأمس.. طلقات ليس فيها مراعاة للزمالة و لا للكفاح الذي ربما
لم تتشرف تراجي بسلوك دربه في حقيقة الأمر..

يتوهم النظام أنه تحصل على أكبر صيدة و هو يقوم بالوثبة الاكروباتية في
الهواء.. و كان قبلها قد اصطاد كمية كبيرة من ( الصير) و الكثير من خشاش
طيرٍ لم يسمع به كثيرون.. و يقال أن تراجي كانت ناشطة.. لم أقرأ لها و لا
عنها إطلاقاً.. و قد سألت بعض معارفي عما إذا كانوا قد سمعوا بسيدة تسمى
تراجي.. دهشتهم من الاسم في حد ذاته أكد جهلهم بمعرفة وجودها..

و لا يزال النظام مشغولاً بتلميعها.. و هو يتنفس الكذب! و يؤكد أن
الممانعين سوف يأتون للحوار كما أتت تراجي.. و اسم حزب آخر جاء برفقة زفة
تراجي من صلب الليالي المثقلات بالأعاجيب.. حزب لم أسمع به يقال له حزب
العدل و المساواة الجديد.. ( جديد ده شنو كمان يا ناس؟!)، و ظهر على
الشاشة رئيسه الذي لم يكن شيئاً مذكورا قبل مجيئه للحوار.. و أسماء
تتوالى و تتالى.. و يزدحم الحوار بطلاب المناصب المهرولين إلى قاعة
الصداقة.. مشرئبة أعناقهم إلى ما بعد الحوار.. فمائدة البشير مليئة بما
لذ و طاب من المناصب الدستورية الشهية.. و بعض البطون الضامرة سوف تتحول
إلى كروش تتسع لاكتناز الشحوم بلا توقف.. و حوار البطون هو السائد هذه
الأيام..

و يغيظونك و هم يحاورون أنفسهم في التلفاز.. و أنفسهم يخدعون بسذاجة
ممعنة في الغباء.. في سعيهم لإخفاء أن الحوار

أن الحوار يتعسر.. و ( ينعصر) داخل القاعة.. و لم يتبق من الزمن سوى
أيامٍ أمام من حضر لعلاج أزمات السودان التي يمكن حصرها في جملة واحدة: (
حضرنا ولم نجدكم).. و ينصرف الجمعُ كلاً إلى من حيث أتى.. بلا لمَّة!

لقد أحدثت تراجي خدوشاً سطحية في جلد المعارضة المسلحة سرعان ما تلاشت..
و تركت أمامنا سيركاً يُتعٍب عقولنا يومياَ على الشاشات.. حوار مجتمعي
بلا مجتمع.. و بِدل تتحرك و جلاليب تمتص الكلام ليخرج إلى الملأ مثقوب
الأحرف.. يا زهرة الليلاك.. لن أنساك.. و أيامنا تمضي مقهورة إلى ما يؤزم
أزماتنا أكثر.. الهوية لا أحد يقدر على حلها.. و ( كلو عند العرب
صابون).. و يتصبب المتحدث الأخير عرقاً و القاعة مكيفة لأقصى درجات
التبريد المحتملة.. كان صادقاً بشكل! و التعاطي مع الصدق يجعل العرق يغسل
الحوباء بين جلدك و الجلباب..

أغلقت التلفاز.. أتعبني الكذب المنطلق من كل اتجاه..

قمة الشرف أن تكون خارج قصر الصداقة.. تشم الهواء القادم من جزيرة توتي..
بعيداً عن قاعة ملطخة بالكذب و النفاق.. بعيداً عن وِرش صناعة الدكتاتور
و ديمومة تلميعه لدرجة أقرب إلى التأليه.. فتأتي نملة و تلقي كلمة:- " و
أشكر فخامة الرئيس المشير الأتاح لينا فرصة الحوار ده.. و الحوار ده كان
مفروض يقوم قبل 60 سنة".. و تأتي نملة و تلقي كلمة:-" أشكر فخامة الرئيس
المشير.... و في الختام
، أشكر فخامة الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير..." و تخرج نملة لتأتي
نملة.. و لا ينتهي إزجاء شكر فخامة الرئيس المشير..

الساعة تدق الخامسة و العشرين.. لم يحضر أحد سوى النمل.. في كل يوم نمل..
و لا شيئ غير النمل يملأ قاعة الحوار.. لا شيئ.. لا شيئ..

كان لزاماً على فخامة الرئيس المشير أن ( يأمر) آلية الحوار الدسم أن تمد
الفترة إلى أجل غير مسمى ( في انتظار جودو)...

أحدث المقالات
  • الانقاذ والحوار، بين زمان أرضا ظرف وأجمع ظرف! بقلم أحمد الملك
  • تأجيل لقاء باريس المعارض لعام آت على قول الامام!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • مستقبل الاستقلال السياسي(٢) الدول الاستعمارية وموقع الاتحاد السوفيتي السابق عرض-محمد علي خوجلي
  • أتحدى هيئة علماء السودان بقلم عصام جزولي
  • وثائق تدين ايران بزرع الارهاب في العراق بقلم صافي الياسري
  • سؤال صغيروني للناشطة تراجي مصطفى ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • خاطرة : الشرق كتابها الابيض مسؤولية اجتماعية بقلم عواطف عبداللطيف
  • العلاج بالصدمة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • العريس جنوبي..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • وما يحدث غداً هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • عيد ميلاد الإمام .. اجمل الأمنيات بقلم حيدر احمد خيرالله
  • نحو إستراتيجية مبتكرة في الغيرة على المصطفى صلى الله عليه وسلم (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • الداعية السياسية و السلطة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • إلي الحبيب الإمام..بعد الثمانين نريد بناء مجتمع لينهض بالسياسة.. بقلم خليل محمد سليمان