الإنقاذ واغتيال المعرفة بقلم سامي حامد طيب الأسماء

الإنقاذ واغتيال المعرفة بقلم سامي حامد طيب الأسماء


12-24-2015, 06:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1450979330&rn=0


Post: #1
Title: الإنقاذ واغتيال المعرفة بقلم سامي حامد طيب الأسماء
Author: سامي حامد طيب الأسماء
Date: 12-24-2015, 06:48 PM

05:48 PM Dec, 24 2015

سودانيز اون لاين
سامي حامد طيب الأسماء-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


[email protected]

كان التتار أمة بلا حضارة ولا ثقافة ولا فكر وعندما دمَّروا بغداد بقيادة هولاكو لم يكفهم التقتيل والتدمير وإهلاك الحرث والنسل وسفك الدماء فقط بل عبروا عن حقدهم الدفين وفجوتهم الثقافية والحضارية فقاموا بإحراق مكتبة بغداد أعظم مكتبة في ذلك الزمان إذ حوت عصارة الفكر والحضارات والثقافات الإنسانية في أكثر من ستمائة عام ومؤلفات عشرات الآلاف من العلماء والتراجم والآداب ... فكانت تلك جريمتهم الكبرى التي لن يغفرها لهم التاريخ أبداً .

إذاً لم تكن الإنقاذ بدعاً وهي تقتل الفكر والإبداع والجمال قسراً وقهراً وجبراً ومنذ صرخة ميلادها المشؤوم , إذ نعق ناعقها بعذاب واصب لشعبنا وتراثنا وتقافتنا وفكرنا ... فأقاموا المجازر لتراثٍ فني وثقافي وإبداعي في مكتبتي الإذاعة والتلفزيون إعداماً ومنعاً وحجباً.

لقد حرمت الإنقاذ الأجيال القادمة من إنتاجٍ فكريٍ وإبداعيٍ وثقافيٍ غزيرٍ ومتنوع فحطمت الأقلام وجففت منابع الإبداع وشردت المثقفين والمفكرين واعتقلت الأدباء والشعراء والمبدعين وكل من يخالف مشروعها الوهم وأجندتها الخواء .

مات معظم مبدعينا خارج أرض الوطن فأكلت الغربة شبابهم ورواءهم ورؤاهم ... قتلت آمال المبدعين وخنقت أنفاس العاشقين للوطن ودفنت أحلام الروائيين والكتاب والمسرحيين ليهيموا على وجوههم ويغلقوا عليهم أبوابهم ويعتزلوا الجمال والإبداع والفكر وانشغل البعض الآخر بلقمة العيش يقيمون بها أود أبنائهم على إيقاع الركشات ولعنات السماسرة .

إنَّ الخلاص – بلا ريب – سينبلج نور فجره أبلج مبيناً صادقاً كوعد الأنبياء – ستعود دارفور تاجاً على رأسنا وسنعيد للجزيرة سيرتها الأولى وستفتح في الشرق بوابات النصر وشمالناً مغداقاً يجئ وجنوبنا وادعاً وواعداً بالخير لا محالة آتٍ ... ولكن كيف يمكن أن نعيد ثقافةً قبرت مع مبدعيها و فكراً دفن مع علمائه وشعراً مات في فم كناره ... لقد حرمت الإنقاذ تراثنا الفكري من إضاءات لربما غيرت مسار التاريخ ومقابسات ومقاربات وإبداعات قتلوها لؤماً وكيداً مع سبق الإصرار والترصد ... إنه ربع قرن من الزمان اغتالوا بلادانا أرضاً وفكراً وإنساناً ... إنّهم التتار الجدد .





أحدث المقالات

  • إستمرار حوار الطرشان..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • ملعون ابو اللوتري ..... لذلك لم نهاجر بقلم صلاح الباشا
  • حسنوا النفسيات لكي تزيد قيمة الجنيهات بقلم كمال الهِدي
  • حلم الانتصار بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • ماذا بعد قرار الخزي .. والعار الصادر عن مجلس الإستكبار الدولي ؟؟؟!!! بقلم موفق السباعي
  • الإسلام السياسي بين منطقي الديمقراطية و«صحيح الدين»؟ بقلم فؤاد محجوب
  • ﻣﺸﻬﺪﺍﻻﺳﻘﻼﻝ ﺍﻝﻧﺎﻗﺺ !! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﻳﻜﺘﻤﻞ ؟ بقلم ﻭﺩﻛﺮﺍﺭﺃﺣﻤﺪﺣﺴﻦ
  • محاورون أنتم.. أم ذباب..؟ بقلم الطيب الزين
  • ذكرى إستشهاد القائد البطل د.خليل إبراهيم ..!! بقلم كامل كاريزما
  • ولكن لماذا يسافر الرئيس..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • وشيوخ الامارات بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • المجد لله فى الأعالي .. بقلم حيدر احمد خيرالله
  • تردي الأمن والاقتصاد، إلى أين يقود البلاد؟ بقلم صلاح شعيب
  • لماذا لا يعلن السودان حلايب وشلاتين أراضي محتلة؟ بقلم مصعب المشرّف
  • الشرق الأوسط ... الهلاك القادم بقلم ياسر قطيه
  • المسيح قال الحق –– لمن أقر الباطل بقلم عاصم أبو الخير
  • أبراهيم الخليل العصامى !! شعر نعيم حافظ
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (69) الإسرائيليون يتذمرون والشرطة تشكو حكومتها بقلم د. مصطفى يوس

  • Post: #2
    Title: Re: الإنقاذ واغتيال المعرفة بقلم سامي حامد ط�
    Author: طارق محمد عنتر
    Date: 09-30-2016, 07:40 PM
    Parent: #1

    المشكلة مشكلة وطن بأكمله و مشكلة أمة

    بالتأكيد في السودان سلبيات و مشاكل أخري كثيرة و لكنها في مجملها تقريبا عبارة عن أعراض ثانوية مصاحبة للعلل الرئيسية و مثال ذلك الفساد و الإنقلابات العسكرية و الإقصاء و التمييز و العنف و التدخلات الأجنبية و غيرها مما سيؤدي تناولها كعلل رئيسية إلي إفشال أي مشروع إصلاح بالتأكيد.

    هذا ملخص مسودة للنقاط الأساسية لمشروع إصلاح في السودان للقرن 21 قائم علي قراءة شاملة تحدد العلل الرئيسية التي تواجه السودان و التي أدت إلي إنهيار الممالك السودانية الوطنية القديمة منذ القرن 16 ميلادي و تسارعت في أوائل القرن 19 و هي ما ترتب عليه و تسببت في الوضع الحالي المتردي الخطير.

    بدءا لا بد من الإشارة إلي أن أي علاج يحتاج إلي:
    أولا: إدراك وجود العلل
    و ثانيا: الإرادة المخلصة للبحث عن علاج
    و ثالثا: تشخيص الأعراض المرضية و إجراءالفحوصات اللازمة لتحديد العلل
    و رابعا: تحديد العلاجات الناجعة
    و أخيرا: و خامسا الإردة و العزيمة الصادقة لتناول المعالجات.

    المرجوا من الجميع التحلي بالصبر و الهدوء و الموضوعية و إبعاد أي مخاوف أو إستعلاء أو تطرف في النقاش لأن المشروع يعتمد في نجاحه علي مراعاة مصالح الجميع بلا إستثناء ولا يهدف لعزل أو إقصاء أو إلحاق الضرر بأي من المقيمين في السودان سواء كانوا مواطنيين أو وافدين. حتي هذه التعريفات هي موضع نقاش و تراضي و تبني علي الإقتناع. و المطلوب هو تفكير عقلاني نزيه للوصول الي مشروع نهائي و وطن يكون الجميع فيه سعداء و يعملوا جميعا معا لتنميته.

    تحديد مجموعات المشاكل الخمس الرئيسية:
    أولا: مشكلة التكتلات:
    1- المهدية و 2- الميرغنية و 3- الأخوان المسلمين و السلفيين
    ثانيا: مشكلة الإنتماءات:
    1- العروبة و 2- الأشراف و 3- الطبقية
    ثالثا: مشكلة التنظيمات:
    1- الصوفية و 2- الجمعيات السرية و 3- المليشيات
    رابعا: مشكلة السلوكيات:
    1- الجهل و 2- السلبية و 3- التطرف
    خامسا: مشكلة المواطنة:
    1- من غرب افريقيا و 2- من التركمان و 3- لدي البدون

    عسي أن يكون هذا التصور قريب من التشخيص السليم لعلل السودان و بتلاقح الافكار و النقاش الهادئ يمكن الوصول الي التشخيص النهائي و الذي منه نشرع جميعا في تحديد العلاج و من ثم نتناول و ننفذ برنامج إصلاح في السودان للقرن 21.

    إبتكار و صناعة نظام سياسي عادل و رشيد و فعال بناءا علي طبيعة الشعب و الوطن السوداني سيحمي المشروع الوطني للإصلاح و سيجنبنا مساوئ و قصور النماذج الديمقراطية المستوردة و ستكون إضافة كبري للبشرية. و هذا سيأتي دوره لاحقا.