منظومة النظام العام تُجرّم المجتمع، والمادة ( 152) تُحاكم الرياضيين ! بقلم فيصل الباقر

منظومة النظام العام تُجرّم المجتمع، والمادة ( 152) تُحاكم الرياضيين ! بقلم فيصل الباقر


12-23-2015, 10:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1450907669&rn=0


Post: #1
Title: منظومة النظام العام تُجرّم المجتمع، والمادة ( 152) تُحاكم الرياضيين ! بقلم فيصل الباقر
Author: فيصل الباقر
Date: 12-23-2015, 10:54 PM

09:54 PM Dec, 23 2015

سودانيز اون لاين
فيصل الباقر -نيروبى-كينيا
مكتبتى
رابط مختصر


فيصل الباقر
فى كل مرّة، ومع كُل واقعة جديدة، يتأكّد واجب مواصلة التصعيد المُستدام للنضال الجسور، بكل قوة وحزم ، ضد قانون النظام العام، وضد المواد التى يعتمد عليها كافةً، فى تجريم الناس من كل طبقات وفئات المجتمع ، وقهرهم واذلالهم، بما فى ذلك المادة ( 152) من القانون الجنائى المتعلقة بـ(الأفعال الفاضحة والمخلة بالآداب العامة)، ويتأكّد سوء قصد، ولا مهنيّة شرطة النظام العام، وفساد قضائه، إذ ثبت - على مدى سنواتٍ طوال- أن هذه المنظومة القمعية، ليس فيها أىّ خير، يعود على المجتمع بالنفع، وقد شملت قوائم ضحاياها طبقات وفئات اجتماعية شتّى، وبخاصةً الفئات المستضعفة، ولم تدّخر أطفالاً ولا نساء ولا رجال، من كُل الطبقات، وكل الفئات العمرية، وقد وقعت آخر الجرائم ضد رياضيين، من لاعبى ولاعبات المنتخب القومى السودانى لألعاب القوى، حيث قبضت شرطة النظام العام، يوم 28 نوفمبر المنصرم، على عشرة لاعبين بينهم ثلاث فتيات، ودوّنت بلاغات ضد خمسة منهم، ، بتهمة " ارتداء الزى الفاضح " ، فيما اخلت سبيل ( خمسة ) من أفراد المجموعة العشرة، بعد ابراز هوياتهم العسكرية، بحكم انتمائهم للفريق العسكرى لألعاب القوى، وهذا مؤشّر خطير، يدُل على عدم المساواة أمام القانون، حيث يُحاكم المدنيون، ويُستثنى العسكريون، ليحاكم – فيما بعد – يوم الأحد 20ديسمبر2015، الخمسة رياضيين، من غير العسكريين، بالغرامة 500 جنيه، وفى حالة عدم السداد، السجن لمدة شهرين، وهذا دليل دامغ لعدم المساواة فى القانون، وتأكيد للـ( خيار وفقوس) حتّى فى تطبيق القانون. والأنكأ أنّ القاضى حكم بالغرامة، وفى حالة عدم السداد، السجن لمدة شهرين، فيما خلت المادة – أصلاً- من عقوبة السجن، إذ اكتفت بـ(الجلد بما لا يُجاوز أربعين جلدة، أو بالغرامة، أو بالعقوبتين معاً )، فمن أين أتى هذا القاضى، بعقوبة السجن، ولكن إذا عُرف السبب، بطل العجب، فالجبايات المالية، واحدة من مصادر دخل، هذه المحاكم العجيبة. نقول هذا، للتذكير فقط، و نوكّد رفضنا التام لعقوبة الجلد، ونُطالب بإلغاء عقوبة الجلد وغيره من ضروب المعاملة، أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة.
لم يشفع لضحايا هذا القانون المُهين، ولا لشرطته، ولا لمحكمته، أنّ " المُجرّمين" كانوا يمارسون تمارين رياضية، معروفة محلياً و عالمياً، وفى منطقة مفتوحة، وقد تأكّد - بما لا يدع مجالاً للشك- أنّ تواجدهم/ن فى " مسرح الجريم "، كان بهدف المشاركة فى تمارين التحمُّل، ولم تُقبض معهم/ن معروضات، يُمكن أن تُعتبر مخلّة بالآداب أو غيره، كما لم يثبت أنّهم مارسوا – أو شرعوا – فى أفعال فاضحة، ومع ذلك، تمّت المحاكمة، بالمادة ( 152 ) من القانون الجنائى، سيئة السمعة، ولم تأبه المحكمة، للحُجّة القويّة التى مفادها، أنّ الزى الذى ارتداه لاعبوا ولاعبات المنتخب القومى أثناء تدريباتهم، واعتبرته شرطة النظام العام " فاضحاً "، هو نفسه ( الزى) الذى أوصى به الإتحاد الدولى لألعاب القوى.
هكذا يتواصل تجريم الناس وقهرهم واضطهادهم بهذا القانون المُعيب وسيىء السُمعة، وللأسف، فبعد كُل قضية، يخرج علينا فقهاء السلطان، وصحافته ورجال ونساء إعلامه، أو بعضهم، بتخاريج، وتبريرات فطيرة، من بينها أن يُقال أنّ الخلل ليس فى القانون، إنّما فى " السلبيات " التى لازمت التطبيق، ليستمر مُسلسل القهر المادى والمعنوى، للآلاف من النساء والرجال والأطفال، فى غياب الحس العدلى السليم، والرغبة الحقيقية فى الإصلاح القانونى الشامل، لتتوائم القوانين مع الدستور، والإلتزامات الدولية المعروفة، وهو المطلوب.
فيصل الباقر
[email protected]
www.sudansreporters.net



أحدث المقالات

  • الحركة الشعبية لتحرير السودان:الترحيل القسري للأجئيين السودانيين من الأردن جريمة لايمكن أن تغتفر
  • تراجي مصطفى تتغزل في الحركة الإسلامية وتكيل الاتهامات لقوى الإجماع والحركات
  • حركة العدل و المساواة بيان بمناسبة ذكرى إستشهاد الدكتور خليل إبراهيم
  • تراجي مصطفى: الحركات المسلحة ارتكبت جرائم إبادة وخلفت مقابر جماعية
  • إنطلاقة احتفالات المولد والكريسماس وسط دعوات السلام والمحبة بين الناس
  • وفد دبلوماسي مصري يزور السودان لبحث ملف سد النهضة
  • حوار مع الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي في الوطن
  • تراجي مصطفى : قيادات الحركات المسلحة ارتكبوا مؤبقات
  • ​دعوة عامة من منظمة كاكا العالمية بهولندا
  • نداء هام من الجبهة الشعبية المتحدة حول الاحتجازات وتقييد الحريات الاخيرة في ولاية البحر الأحمر
  • بيان للضمير العالمي الجبهه الوطنيه العريضه ترفض الترحيل القسري للسودانيين من الاردن

  • زواج السياسة والرياضة بقلم هلا وظلال / عبد المنعم هلال
  • التلذُذ بالفضائح : ترك الأفيال و طعن الظلال بقلم بابكر فيصل بابكر
  • هل سينجح حوار الوثبة؟ بقلم د.أحمد عثمان عمر
  • عدالة .. الإخوان المسلمين !! بقلم د. عمر القراي
  • تشليع البيت بقلم شوقي بدرى
  • محمد الفيتوري يغرّد بالألمانية بقلم د. حامد فضل الله / برلين
  • نداء الى خادم الحرمين الشريفين الملك سليمان بن عبدالعزيز بخصوص سدود النوبة بقلم هيثم طه
  • محمد طاهر جيلاني والانتحار السياسي بقلم الأمين أوهاج
  • عودة الطائر الجريح بقلم احلام اسماعيل حسن
  • الجزيرة هل نسفر عن صعود نجم ايلا أم افوله ؟؟!! بقلم الامين اوهاج
  • مستقبل الاستقلال السياسي (1) تحرير الخرطوم والمواجهة المباشرة للامبراطورية البريطانية
  • راجين خراب سوبا؟! بقلم كمال الهِدي
  • حنان الأمومة.. ولكن بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • ضابط يحرر مخالفة مرورية لرئيس الجمهورية!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • الكونغرس الاميركي والاسلام المعتدل المقاومة الايرانية جبهة فاعلة ضد التطرف بقلم صافي الياسري
  • بيان مجلس الوزراء بقلم د. فايز أبو شمالة
  • سياية فن المرحاط .. خالتي حاجة المؤتمر الوطني تستقبل تراجي
  • فشل الشعب هو فشل الحكومة باكملها ياسعادتة الوزير بقلم إبراهيم عبد الله أحمد أبكر
  • ( نفس الحنك ) بقلم الطاهر ساتي
  • امتحان صغير جداً..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • وعبده الموجوع يصرخ بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • يا إبراهيم احذر تكرار نيفاشا تو ! بقلم الطيب مصطفى
  • المراجع العام فى المجلس الأعلى للبيئة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رسالة الي الرئيس الدكتور جبريل أبراهيم 1من 3 بقلم محمد بحرالدين ادريس
  • هويولوجيا منصور خالد: خليك مع الزمن (5-5) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • مشيناها حروفا بقلم الحاج خليفة جودة
  • الإحتفاء بمولد الرحمة في سدني بقلم نورالدين مدني
  • قلب الصغير حزين بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك