اليوم يصادف هذا التاريخ 19 كانون الاول يقال ان في مثل هذا اليوم تم إعلان الاستقلال لدوله السـودان من داخل قبة البرلمان «مجلس النوام» نعم النوام كما كتبتها.كنت مؤمناً تماماً ومُسلّماً لهذه الروايه التاريخانيهحتى لوقت ليس بالبعيد لاسباباً عدّةاولها:- الهاله الاعلاميه الجبارة التي جيشت معظم معظم او جل هذا الشعب لهذه الروايه.ثانيها :-العاطفه الوطنيه السودانويه الحادة وهذه التي نجتمع حولها جميعنا او اغلبنا نحن السودانويون وبالكاد ان نغرق بين الحكـومه والدوله والحزب الذي يدير شؤن الدوله ،وهذا الخلط بين الثلاثيه متعمدً من قبل الادارة التي تحكم حتى اذا خرج اي شخص من هذه المنظومه البيروقراطيه يتم محاسبه على اساس انه خرج على نظام الدوله وليس الحـكومه او الحزب الحاكم وبهذا نكـون جميعنا ندور في حلقه الذّكـر الحكـوميه الهادئه ونُقبل ايدي ضاربي طبالها حتى وان نُمنا جِياعا. لكـن هذه الروايه وكانها لم تكن تلك الروايه التي ظللت استمع اليه عبر اثير الموجه 95MHz لقد تغيرت كثيراً، او ربما انا من تغير لاني استطعت قراءة هذه الجزئيه من تاريخ الاستقلال من زواوية الاخـر ثم استنتجت اسئله وهي :هل هذا كان فعلاً إعلاناً الاستقلال ؟ ام ان الامبراطوريه المستعمرة لقد استغنت عن السودان ؟وهل اذا كانت هي بالفعل ترغب بالاستعمار ان تسمح للاشخاص باعلان استقلالهم من داخل برلمان مسخر لخدمة المحتل ؟لماذا لم يجد هذا الاعلان اي مقاومة من المحتل او بالاحرى اعتقال من قامـوا بهذه الخطوة ؟عن نفسي لقد وجدة اجوبه اعتقد انها شافيه بالنسبة لي. وهذا ما دعاني أنْ اغير نظرتي في هذه الروايه وتغير النظرة ليس بالضرورة ان اشكك في نوايا اولاءك الاشخـاص الذين ظنوا انهم اعلنوا الاستقلال ولكـن لن اعفيهم عن مسؤلياتِهم التاريخيه ،والتي بسببها وصلنا الى مانحن عليه اليوم حسب ظني اليغيني. لان هذه النُخبه ومنذ فجر الاستقلال الاول لقد باعت نفسها ،وفكـرها ، ونضالها ،ومواقفها للسُـلطه والمنصب بدلًا عن وحدّة الوطن ومستقبل الدولهورهنت كينونتها للطائفه بدلا ًعن الشعبلقد تمترسوا خلف طوائفهم لتحقيق ذواتهم قبل ان يتعرفوا على حدود وطنهم وكل منهم ركض خلف مصلحتـه ومصلحة طائفتهومن يقرأ تاريخ السودان بتمحيص سيجد هذا الكـلام واضحاً وهذا ما دعاء قيادة الجيش بزعامة الفريق عبود لتولي السلطه والشواهد اللاحـقه اكثر من أن تذكر في هذه النافذه التي بها عدّة اسطـر .لذا دعـونا نعيد قراءة تاريخنا لنبين لجيل قادما ،بعد ان غيب جيلًا وعلى مدى اكثر من سِتْ عقود !!#وســلام_ياوطني#وكــرارأحمـدحـسن أحدث المقالات