اتركوا البيع و التجارة ( قبل) أذان صلاة الجمعة! بقلم عثمان محمد حسن

اتركوا البيع و التجارة ( قبل) أذان صلاة الجمعة! بقلم عثمان محمد حسن


12-14-2015, 05:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1450110022&rn=0


Post: #1
Title: اتركوا البيع و التجارة ( قبل) أذان صلاة الجمعة! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 12-14-2015, 05:20 PM

04:20 PM Dec, 14 2015

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





إنهم يصادرون العقول.. و يشتطون.. أمَرَ الله سبحانه و تعالى أن نترك
البيع و التجارة أيام الجُمَع ( إذا) نودي للصلاة.. و الأمر موجه لنا
كافة المسلمين باعتبار أننا نطيع أوامر الله و رسوله.. و أننا قادرين على
تهيئة أنفسنا للذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة كما ينبغي.. و ( إذا نودي
للصلاة) توقيتٌ لترك البيع و التجارة واضح لكل ذي يصر و بصيرة، و الفرق
بينه و بين ( قبل النداء للصلاة) شاسع.. فما بال زبانية نظام الانقاذ
تتهجم على المحلات التجارية و المهنية مرَوِّعين أصحاب تلك المحلات و
زبائنهم كل جمعة!

هل يعلمون خبايا الأنفس أكثر مما يعلم الخالق الباسط؟

لم يكن يوم الجمعة ذاك الاسبوع، يومَ سعْدٍ ل( التوم) صاحب البقالة
الكائنة في شارعنا.. مع أن أيام الجمع تسعده كثيراً.. فبعد الثانية عشرة
ظهراً بقليل، داهم متجره رجال شداد غلاظ: " قفِّل.. قفِّل!".. رجال
يحرصون على زرع الخوف مجاناً في كل المحلات التجارية و المهنية قبل
الساعة الثانية عشرة ظهراً و بعد ذلك بقليل.. رجال يعملون تحت إمرة نظام
يلغي العقل و يتجاوز الشريعة لتأكيد الشريعة.. و لا يعترف بالمنطق.. و لا
يتقبل الواقع.. و يبالغ في تحدي الموجود.. فوق مقاصد خالق الوجود..

ألم تسمعهم يغيَّرون معاني الكلمات في بداية وهمهم الكبير بحكم الدنيا:-
" أمريكا روسيا قد دنا عذابها...." و يمثلون أدوار الآلهة في
الميثولوجيا الاغريقية.. و لا يعتقدون أن هنالك مستحيلاً في الدين و لا
في الدنيا.. طالما بيدهم ( التمكين).. ليس تمكيناً لإقام الصلاة.. و لا
لإيتاء الزكاة.. و في سيرتهم الذاتية يشكِّل الاعدام شنقاً حتى الموت
لوحة بشعة للأمر بالمعروف..

فكم قتلوا باسم الدين.. و قتلاهم كثر.. و يا لسخرية الأقدار أن يكون
الدولار محرماً لدرجة الاعدامً و هم عَبَدَتُه.. فكم قتل الدولار شباباً
في بدايات انقلابهم.. " يا بني، تخلَّص من الدولارات التي لديك.. زبانية
صلاح دولار قادمون ليقتلوك..!؟" قالت الأم لابنها الشاب مجدي.. و قبل أن
تنتهي، سال لعاب الزبانية مصاصي الدماء.. فشنقوه في حُرِّ مالِه..

كان ذلك قبل ربع قرن و نيف من الزمان.. أما الآن:

إمتلكوا ناصية الدولار.. و الدولار لاعب أساسي في ملاعب الأسفار و الترف
و الحج ( الفاخر) كل عام، بعد القتل و النهب و السلب.. فالحج سوف يفسح
الطريق إلى جنات الخلد.. و بعد العودة من الحج يغوصون في بِرك الفساد مرة
أخرى، و من ثم الاعداد للحج ( الفاخرً) كَرَّة أخرى لمسح ما علق بهم من
أدران.. و الله غفور رحيم!

مساكين، لا يعلمون أن الله شديد العقاب.. فربما- حِكمتُه- مدَّت لهم
مدَّاً و تركتهم يعمهون..

و أكثروا من تكميم الأفواه و صادروا العقول.. فصارت الفتوى ( الشرعية) هي
كل الدين و كل الدنيا.. فإذا أردت دخول بيتك عليك أن تستفتي عن أي
الرِجلين تُقدِّم للدخول، الرجل اليمنى أم اليسرى.. و إن شئت أن تأكل
الطعام عليك أن تستفتي عن كيف تدخل يدك في قصعة الطعام ( شرعياً).. و كيف
تدخل الطعام إلى فمك و كيف تبتلع أو تزدرد الطعام ( شرعياً)، و إذا مججت
طعم الأكل عليك أن تستفتي عن ماذا بوسعك أن تفعل ( شرعياً) هل تلفظ ما في
فمك أم مكرهاً تبتلعه ( شرعياً).. و عليك أن تستفتي علماء السلطان قبل أن
تختلي بزوجتك ( شرعياً)..

الهواتف لا تتوقف عن الرنين في محطات الاذاعة و قنوات التلفاز.. زبائن
كُثرً يطلبون كلاماً من مفتٍ- أي كلام- و المفتي يرشدهم إلى السلوك
القويم في الأكل و الشرب و النكاح و الطلاق- و ما أكثر الأسئلة عن الطلاق
في زمن الانقاذ- و الخطوط تكاد تتوقف .. ساعات الذروة هي ساعات برامج
الافتاء.. الخط مشغول.. الخط مشغول.. مشغول.. مشغول..!

" سيبك ياخي! سيبك! اصبغ شعرك، أو فلفلو.. أو احلق زيرو.. أو اعمل زي ما
داير.. سيبك منهم!"

" أَفلا تعقلون؟!".. العقل في إجازة طويلة منذ أن يبلغ السوداني المسلم
الحلم.. العقل خاضع لرؤية رهبان شريعة قوامها ( هذا أو الطوفان)، و عليك
ألا تفكر إلا حين يجيئ المفتي.. لا تفعل شيئاً إلا بعد استشارة سيدنا
العارف بالله.. و اترك البيع و التجارة الساعة الثانية عشرة بالضبط قبل
أذان صلاة الجمعة.. لعل زبانية الانقاذ يرحموك..

قاتلهم الله!


أحدث المقالات
  • تحد على الهواء مباشرة..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • تغيرت الحزب المؤتمر الوطنى الى نظام العسكري من اجل حماية المجرم البشير - ووزير المالية تدهور الاقتصا
  • فضائح في السوق، وفضائح في الصندوق بقلم د. فايز أبو شمالة
  • إحتلال إسرائيل لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً* بقلم أ.د. ألون بن مئيـر
  • نداء السودان.... حوار أم إنتفاضة بقلم جمال إدريس الكنين
  • إنتفاضة السَدَنة: (هل تحتضر الإنقاذ!!) .. بقلم سيف الدولة حمدناالله
  • أغرب طريق الى قلب الرجل بقلم حماد صالح
  • مخايل السيادة :مهاتير، ما أخطأ من جعلك سيدا ، ولكن: "مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ"؟بقلم قريش
  • متى نسمع أصواتكم؟! بقلم كمال الهِدي
  • انتفاضة العملاء والحرامية بقلم سعاد عزيز
  • المتغيبون باستمرار، والمقدمون للخدمات الجماعية من مستثمراتهم، وعلى أساس الارتشاء، لا يسألون عما يفعل
  • مبروك الشامخة شيخة المحمود بقلم عواطف عبداللطيف
  • السماء لا تمطر ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • لماذا أنا وابن عمي ضد مصر..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • مولانا.. في المسرح بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • عندما تلعب الحكومة بالنار (2) بقلم الطيب مصطفى
  • تحدي وزارة الارشاد والاوقاف للقضاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مراكش في مواجهة داعش بقلم بدرالدين حسن علي
  • المحجوب ومنصور خالد وهوية السودان: نبتها عُشر وطلح (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (62) الوصفة الأمريكية لاستعادة الاستقرار والهدوء بقلم د. مصطفى ي
  • وداعآ درة الحلفاية بقلم زينب السعيد