Post: #1 Title: هل عاد الوجه الديمقراطي إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي( سيد الاسم)؟! بقلم عثمان محمد حسن Author: عثمان محمد حسن Date: 12-07-2015, 06:32 PM
ربما تتكوم عوائق مهولة و يضعها بعض الذين يتأثرون سلباً عند تعافي الحزبالاتحادي الديمقراطي( سيد الاسم) من مرض الزهايمر الذي لازمه أساس طائفيسنين عددا !إن بناء الأحزاب على أرضية الطائفية قد أهدر الطاقات البشرية.. و بددالقدرات على العطاء الأمثل في جميع المحاور، القيادية منها و السياسية وغيرهما.. فاختلت المعايير.. و اهتزت القيم، و احتل البعض غير مكانه تحتالأضواء الساطعة.. و رُكن الأكثر كفاءة و مقدرة على العطاء في الظل.. وأطلت الإمّعات على المسرح في مشاركة لا ترقى لمستوى ( الشراكة)، فضاعالحزب ضمن الأحزاب التي تنصلت منه.. و اندفعت تناسل لتنتج (خشاش) طيورتظل خشاشاً طيور و طوال عمرها.. لا تنظر إلى الأشياء من الأعالي!و قد ضيع الاتحادي الديمقراطي اللبن بانتهاجه نهج العمل ( بالإشارة) والتوريث.. فأورث الحسن الميرغني الحزب الكبير.. بل ربما الأكبرجماهيرياً!كل مؤهلات و خبرات السيد/ الحسن الميرغني في واقعها ( لا شيئ) سوى أنهخريج هندسة من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأميركية.. و نحن نعرفشباباً- من جيل الحسن الميرغني- نابغين جداً في مختلف العلوم، و يحملونشهادات من أمريكية أعلى من ما يحمل الحسن الميرغني.. و هم حجج في مجالاتتخصصاتهم.. و قد ضمتهم مؤسسات أميركية لا تضم إليها سوى المتميزين منالخريجين.. و إذا افترضنا أن أحد الشباب أولئك جاء إلى السودان و انضمإلى الحزب الاتحادي الديمقراطي لما التفت إليه أحد في الحزب.. لأنه بلاخبرة و لا مؤهلات سياسية.. و لأنه ليس من المراغنة..إذن، الانتماء لآل ( الميرغني) هو السيرة ( الذاتية) التي تحتوي على أعلىالمؤهلات العلمية و تراكم الخبرات السياسية التي أتاحت للسيد/ الحسنالميرغني أن يعتلي سدة الرئاسة في الاتحادي الديمقراطي، فالجيناتالطائفية هي بطاقة التأهل للهيمنة على سياسة حزب كبير مثل الحزب الذيارتبط باسم الزعيم التاريخي السيد/ اسماعيل الأزهري.. و نقارن ذلكالانتماء بالانتماء إلى المؤسسة العسكرية التي تسمح للعسكريين أن يكونوا( أسياد البلد) بامتطاء الدبابات كما امتطى العقيد/ البشير ظهر دبابةمشئومة في ليلة من ليالي يونيو 1989 كالحة السواد ليستأثر بحكم السودانكله إلى الأبد..!و تشاهد في التلفاز اثنين من المنتمين للحزب الاتحادي الديمقراطييتحاوران في شأن من شئون الحزب.. و حين يستعصي الأمر على أحدهما، يندفعللاستشهاد ب( حديث) السيد/ محمد عثمان.. و كأنه يستشهد بآيٍّ من آياتالقرآن الكريم أو بحديث من الأحاديث الشريفة، بمنتهى الانزلاق نحو عصرالانحطاط في السياسة و العمل العام.. عصر لا فيه دين و لا يعترف فيهبوقائع الحياة المعاصرة..و يُقال أن السيد/ محمد عثمان الميرغني كان يضيِّق المساحات التي يمكنللمرحوم العملاق/ الشريف حسين الهندي أن يناور فيها سياسياً و اقتصادياًمن أجل السودان.. و فشل السيد/ محمد عثمان الميرغني في تطويع الشريف حسينالهندي السياسي المعتق إلى أن ارتحل الشريف من دنيانا الفانية دون أنيتمكن من تطويعه..ظل السيد/ محمد عثمان الميرغني يفعل الأفاعيل بالحزب الديمقراطي الأصلبعد رحيل الشريف حسين.. عطلً المؤتمر العام للحزب لعقود حتى لا يفلتالقرار من يده إلى يد الجمعية العمومية.. و استمر منفرداً بالقرار دونقيادات الحزب التي تملك من الكفاءة ما بالإمكان أن يضمن للحزب تواصلالأجيال و استمرار تاريخه المجيد.. و قد ورث الحسن عن ابيه خصلة العناد والسيطرة الأحادية.. فأبعد العمالقة الذين توَهَّم أنهم سوف يقفون حائلاًدونه و بلوغ المجد في كنف المؤتمر الوطني عقب انضمامه مشاركاً فيالحكومة، له ما لها و عليه ما عليها، و يا لسلبية ما عليها خصماً علىالاتحادي الديمقراطي ( سيد الاسم) ذي التاريخ الناصع البياض!لا أود أن أتطرق إلى وهم القدرة على الانجاز الذي توهمه السيد/ الحسن..فقد مرت فترة المائة و ثمانون يوماً، التي وعدنا بحقيق الاعجاز فيها.. ولا زال حال السودان ( يا هو نفس الحال).. لكن أود أن أقول أن الحسن يفتقرإلى الرؤية و الخبرة و الدهاء السياسي.. لذلك انخدع و تبع ثعالب المؤتمرالوطني في طريق محفوف بالفساد في الحكم.. و الخيانة في العمل.. خيانة (لزوم ما لا يلزم).. فطريق نظام الانقاذ طريق محفوف بنكص الوعود و عدمالوفاء بالاتفاقيات.. و يا ليت السيد/ الحسن استشار السيد/ مني أركومناوي..لم يفعل، لذلك انخدع فحسِب أن بمقدوره- كمساعد أول للرئيس- أن يقدم شيئاًذا قيمة ترفع من رصيده السياسي.. فكان أن ارتطم بأرض الواقع.. و اكتشفأنه مجرد ( مساعد ياي) في سيارة متهالكة!أما نحن، فقد أسعدتنا غاية السعادة تلك ( الانتفاضة) التي قادها عمالقةالاتحادي الديمقراطي باختيار قيادة جديدة للحزب بديلة لمولانا محمد عثمانالميرغني.. فبهذه ( الانتفاضة) يمكن للحزب أن يستعيد وجهه الديمقراطيالذي اختطفته الطائفية، فتبعثر و تقزم و توتر و انمحت معالم و خطوطاستراتيجياته في خضم البحث عن الحاق أنكر الهزائم بعمالقة الحزب الذينأسماهم الحسن ( الدواعش).. و يبدو أنه لا يعرف معنى كلمة داعش.. كما اتضحلنا أنه لا يعرف جغرافية السودان.. و لا يعرف عن السودانيين سوى تقبيلالأيادي عند مصافحتهم له.. و الانحناءات عند مرورهم بالقرب منه..قال السيد/ محمد عثمان الميرغني أن تحركات قيادات الحزب الاتحاديالديمقراطي زوبعة في فنجان ليس إلا.. و أعتقد أن الزوبعة التي اعتقد أنهافي فنجان قد كسرت الفنجان و تحولت إلى تسونامي مدمر لهيمنة الطائفية علىالحزب..فمرحباً.. مرحباً بعودة الوجه الديمقراطي إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي العريق! أحدث المقالات