الصحافة الورقية : الإستثمار فى الصحافة، إستثمار فى الديمقراطية !. بقلم فيصل الباقر

الصحافة الورقية : الإستثمار فى الصحافة، إستثمار فى الديمقراطية !. بقلم فيصل الباقر


12-02-2015, 10:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1449090149&rn=0


Post: #1
Title: الصحافة الورقية : الإستثمار فى الصحافة، إستثمار فى الديمقراطية !. بقلم فيصل الباقر
Author: فيصل الباقر
Date: 12-02-2015, 10:02 PM

09:02 PM Dec, 02 2015

سودانيز اون لاين
فيصل الباقر -نيروبى-كينيا
مكتبتى
رابط مختصر


لا شكّ فى أنّ ميلاد وبزوغ فجر(صحافة الإنترنيت)، قد شكّل عصراً جديدياً، بدأت فيه الصحافة المكتوبة " الورقية " تواجه خطراً حقيقياً، جعل أباطرتها وبُناة أمبراطورياتها، فى العالم الأوّل والعوالم الأخرى التى تليه، يفكّرون جديّاً فى تجهيز أنفسهم للإنتقال السلس، لمرحلة جديدة..وكما كان - وسيكون- لكل مرحلة تاريخية مستحقاتها وخيرها وشرّها، ولها رابحيها وخاسريها، فإنّ الصحافة المكتوبة الورقية، ظلّت هى الخاسر الأكبر، فى عصر صحافة الإنترنيت، وقد شاهدنا - ومازلنا - نُشاهد كيف بدأت المؤسسات الصحفية العالمية الكبرى، تتحسّب لذلك، التحوّل الجديد والتطوّر الخطير، وتعد العدة لتدخل بخوفٍ وجزعٍ كبير مرحلة الإنتقال، وتحسب ألف حساب لمشكلات الصحافة الورقية، وفى مقدمتها المشكلات المالية، التى من أهم أسبابها الأزمات الإقتصادية العالمية والمحلية، وتلك الصُعوبات التى يخلقها إرتفاع أسعار الورق ومدخلات الطباعة الأخرى، من أحبار وغيرها، و بلا أدنى شك، إنحسار الإعلان، الذى يُشكّل - كما هو معروف- عصب الصحيفة الورقية.
إذا كانت بلدان الإستقرار الإقتصادى والسياسى، أصبحت تُعانى صحافتها الورقية من الأزمات الإقتصاديّة، فما بالك بالصحافة الورقية، فى بلدان الإنتقال السياسى، وبلدان الإقتصاد الهش، وإقتصاد الرأسمالية الطُفيليّة، الذى هو بإختصار ( إقتصاد الخراب والدمار ) ؟!.
بلادنا السودان (الفضل ) والدول المُجاورة، والمنطقة بأكملها، وصحافتنا السودانية على وجه الخصوص - كما صحافة تلك البلدان- ليست إستثناء، وقد شهدنا طيلة عصر الإنقاذ، وبصورة ليست مسبوقة فى تأريخ الصحافة السودانية، إغلاق عشرات الصُحف الكُبرى والصُغرى، لأسباب " إقتصاديّة "، إذ واجهت - فى البدء- الصُحف المُستقلّة والمُحترفة حصاراً ضارباً، سياسيّاً وإقتصاديّاً وأمنيّاً، وهجمات قاسية من دولة قمع الحريات وإنتهاك حرية الصحافة والتعبير، وشهدنا إستخدام أسلحة ونيران (الضرائب) الباهظة، و سيوف وحراب (الزكاة) " المدغمسة "، ضد صُحف بعينها، فتمّ خنقها، بنيّة الإجهاز عليها و" تفطيسها " أو (تدجينها)، حتّى تمّ إخراج بعض الصُحف المغضوب عليها، من سوق المبيعات، لتحل محلّها صُحف رضعت من " شطر" النظام، ولبنه الفاسد، ولقيت من الدعم المادى والمعنوى، المُباشر وغير المُباشر، والصرف المُعلن وغير المُعلن، البلايين من الدولارا و (الدنانير) والجُنيهات السودانية، بـ(القديم والجديد) ومع ذلك، وصلت فى نهاية المطاف، إلى الخروج من السوق، وإشهار الإفلاس مُضطرّة ومُجبرة، على تلك النهاية المؤسفة، وقد تمّ كُل ذلك، أو بعضه، فى إطار الصراع الخفى والمُعلن بين الأجنحة والتيارات ومراكز النفوذ، الذى يُخوضه فى جبهة أُخرى الممولون الحقيقيون، لصحافة الإنقاذ!. نقول - كُل هذا- هذا دون ان نُنكر أنّ هناك مشاريع صحفية قليلة، خاصّة، هدف أصحابها، إلى مواصلة مُشوارهم، فى المهنة، وفى صناعة الصحافة، ولكنّهم إصطدموا بهذا الواقع المرير، فما كان أمامهم سوى الإنسحاب، من السوق.
إذا كانت " الرأسمالية تحفر قبرها بيدها " على حد تعبير ماركس، فإنّ صحافة الرأسمالية الطفيليّة ( الإنقاذية)، ماكانت تدرى – لجهلها بحقائق الحياة والتاريخ - أنّها تحفر قبرها بيدها، وترمى بنفسها و " صحافتها " فى مزبلة التاريخ، ولكنّها - للأسف- ترمى بشعبنا وبصحافتنا فى مقابر السوق!. وبمثلما إستثمرت الرأسمالية الطفيلية " الإسلامية " ( الإنقاذية) فى الخدمات الضرورية، من صحّة وتعليم، فدّمرت بُنياتها التحتية والفوقية، وفشلت فى تقديم خدمة جيّدة، كانت النتائج كارثية على الصحافة السودانية، ولم يتوقّف ذلك، فى تدمير الصحافة المُستقلة والحُرّة، بل طال مؤسسات صحفية من صُنع يدها وأُخرى محسوبة عليها، وعاد إستثمارها و" دغمستها " فى الصحافة، على صناعة الصحافة، وعلى الصحافة المهنة والعاملين فيها من صحفيين، وكوادر مساعدة، فى الصُحف والمطابع ودور التوزيع، بالوبال الكبير.
أذكر - فيما أذكر- على أيّام طيبة الذكر، صحيفة (ظلال ) ومشروعها النبيل، أنّنى كُنت قد أجريت لقاءاً صحفياً نادراً، مع عميد الصحافة السودانية، و شيخ الصحفيين السودانيين، الإستاذ محجوب محمد صالح، وهو ثالث ثلاثة، وهبوا عمرهم للإستثمار النظيف فى الصحافة الورقية المُحترمة، فكان تأسيس مشروع صحيفة ( الأيّام ) التى (أسّسها المحجوبان وبشير) فى عام 1953، بفكرهم وجهدهم وعرقهم و "حُرّ مالهم "، وقد رحل عن دنيانا، الإستاذان الجليلان بشير محمد سعيد ومحجوب عُثمان " طيّب الله ثراهما، وظلّل قبريهما الغمام، وبقى أستاذنا وأستاذ الأجيال الصحفية، محجوب محمد صالح، يُناضل ويُكافح ويُثابر و "يُعافر" إلى يومنا هذا، فى سبيل صحافة حُرّة ومُستقلّة ومهنيّة، كُنت قد سألت فى حوار (ظلال) عن الإستثمار فى الصحافة، فجاءت إجابته المُلهمة، " الإستثمار فى الصحافة، إستثمار فى الديمقراطية " !...



أحدث المقالات
  • بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة معاقون نعم .. ولكنهم علماء ورواد ووزراء
  • داعش لم تهبط من السَّماء بقلم بابكر فيصل بابكر
  • إن.. وإن .. بقلم رندا عطية
  • السودانوية والسياسة السودانية بقلم جمال عنقرة
  • كلنا رهائن العالم في حالة حرب، الاِرهاب يتغذى من الجنون
  • رسالة مفتوحة للزميل زهير السراج بقلم خضرعطا المنان
  • الضحايا والمكتوين بنيران فشل جولات المفاوضات سيحدثون الفرق – شعب جبال النوبة نموزجاً (1-2)
  • الفساد الممنهج..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • النفايات اموال مهدره بقلم محمد النظيف
  • تعنُت الصفوة في إستمرارية محاورة ذاتِهم ! بقلم الحافظ قمبال
  • سبدرات لا يعرف.. لكني أعرف!! بقلم عثمان محمد حسن
  • قشرة البرتقالة بقلم الحاج خليفة جودة
  • بيت سيد درويش حظيرة ماعز! بقلم د. أحمد الخميسي . كاتب مصري
  • المالكي وتدمير العراق بقلم صافي الياسري
  • إرباك الوعي العربي بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الثغرة الكبرى ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • سامع يا برطم؟!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ويلعن خاش ابو القمح الوراه مذلة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • سيدنا أحمد بلال استغفر الله..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لكم ظلمت غندور يا عطاف بقلم الطيب مصطفى
  • الدول الأنموذج (2 من 2) بقلم د. سيد البشير حسين
  • د.أحمد بلال :ماتقول لينا كوز قديم !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • تكتيكات المُتأسلمين لتذويب السودان ..! بقلم د. فيصل عوض حسن
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (50) ستون يوماً وشهرٌ جديدٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

  • دعوة إنعقاد الجمعية العمومية لإتحاد دارفور بالمملكة المتحدة وإيرلندا
  • البشير يمدد زيارته للإمارات والوفد المرافق يعود للخرطوم
  • منظمة سودان للسلام والتنمية تطلق مشروع لتعزيز تعليم المراة والطفل بمحلية امبدة
  • وزير أسبق: تجميد المجلس القومي للتخطيط العمراني وراء تجاوزات مكتب الخضر
  • حزب محاور يطالب بحظر المستشفيات والتعليم الخاص بالبلاد
  • تفاصيل مثيرة بشأن محاكمة «27» متهماً بالردة
  • سعاد الفاتح تطالب بـقطع رقاب الفاسدين والتشهيربهم
  • تعميم صحفي حول قضايا الساحة السياسية من أمانة الشئون السياسية للعدل والمساواة
  • مشاعر الدولب: سنكشف أسماء شخصيات تقود حملة ضد الجهاز الاستثماري
  • كاركاتير اليوم الموافق 02 ديسمبر 2015 للفنان ود أبو عن تصريحات المتورك!!
  • رئيس حركة/ جيش تحرير السودان ينعى البروفيسور أكولدا مانتير

  • Group of 27 stand trial for apostasy after attending Qur’anist gathering in Khartoum
  • Saudi refuses UAE request to send mercenaries to Yemen
  • Sudanese man found dead in Channel tunnel hoped for new life in UK
  • Sudan Academy for Banking and Financial Sciences to organize programme on liquidity management in I
  • Two Khartoum university students beaten
  • Khartoum to Host Meetings of joint Sudanese - Russian ministerial committee
  • Sudanese MPs demand radio stations to compete with Radio Dabanga
  • Headlines of Khartoum Newspapers on Dec 2
  • Release condemned Darfur rebels: Sudan opposition
  • The Benishangul people’s liberation movement (BPLM):Warnings from Benishangul