* هكذا سميتها؛ وكل واحد منكم حر في أن يسميها ما يشاء..* هي شيء مثل (البطاقات المجانية) في لغة كرة القدم..* يعني أن يأتي اللاعب بتصرف انفعالي لا معنى له ليُنذر بسببه..* وهي ظاهرة كانت (أرضية) ثم تمددت - مع تقنيات الحضارة - لتصبح (فضائية) أيضاً..* فضاءات الجوال والواتس والتويتر والفيسبوك..* وأعني بالظاهرة هذه (نهش لحوم) المشاهير في بلادنا..* مشاهير المال أو السياسة أو الرياضة أو الشاشة أو المجتمع أو حتى الصحافة..* وسبب كلمتنا هذه اليوم ما التقطته أذناي خلال أدائي واجب عزاء..* فما من أحد ذُكرت سيرته - من المعروفين بين الناس - إلا وتبارى بعض الحاضرين في (نهشه)..* فهذا تهشمت سيارته - مثلاً - لأنها من (مال حرام)..* وذاك ابنته عانس - رغم جمالها - لأن سمعتها (مش ولا بد)..* وثالث لم تكتمل مراسم زواجه إثر تكفل (أبناء الحلال) بجلب (لقطات أسفيرية) له..* ورابع تراجع مستواه - من لاعبي القمة - بسبب جلسات ليل (شاذة)..* وخامس - من نجوم الفن - طالبته زوجته بالطلاق هرباً بـ(أنوثتها) منه..*سادس، وسابع، وثامن، وتاسع...* وصديق سألني يوماً عن الذي بيني وبين صحفي معروف..* فقلت له (لا شيء) بدليل احتسائنا الشاي مع بعض قبل أيام..* وضحكاتنا يحسدنا عليها (المتعافي)..* فلما صمَتَ - هرباً من الموضوع - جرجرته إليه بإلحاح..* فحكى لي - مكرهاً - بعض (نهش) الصحفي لي أثناء (نهشه السمك) مع نفر من الزملاء..* والشيء الغريب أن الظاهرة السخيفة هذه تلاحظ بشدة في مناسبات العزاء..* فبدلاً من مراعاة حرمة الموت يستمتع البعض منا بمضغ لحوم الناس مع الذي يمضغون من لحوم..* ثم اتسعت دائرة متعتهم هذه باتساع دوائر خدمات التواصل الاجتماعي..* وأذكر - بالمناسبة هذه - (شلة) حي القنا تلك التي كتبت عن ظرفها كثيراً..* فواحدة من نصوص دستور الشلة - غير المكتوب - (الإعراض) عن (أعراض) الناس..* وحين يجتمعون في سرادق عزاء كان كل ما يهمهم هو لحوم (المناسبة) وليس (البشر)..* فهم يحبون اللحوم بغض النظر عن طبيعة المناسبة؛ فرحاً كانت أم كرهاً..* وفي عزاء أحد أثرياء الحي شبعوا لحماً إلى حد التخمة..* وعندما هموا بالمغادرة سألوا أحد أبناء المرحوم بجدية شديدة (يا جنا، أربعينكم متين؟)..* ولكنهم ما كانوا يقترفون ذنوباً مجانية (أرضية) أبداً..* ولا - بالتأكيد - (فضائية!!).assayha.net/play.php؟catsmktba=8404 أحدث المقالاتروابط لمواضيع من سودانيزاونلاين