المضمون والأسلوب.. خطاب الجمال بقلم الطيب مصطفى

المضمون والأسلوب.. خطاب الجمال بقلم الطيب مصطفى


11-27-2015, 03:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448635321&rn=0


Post: #1
Title: المضمون والأسلوب.. خطاب الجمال بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 11-27-2015, 03:42 PM

02:42 PM Nov, 27 2015

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ينبغي أن يكون مضمون الخطاب الإسلامي مبنياً على التأصيل المنهجي المعتبر لدى أهل العلم، والعرض ينبغي أن يكون بأساليب تناسب الأشخاص والأحوال، فلا يُغني كون الفكرة حقاً وخيراً عن ضرورة مراعاة جماليات عرضها وطرحها، وإلا، فكم من حق ضيعه أهله بسوء عرضه، وكم من خير لم يلق مجيباً بقبح الدعوة إليه.
والأمر في هذا يتلخص فيما قال الحكماء:«من حسن القيام مراعاة المقام» ، ومن هنا لابد للخطاب الإسلامي من أن يكون متنوعاً: يروي ظمأ أهل الوجدان، ويشفي غلة أرباب العقل، ويستوعب طاقة أهل الرياضة.
كما يجب أن يخاطب الروح والعقل والجوارح جميعاً.. بالتركيز على اظهار القيم الجمالية في الإسلام وربطها بالعقيدة، وتبيان مظاهر الجمال والزينة في كل أرجاء الكون.. من سماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج، وحيوانات ذات جمال، ونباتات ذات بهجة ، إذ أن خالق الكون جميل يحب الجمال.. خلق فأحسن ، وصور فأبدع وقدر فهدى.
حيوية الخطاب
الثابت والمتغير:خطاب المرونة
يمكننا أن نرد مكونات الخطاب الإسلامي إلى نوعين:
المكون الشرعي: وهو ما جاء به الوحي الإلهي من قرآن وسنة نبوية صحيحة.. وهو أصل الخطاب الإسلامي، ومنطلقه ومرجعيته الثابتة الدائمة، لكونه صادراً عن الله سبحانه وتعالى الذي أبدع الوجود كله.
والمكون البشري قد أكسبه مصدره الرباني خصائص الربانية والشمول والثبات والتوازن والمرونة والصلاحية لكل زمان ومكان، فباستطاعتنا أن نكتشف بمعاييره كل خلل واضطراب في واقع الحياة القائم.
وإذا كان الخطاب الإنساني - بوجه عام- عرضة للتطوير والتبديل، فإن لخطابنا الإسلامي سمة خاصة، فهو لا يتغير ولا يتبدل في جوهره، أي في ثوابته الأساسية المرتكزة على مكونه الشرعي مهما تغيرت عوارض الزمان والمكان والأحوال والأشخاص ، أما المكون الآخر، ففيه يكون الاجتهاد والتطوير بما يراعي المخاطبين وظروفهم العامة والخاصة زماناً ومكاناً وأحوالاً، يقول شيخنا العلامة الكدتور يوسف القرضاوي:« وإذا كان المحققون من أئمة الدين وفقهائه قد قرروا أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال، والفتوى تتعلق بأحكام الشرع، فإن هذا المنطق ذاته يقول: ان تغيير الدعوة - أو الخطاب- بتغير الزمان والمكان والعرف والحال أحق وأولى.
المبدئي والمرحلي: خطاب الحكمة
على الخطاب الإسلامي أن يميز بين المبدئي والمرحلي، وهذا على مستوييه الفكري والعملي جميعاً.
وقد أدى عدم التمييز بين هذين المعنيين الحيويين إلى كثير من السلبيات التي عاقت تطور الخطاب الإسلامي ، كما عاقت عن الوصول به إلى حد التطبيق الواقعي القابل حياة طبيعية مستقرة، فقد قاست « الصحوة الإسلامية» خلال عقود طويلة مما لحق «الإسلام الحركي» في نزاله السياسي مع بعض السلطات القائمة في بلاد إسلامية عدة، ولقد نالت سياسة تجفيف المنابع الدينية من مواطن التدين في عدد من المجتمعات الإسلامية ، وفتكت بأوصاله وألحقت به أوجاعاً وضربات كادت تودي به.
ولابد للخطاب الإسلامي أن يركز في سعيه إلى إبلاغ رسالة الله تعالى للعالمين على المبدئي من الثوابت والأصول التي تمثل «هوية الإسلام» والتي سبقت الإشارة إليها في تضاعيف ما سبق، وأن يضع في تصوراته «المرحليات» المرنة التي يجب أن يجتازها ويتكيف معها في جميع مستويات البلاغ على وفق سنة الله تعالى في الخلق والشرع. كما يجب أن يُبتنى هذا وذاك على رؤى موضوعية ودراسات علمية.. تنظر إلى الشرع الحنيف بعين، وإلى الواقع المعيش بأخرى.
وعليه أن ينطلق من قاعدة الثبات في الأهداف، والمرونة في الوسائل.. فالأهداف ثابتة لثبات مصادرها وتحددها، والوسائل مرنة لارتباطها بالزمان المتغير والبيئة المختلفة ، فالأهداف الكبرى هي : إقرار الإيمان، واحترام الإنسان، وتوطيد العمران، وكل ما أدى إلى تحقيقها، وجب اتخاذه إذ تقرر وجوب ما لايتم الواجب الإ به، وكل ما تقاصر عن توفيتها، فلا قدسية له.. بل يجب تجاوزه إلى الأصلح والأنفع.

أحدث المقالات

روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
  • العلاقات السودانية ـ الإثيوبية وثوابت الأخوة عدو اثيوبيا الاول الفقر وليس جيرانها !!
  • مدخل لدراسة قبيلة روفيك (دميك): الحياة الاجتماعيَّة والثقافيَّة والدينيَّة
  • الأصالة فى واقعنا اليوم بقلم محمدين محمود دوسه
  • طه حسين .. العاشق ابن البلد بقلم د. أحمد الخميسي
  • الاسلام والشرف فى مصر ام الدنيا بقلم جاك عطالله
  • أسامة عبد الله : لا أحد يُحاسِبنا سوى الله بقلم بابكر فيصل بابكر
  • كرباج الدين.. السياسي بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • سؤال البديل..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الكل يسأل وليس هناك من يجيب ! ؟ بقلم عمر الشريف
  • مغالطات واستعباط بقلم كمال الهِدي
  • عورة الغسق بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • المعاملات من منظور أجتماعى بقلم محمدين محمود دوسه
  • نحن والحرب العالمية الهامسة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • زهير و(النفخ)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • آخر الرجال المحترمين..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • البرلمان بين د.عبد الحي يوسف وأزمة الغاز بقلم الطيب مصطفى
  • الوطن وضرورة العودة الطوعية بقلم محمدين محمود دوسه
  • الطيب مصطفى والمزايدة بالحوار!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ... شمال كردفان ... ولاية المأسى والمحِن !
  • حبيبنا الزميل ثروت قاسم إذا كان كل مصرى فرعون فكل سودانى موسى ولكل فرعون موسى ولكل شاهنشاه خمينى
  • الحكايه وما فيها بقلم محمد حسين حسب ربه
  • محن مصرية ... خداع النفس بقلم شوقي بدرى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (44) الهوس الأمني والبلاغات الكاذبة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • مُفاوضات السودان ( الفضل ) : حتّى متى و إلى أين ؟!. بقلم فيصل الباقر

  • الحكومة السودانية ترفض إدخال المساعدات للمنطقتين عبر دولة جنوب السودان
  • انهيار مباحثات اديس ابابا: الاصرار على الحرب ومنع الغوث الانساني واحتكار الحل السياسي
  • وزير النفط: مؤتمراونكتاد يشيد بتجربة السودان في مجال الصناعات الاستخلاصية
  • سفير جنوب السودان في القاهرة يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية
  • السودان يشارك في اجتماعات المنظمة الدولية للاصماغ بباريس
  • معتز موسى: سد النهضة يحفظ حصة السودان من مياه النيل
  • ياسر يوسف:هنالك حالات ضرورية لتدخل الدولة لتقييد الحريات
  • توقيف سودانيين وتشاديين بليبيا
  • السجن المؤبد لمغتصب طفل ببحري
  • مجلس تنسيق تحالفات المعارضة بالخارج يستنكر الهجمة العنصرية علي طلاب دارفور و يدعم حملة قوي الاجماع
  • بيان الجبهة السودانية للتغيير حول فشل المباحثات بأديس أبابا
  • حركة العدل والمساواة السودانية تصريح صحفي حول ما يجري لطلاب دارفور داخل الجامعات السودانية