سؤال البديل..! بقلم عبد الله الشيخ

سؤال البديل..! بقلم عبد الله الشيخ


11-26-2015, 04:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448552754&rn=0


Post: #1
Title: سؤال البديل..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 11-26-2015, 04:45 PM

03:45 PM Nov, 26 2015

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





خط الاستواء

ما موضوعية "سؤال البديل" خاصة إذا ما صدر من الحاكمين..؟

وكيف نجيب عليه حين يسألنا عامّة الناس..!؟

و هل لدى المعارضة تصوّر لما سيحدث، إذا ذهبت الانقاذ للتو والحين، وهل الظرف ــ بالأساس ــ مُهيأ للتغيير..!؟

لمقاربة هذا السؤال، نرى أن التغيير حتمي لا شكّ فيه..هذا ما تبديه الأيام دائماً..التغيير آت "من جهة لا تعلمونها، وبهيئة تنكرونها" ، ولن يتأخر عن موعده ، لأن زمرة من الحاكمين قد تهكمت على المبشرين به أو عاندت صبر الناس..وسؤال التغيير موضوعي، من أي جهة صدر، وما على الرواد إلا الاستعداد للحظاته الحاسمة وتدحرج كتلته الحرجة.. أما البديل فهو يتخلق ببطء، تماماً مثل إبدال ظفر معطوب..!

عندما يكتمل نمو البديل يُزاح المعطوب، ينبري "الظُُّفر" في وجه الطُغاة، فيقول الناس حينها :"كل طاغية صنم، دميةٌ من خشب"..!

البديل إبن وقته، فالنخبة لم تؤسس لما بعد الاستقلال؟ ولا كان الشعب جاهزاً لما بعد اكتوبر، ولا كان البديل حاضراً في أبريل..!

لكن في عمق هذا " التلكؤ"، تختبئ ملاحظة جديرة بالاهتمام: البديل في أزمنة الفشل لا يمكن أن ينجح.. هل فشلت ثوراتنا بأحكام الزمان ، أم أننا لم ندير زمانها كما ينبغي..؟

البديل في نهاية الأمر، يفرض نفسه،وشكل التغيير القادم، يتوقف على الطريقة التي يمضي بها الحِراك..أكثر دروب التغيير أماناً، أداته "الشارع".. التغيير عبر الشارع تغيير باهظ الكُلفة،ويتوقع أن يفرز نظاماً جديداً، قوامه مطالب الشعب الحقيقية..لكن التجربة التاريخية تشير إلى أن "الزخم الجماهيري"غالباً ما يفشل في حماية مكتسبات ثورته..هذا ما حدث في أكتوبر،وفي أبريل،،وبالنتيجة، فإن ذلك الهدير ، حين يفشل، يعقبه الانقلاب..!

الانقلاب في الحياة السياسية السودانية هو" البداية والنهاية"..!

الانقلاب ربما يزيح حكام الحاضر، لكنه يستفرخ دكتاتوريين جدد، فـ "كأننا يا قوش"، لا رُحنا ولا جئنا..!

هناك التغيير بالهبوط "الطاعم الناعم" الذي تسوق إليه الحكومة مُحاوِريها الآن ، وفق "اقتباسات" من خُطة إقليمية ودولية،لتهدئة اللّعب في ميدان السودان.. هذه التهدئة،في نهاياتها، تفضي إلى تغيير شكلي أو أقل من ذلك، عندما يتمخض عن قسمة للسلطة والثروة، وعندما تُلوَّن الجُدر القديمة بـ "أسس دستورية" تستصحب جوهر ما هو سائد..وبالتالي، يتمكن خلصاء النظام، من الاستحماء ببعض قوى التغيير، فيتخذها درعاً من غائلة المحاسبة..!

هذا هو حل التلاقي في منتصف الطريق..!

التغيير فعل مُنساب و لا يمكن ضبط مساراته، لأنه محصلة هدير النفوس ــ الخلائق ــ وهو فجائي بما هو مستعلن من أشراطه..التغيير العنيف قد تأتيه الجماهير بالثورة، رغم أنها ليست صاحبة المصلحة في العنف.. ويمكن أن تأتيه فئة ذات مبادءة عسكرية، لكن يبقى السؤال: كيف يمكن الثقة في أن تتجه تلك الفئة نحو تحقيق مطالب الجماهير في الحرية والتنمية..!؟

كيف يمكن لتلك الفئة ــ كما هو مُفترض ــ أن تنحاز لغيرها ،وهي تملك قوة استمرار القبضة..؟

هناك تغيير يحلم به القاصي والداني، بيد أنه بعيد المنال..كأن تصحو غداً، وتجد الحاكمين قد "تحلّلوا"، أو تنازلوا، وفق ضمانات محددة لسلامتهم..!

كل شكل من أشكال التغيير أعلاه، قواعدها في الداخل، ودونها التغيير الخارجي المباشر..هذا التغيير غير مستبعد في ظل الظروف الاقليمية والدولية الراهنة، وإن كان أكثر طرائق التغيير كُلفة، لأنه ببساطة يعني إحتلال البلد..!

البديل المُفترض لن يكون شخصاً، و لا هو حزب واحد، أو جيش..!

البديل هو تأسيس نظام ديمقراطي لديه قدرة الدفاع عن نفسه.. البديل هو إتّفاق القوى السياسية على التداول السلمي للسلطة، والوصول إليها عن طريق الإنتخابات الحرة..البديل هو القاعدة الجماهيرية، هو دولة الديمقراطية،،هذا مانقوله للناس..!

لكن كيف نؤسس لتلك الدولة..؟ يقول أهل النجوى، أن البديل سيأتي :"بس إنتو زِحّوا الجنازة القِدّامكم دي"..هذا القول ـــ في ما أرى ــ يؤجل الحلم العظيم ، يوماً وراء يوم، وشهراً وراء شهر، وربما لسنوات..!


أحدث المقالات

روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
  • نحن والحرب العالمية الهامسة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • زهير و(النفخ)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • آخر الرجال المحترمين..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • البرلمان بين د.عبد الحي يوسف وأزمة الغاز بقلم الطيب مصطفى
  • الوطن وضرورة العودة الطوعية بقلم محمدين محمود دوسه
  • الطيب مصطفى والمزايدة بالحوار!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ... شمال كردفان ... ولاية المأسى والمحِن !
  • حبيبنا الزميل ثروت قاسم إذا كان كل مصرى فرعون فكل سودانى موسى ولكل فرعون موسى ولكل شاهنشاه خمينى
  • الحكايه وما فيها بقلم محمد حسين حسب ربه
  • محن مصرية ... خداع النفس بقلم شوقي بدرى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (44) الهوس الأمني والبلاغات الكاذبة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • مُفاوضات السودان ( الفضل ) : حتّى متى و إلى أين ؟!. بقلم فيصل الباقر

  • Post: #2
    Title: Re: سؤال البديل..! بقلم عبد الله الشيخ
    Author: حفنة تمر
    Date: 11-26-2015, 06:20 PM
    Parent: #1

    اذكر جيدا اول ايام الانقلاب,كل القوي السياسية المعارضة تعتقد ان الانقلاب يخصها,عدا تنظيم واحد هو مؤتمر الطلاب المستقلين حيث اصدر بيانا ادان فيه الانقلاب..لا اعتقد ان هناك عهد جميل مر علي هذا الوطن,عهد سئ وعهد اسوأ,من الشاي بالكرملة الي الشاي بالتمر’لكن اسوأ العهود هو الان,,جوع وكرباج

    Post: #3
    Title: Re: سؤال البديل..! بقلم عبد الله الشيخ
    Author: عصام شرف الدين
    Date: 11-26-2015, 06:31 PM
    Parent: #1

    ( البديل هو اتفاق القوى السياسية على التداول السلمي للسلطة ، والوصول إليها عن طريق الانتخابات الحرة .. البديل هو القاعدة الجماهيرية ، البديل هو دولة الديمقراطية ،، هذا ما نقوله للناس !! ) .

    الكلام أعلاه ( منكم ) هو كلام مختصر للغاية وبالرغم من ذلك فهو مفيد بدرجة عالية ،، ولكن في المحصلة هو مجرد ديباجة جميلة لا أكثر ولا أقل ،، فأنت تنسى بأنك تخاطب ذلك العقل السوداني الموبوء بالكيديات والنكاية .. ذلك الإنسان السوداني الذي لا يؤمن بقيود الأصول والشروط عند الإخفاق والفشل ،، فهو إنسان يفتقد أدبيات المقارعة والمساجلة .. وكالعادة هي تلك الأحزاب السودانية التي تعودت أن تستخدم أسلحة النكاية والكيديات في تحقيق مصالحها الذاتية الضيقة حيث الاستعانة بالجيش السوداني عند اللزوم .. والشروط التي أنت تراها في مقدمة العبارة ( التداول السلمي للسلطة ) هي شروط موجودة منذ استقلال السودان ،، ولكنها سرعان ما تفقد الصلاحية عندما تتعارك الأحزاب السودانية فيما بينها .. ولا بد من أن يتدخل ذلك الجيش ليساند حزبا من الأحزاب .. وعندها كأننا يا قوش لا رحنا ولا جئنا ،، فالأحرى أن يتواجد في دستور البلاد بندا صريحاَ يمنع تدخل الجيش السوداني في الحياة السياسية المدنية بأي حال من الأحوال ،، كما ينص بأن أي حزب يستعين بالجيش للاستيلاء على السلطة يحرم نهائيا من ممارسة النشاط السياسي في السودان .

    ولكن بالرغم من تلك الأمنيات الضبابية التي تدغدغ الأحلام فإن الشعب السوداني لا يرتاح كلياَ أن تحتكر تلك الأحزاب القزمية حكم البلاد ،، والتجارب السابقة أثبتت فشل تلك الأحزاب ذلك الفشل القاتل المظلم الهالك ،، وقد عجزت الأحزاب السودانية أن تمضي قدما بالسودان إلى الأمام ،، فهي أحزاب ليس من وراءها إلا الانتكاسة والتراجع والويلات والأوجاع ،، ثم الانهيار التام للبلاد .. وعلى ذلك فإن الشعب السوداني يفضل أن يتدخل الجيش السوداني كالعادة عند اللزوم حيث تكون البلاد قد بلغت حافة الهاوية ،، كما أن الشعب السوداني منذ استقلال البلاد لم يذق طعم أنجاز واحد من الإنجازات في ظلال الأحزاب ،، ولكن إذا وجدت إنجازات في هذا السودان منذ استقلال البلاد فهي إنجازات تمت في ظلال حكم العساكر ،، وتلك حقيقة مؤكدة لا يريدها سمعاها أهل الأحزاب ،، كما لا تريد سماعها جوقة المعارضة .