لا يحدث إلا في السودان بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف

لا يحدث إلا في السودان بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف


11-25-2015, 03:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448463442&rn=0


Post: #1
Title: لا يحدث إلا في السودان بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
Author: عبد السلام كامل عبد السلام
Date: 11-25-2015, 03:57 PM

02:57 PM Nov, 25 2015

سودانيز اون لاين
عبد السلام كامل عبد السلام-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


طالعتنا صحف الأحد 22 نوفمبر الحالي بنبأ وفاة أربع نساء حوامل في مستشفى نيالا بسبب نزفهن حتى الموت لأن المتبرعين بالدم أتوا لإكمال عملية التبرع للنساء الحوامل ولكن العاملين في معمل بنك الدم غلقوا المكان بعد انتهاء الدوام الصباحي وذهبوا لمنازلهم..حدث هذا في عنبر الولادة بنيالا ! والسبب هو أنهم محتجون على تجاهل إدارة المستشفى دفع استحقاقات مالية! والمثير أيضا أن الأطباء بالمستشفى أعلنوا التوقف عن العمل منذ أيام في الدوام المسائي.. ويأتي تصريح المدير الطبي لمستشفى نيالا الصاعق: (لا أستطيع إرغام زملائي الأطباء على العمل في ظل رفض وزارة الصحة الإيفاء باستحقاقاتهم ،على الرغم من النتائج الكارثية لتوقفهم)!! يا لله!! ليتك سكتّ وليت فاك كفّ عن الكلام المباح كشهرزاد ، ولكن !
تذكرت أياما سلفت لا أعادها الله ، من مارس 1989 ، وإضرابا للأطباء في عهد وزير الصحة الأسبق عبد الرحمن أبو الكل، وما حدث فيه من وفاة أخي الأكبر ، كبير فنيي الأشعة بمستشفى الخرطوم آنذاك ، نتيجة حادث حركة ، وما فارق الحياة ساعتها ، لأن الحادث كان قرب مستشفى أمدرمان التعليمي ، وأدخل المستشفى على عجل ، لنتفاجأ بالعملية السريعة تجرى على أيدي متطوعين من الهلال الأحمر !! والأطباء لا يدخلون في هذه العملية (لأنهم في حالة إضراب!) ، وعندما تمت إرادة الله ، جاء الدور الأسخف من جانب أطباء المستشفى ..نحن في حالة إضراب ولن نستخرج شهادة الوفاة لفقيدكم!! أكان انتقاما من المريض أم من الوزارة أم من عدم توقعهم لعقاب من حكومة الأحزاب المتهالكة ؟ تخيلوا مدى تأثير هذا الحادث فيّ ..بعد أكثر من ست وعشرين سنة ونصف السنة أتذكر ذلك الحادث كأنه حدث البارحة ..
تزامن وقتها حضور طبيب جزائري مع مريض سوداني من الجزائر لإكمال ما تبقى من فحوص بسيطة في السودان .. كان يظنها بسيطة!! ولكن (كان الأطباء في إضراب ).. فتدهورت حالة المريض وانتهى الأمر بذهاب المريض للقاء ربه يشكو لمولاه تقاعس الأطباء عن أداء واجبهم الإنساني ، ويا لهول ما كان من أمر الطبيب الجزائري نتيجة هذا الفعل ..لقد انهار باكيا بحرقة وهو يقول : لو حدث مثل هذا في الجزائر لصفّت الأطباء على الحائط وانهمر عليهم الرصاص انهمارا نتيجة التوقع القريب بوفاة كمٍّ من المرضى بسبب هذا الإضراب..
لقد صدمت لتصريح المدير الطبي ( إرغام زملائي الأطباء!) كأنه يقول إنه لو كان معهم لفعل فعلهم تماما..وقول آخر أشد وقاحة ( على الرغم من النتائج الكارثية لتوقفهم !!) أي إنه يعلنها صراحة ..فليمت من يموت وليتدهور حال من يتدهور ..ولا يعنينا وفاة أربع نساء حوامل أو أربعين!! فاستحقاقات الأطباء والفنيين المالية أهم من حيوات المرضى مهما يكن عددهم وأهميتهم ..
لكم صدمت لهوان إنسان السودان على حكومته لهذه الدرجة القبيحة المزرية .. لو كان هذا الحادث في بلاد تحترم حكومتها إنسانها لتقدمت الوزارة كلها بالاستقالة .. بدءا من خفيرها إلى وزيرها ، ولكن !! لا ألقي اللوم كله على الأطباء والفنيين ولكن اللوم أيضا على الحكومة التي انصرفت عن قضايا الوطن إلى الهوامش والانصرافيات مثل توقف البلاد كلها بسبب أزمة الدوري الممتاز ونثريات المشاركين في الحوار الوطني من أحزاب فاقت المائة حزبا وأما الحركات فاحسب ولا تتوقف ..أما أن يكون الثمن هو نساء حوامل ،برغم كونهن غدون شهيدات ، فهذا لا يغير من الأمر شيئا..هوان الإنسان السوداني عند الأطباء وكأنهم لم يؤدوا قسمأبقراط ولا قسم وزارة الصحة عند دخولهم سلك الأطباء..

عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
[email protected]





أحدث المقالات

روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
  • نجرجر السودان بعيداً عن مصر بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • كان (خلاص)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ( تااااني تحالف ؟؟) بقلم الطاهر ساتي
  • والينا في قفص الاتهام..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • أما آن لليل الظلم أن ينجلي؟ بقلم الطيب مصطفى
  • الأبعاد الاستراتيجية للعملية العسكرية الروسية في سوريا
  • كلنجة وحكاية مافيا الاتجار بالبشر ( 2 ) بقلم اسماعيل ابوه
  • مناهضة العنف ضد المرأة .. دعوة للعفّة بقلم جعفر خضر
  • مصر والسودان.. تأديب الحماة بقلم جمال عنقرة
  • قلبى على ولدى وقلب ولدى على حجر بقلم محمدين محمود دوسه
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (43) اقتلوا الإسرائيليين حيث ثقفتموهم بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

  • وزير الدفاع الاسبق: «منتمون للشرطة بيجيبوا ليها سمعة بطالة»
  • تعميم صحفي من أمانة الشئون السياسية للعدل والمساواة حول الراهن السياسي
  • حزب الحركة الشعبية جناح السلام : ياسر عرمان تاجر حرب
  • تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان بحق مواطنين سودانيين في مصر
  • الأمن الاقتصادي يكشف تفاصيل ضبط شبكة لتزييف عملة إسرائيلية بالخرطوم

  • Post: #2
    Title: Re: لا يحدث إلا في السودان بقلم عبد السلام كام
    Author: خالد عطا المنان
    Date: 11-25-2015, 04:22 PM
    Parent: #1

    عدم إنسانية الطبيب السوداني أصبح حديثا شائعا بين الناس في هذه الأيام ،، ونتعجب من سكوت وعدم الضمير من نقابة أطباء السودان .. إذا كانت تتواجد نقابة للأطباء في السودان بحق وحقيقة .. أين وزير الصحة المسئول عن صحة المواطنين في السودان والمسئول عن الأطباء ؟؟ ،، لماذا لا نسمع منه قرارات رجولية شجاعة في عقاب هؤلاء الأطباء عقاباَ رادعاَ يمنع أمثال هؤلاء الأطباء الوحوش من مزاولة مهنة الطب كلياَ في داخل السودان وفي خارج السودان .. لأن الإنسان الذي يفقد الإنسانية ويشاهد أخيه الإنسان يموت أمام عينه بحجة الحقوق والامتيازات لا يستحق الحياة .. ولا يستحق أن يحمل لقب طبيب مدى الحياة .

    Post: #3
    Title: Re: لا يحدث إلا في السودان بقلم عبد السلام كام
    Author: شهاب الفاتح عثمان
    Date: 11-27-2015, 03:54 AM
    Parent: #2

    رحم الله اخاك والسيدات المتوفيات

    مهنة الطب والعلاقة بالمواطن يشوبها الكثير من الضبابية ، والميل الي الشك في هذه الأيام ،

    متداخل فقط لتوضيح نقطة واحدة هامه ، عندما يضرب الأطباء فهذا دفاعا عن اوضاعهم وعن المريض وبيئة العمل ، وتجاهل الإدارات للصحة
    لكن بعض النظر عن الأسباب الشيء الهام هو ( في إضراب الأطباء لا تتوقف الحالات الطارئة) ،
    بمعنى ان الأطباء يتوقفون عن كل عمل او شيء مجدول ، لكن إطلاقا لا تتوقف عمليات والتعامل مع الحالات الطارئة ،
    فليس الغرض من الإضراب ازهاق روح واحدة ،

    اى معنى لشيء ضد المهنه، لايمكن
    سوء الفهم او حجب هذه المعلومة إلهامه ان الطوارئ والحوادث واستقبالها لا تتاثر بالإضراب قد يكون من الاعلام
    عن قصد او دون قصد تحياتي.


    د شهاب الفاتح - اختصاصي أنف وإذن وحنجرة

    Post: #4
    Title: Re: لا يحدث إلا في السودان بقلم عبد السلام كام
    Author: سعاد عبد الرازق
    Date: 11-27-2015, 08:03 AM
    Parent: #3

    لا يختلف اثنان في أن للأطباء في هذا السودان حقوق ومستحقات يجب أن ينالوها بالكامل وبالزيادة .. لأن ذلك الإنسان ( الطبيب ) في لحظة من اللحظات يمثل ذلك الرجاء والأمل بعد الله سبحانه وتعالى ،، تلك اللحظات الحرجة التي فيها الأقارب والأطفال والأمهات والآباء يزرفون دموع الخوف بفقدان العزيز ،، وهي لحظات قاسية مؤلمة بحق وحقيقة ،، وعندها يجب أن يتجرد الطبيب من مستحقات المهنة وينحاز لمتطلبات الإنسانية ,, والشعب السوداني يعلم جيداَ أن الأطباء في هذا السودان لا ينالون ما يستحقون حسب مؤهلاتهم ،، ولكن تلك علل يعاني منها كل الشرائح في المجتمع السوداني .. والكل يعلم أن الشعب السوداني يعاني من الأوجاع والغلاء وظروف الحياة القاسية ،، والأطباء بدورهم يشكلون شريحة من تلك الشرائح ويعانون من تقصير السلطات تجاههم .. إلى هنا والمعادلة قاسية على الجميع ،، ولكن حين يقسو الطبيب السوداني ذلك الابن وذلك الأخ وذلك الأب على إخوانه الكادحين الغلابة فإن الأمر يشكل مرارة وحرقة قاسية للغاية ،، وقد أصبحت تلك المشاهد عادية في مراكز الطوارئ والحوادث ،، حيث يرقد المريض المصاب في حادثة من الحوادث لساعات وساعات دون أن ينال العناية بالسرعة المطلوبة ،، والحجج في ذلك تكون مبهمة للعامة من الناس ،، فيركض أهل المريض هنا وهنالك أملاَ في منقذ يستجيب ،، وفي الغالب الأعم فإن الأخصائيين الكبار لا يتواجدون في عيادات الطوارئ والحوادث ،، مما يعني انتظار وصولهم بعد ساعات طويلة وقد يأتي بعد ذلك وقد لا يأتي ،، وعندها تتجلى مقدرات المريض وأهل المريض المالية والمعرفية ،، إما الخروج بالمريض إلى العيادات الخاصة فوراَ وذلك يعني المقدرات المالية الكافية ،، وإما حالة السواد الأعظم من الشعب السوداني الذي لا يملك تلك المقدرات فيستغيث ويتعذب ،، ثم تحدث المشاجرات والمناكفات من أهل المريض ليتدخل رجال الأمن وطرد الأهالي المشاغبين ،، وفي كل ذلك فإن المريض المصاب في حادثة من الحوادث ينزف ويرقد الساعات والساعات ثم قد يفارق الحياة !! .. وفي تلك اللحظات الحرجة القاتلة يسقط الطبيب السوداني عن أعين الناس ،، كما يسقط الطب السوداني برمته حيث يمثل بؤرة من بؤر الجزارين القتلة .. وتلك الصورة القاتمة لا تحدث إطلاقاَ في أي مكان في العالم . وفي العالم المتحضر فإن أقسام الحوادث والطوارئ العامة والخاصة تجتهد أولا في إنقاذ حياة المصاب دون تسويف أو مماطلة أو تردد ،، ثم بعد ذلك تطالب بمستحقاتها المالية .. أما في السودان فإن أقسام الطوارئ في المستشفيات الخاصة تدخل أولاَ في المساومات المالية قبل الاعتناء بالمصاب الذي يواجه الموت العاجل .. والأعجب أن تلك المستشفيات الخاصة لا تقبل وعود الأهالي الغلابة بتدبير وجمع الأموال حسب الوسائل الممكنة وتقديمها فيما بعد ،، ولكنها تشترط دفع المبلغ عدا ونقدا وفورا ،، وكما نعلم جميعاَ فإن إمكانيات السواد الأعظم من الشعب السوداني لا تمكن من الاستجابة فوراَ ،، فهي إمكانيات قليلة قد يتدخل فيها أهل الخير .. وقد يتطلب الأمر المرور بمساجد المسلمين والوقوف أمام المصلين في مذلة ومهانة ثم تلك الشكوى المعهودة بقلة الحيلة .. تلك هي أحوال الشعب السوداني المكافح المناضل المغلوب على أمره ،، ذلك ( الزول ) الطيب الذي لا يستحق الصفعات من ابنه أو أخيه أو والده الطبيب السوداني .