الكابلي.. ياسحر المرايا! بقلم هاشم كرار

الكابلي.. ياسحر المرايا! بقلم هاشم كرار


11-23-2015, 02:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448241261&rn=0


Post: #1
Title: الكابلي.. ياسحر المرايا! بقلم هاشم كرار
Author: هاشم كرار
Date: 11-23-2015, 02:14 AM

01:14 AM Nov, 23 2015

سودانيز اون لاين
هاشم كرار-
مكتبتى
رابط مختصر



ندخلُ نحنُ في لحم المرايا، ولا.. ولا تدخلنا، فمن.. من غير الكابلي، من يستطيعُ أن يُدخل المرايا في لحمنا، ولحم القصيدة، ولحم الزمان، ولحم الدنيا والعالمين؟



الكابلي؟



أقسمُ أن هذا الفنان، قد فتح له رب المعاني المدهشة، باب المعاني.



أقسمُ انه دخل. أقسم أنه قد شاف.. وقد رأى، منذ أن قال " بين وعدك وقربك، كم شابت ليالي" وبين الوعد والقرب، راح يزاوج بين حنجرته العميقة، ونقرة العود، وحنين الكمنجات، والطبل الذي يشبُ إلى فوق.



ذلك بيت من الشعر العجيب.



أنظر ياصاح: لكم هو إنتظار الحبيب، يطولُ. أنظر إلى الليالي التي تشيبُ، من طول الإنتظار. أنظر إلى الليالي حين تشيخُ!



وأنظر، إلى " يامرايا"



يامرايا..أغنية من أربعة مشاهد. من أربعة " كوبليهات":



مشهد جماعي، كان، ولا يزال في الذاكرة.



ومشهد فردي، كان ولا يزال في الخاطر..أشبه بالحنين.



مشهد حواري، من طرف واحد، هو كائن الآن..



ومشهد استرجاعي



لم أكن في المشهد الاول، لكن الكابلي داعب خيالي، فصرتُ جليسا، في تلك ( القعدة):



كانت "قعدة" ناس: " شوق ونغم وقلوب فرحانة" كانت قعدة ناس" ذوق وفهم وعيون سرحانة"!



تلك هى اللمة. ما أجملها.. وما أحلاهم.





المشهد الثاني.



كان هو بالكامل مشهدها هى:



استلمت المجال- في تلك القعدة.



كان المجال، مجالها.. وكانت تدور، في مجالها هذا المدهش، كوكبا من" نور وزهور وعطور".. " صوت منساب بللور شبه ناس قلال".. " خفة روح عصفور" و" أشراقات خيال"!



تلك انسانة مدهشة. إنسانة كأنما خلقت للتو، من أجمل ماخلق الرب في هذه الدنيا. إنسانة، لا تتراءى لهذه العين الفوتغرافية، وإنما تتراءى بعين الذائقة الشعورية المدهشة، وعين الخيال، ذلك الجموح، مثل مهرة بكر، في البرية..



بمثل هاتين العينيين، يستحيلُ قبض الذى يتراءى قبض يقين. هذا مقام الحيرة، والإلتباس. هذا مقام الشك والإيمان. هذا مقام معاناة التوصيف، في تخوم الروح!



تلك هى المعاناة العذاب.. تلك هى معاناة استعذاب العذاب.. وتلك هى المعاناة التي "خلت" القلوب طيور.. طيور تصفق [بأجنحتها في أجواء من الغبطة والسحر، والحضور والغياب،معا... والتماهى العجيب!



" قعدة" مشت بالجميع، بعيد.. "شايلين العيد" والعيد هنا هو عيد القلوب.. و" الشيلة" ما أعذبها، وهى زي" البسمة الرنانة"!



تلك هى البسمة الصوت..



وتلك- كما كان قد قال:..... كم شابت ليالي"..



توصيف، في جزالة توصيف، و.. أولم أقل لكم أن الكابلي قد فتح له الرب باب المعاني المدهشة، فدخل ورأى.. ومن بين مارأى مشهدها ذاك، الذي لا يبرح الروح,,



والصورة- صورتها- تلك التي لا تفارق العينين..



هو مشهد، كان وسيظل كائنا.. وصورة كانت، وستظل.



المرايا، تتجمل بالصدق..



المرايا تعرينا..



المرايا لا تقول لنا" من أنتم". المرايا.. نحن..



المرايا، لا تخون!



وحين وقف أمامها الكابلي، طربانا- بعد ذلك المشهد- شافها" طربانة".



هو يدركُ سبب هذا الطرب، منه وإليها، لكنه مثلها ماكر، وأراد أن يقرأ ظنونها هى الماكرة، قبل أن تقرأ ظنونه، فكانت الأسئلة.. سؤالا من وراء سؤال:



" كلميني يامرايا.. شايفك طربانة.. حكوا ليك حكاية.. وللا كنتي معانا.. وللا كنتي بتقري ياماكرة ظنوني.. وللا شفتي الصورة الشايلاها عيوني.. وللا يبقى أكيد عاداك غناى"؟!



في تلك القعدة- استلمت تلك التي أشبه بالرؤيا والشعر- المجال،استلمت أيضا مجال أي مقام من مقامات صوت الكابلي، فغنى – فيما أتخيل- كما لم يغن من قبل. غنى، وصوته هو، قد شالها هى، ذات الصورة التي شالتها عيناه.. الصورة التي لا تتراءى إلا في عدسة أقدس أسرارالروح!



الغنا، في زمن الإرباك الروحي.. إرباك..



في زمن الحبيبة.. حبيب..



الغنا، يستحيل في زمان استحالة التوصف بعين الكاميرا، إلى توصيف بعين العبقرية. يستحيل شبيها.. بل يستحيل هى: تلك التي استلمت المجال" نور وزهور وعطور.. صوت منساب بللور.. خفة روح عصفور.. وإشراقات خيال"!



المرايا.. أتخيلها تلخبطت: " ترى، أتراني أنا طربانة من صورتها تلك التي شايلها هو في عينيه، أم من غناهو.. غناهو هو"؟!



ياااه، للغنا، صورة نراها.. تراها المرايا!



يترك الكابلي المرايا، في لخبطتها، لا تحرك لسانا، ويعود بصوته إلى زمان الناس "الشوق والنغم والقلوب الفرحانة.. وتلك عودة لافكاك منها، وقد دخلت تلك القعدة في لحم الروح.. ولحم الغنا، ولحم روح الزمان، ولحم روح المكان!



يامرايا..



أغنية، طاعمة، بشكل خرافي..



أغنية تفيض سحرا وعذوبة



أغنية، يسافر معها الخيال طروبا..



أغنية؟؟ آآآآه،



يكفى أنها- مثل تلك التي استلمت المجال- ظلت تستلم المجال في دنيا الغنا الطاعم مثل ريق الحبيبة، لأكثر من ثلاث عقود.. يكفى أنها لا تزال تخلي " قلوبنا طيور.. حال أحوالنا حال" !



أحدث المقالات



روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين


  • ثلاث شخصيات تبحث عن مؤلف حديث عن خوجلي والمطوع والسميط بقلم بدرالدين حسن علي
  • ورشة فرانكفورت للتنظيمات السياسية الأرترية .... وغياب النقد الراشد لها.. ؟؟!! بقلم محمد رمضان
  • سِرُّ في سوبا! بقلم ضياء الدين بلال
  • من هنا سأمد أذنىّ إلى لوس انجليس! بقلم هاشم كرار
  • أحان وقت أكل الهامبرجر والهوت دوق؟ بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
  • رسالة الى الشعب المصرى بقلم عمر الشريف
  • كلنجة وحكاية مافيا الاتجار بالبشر (1) بقلم إسماعيل ابوه
  • جبهة الشرق ........ لماذا تمردت ؟؟؟؟ ولماذا جنحت للسلم ؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمد
  • الحريات الأربع ...!! بقلم الطاهر ساتي
  • إنقاذي و(نص)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • هذا المواطن قابل للاهانة في كل مكان..!! ! بقلم عبد الباقى الظافر
  • مصر: عندما تشن الحرب على نفسها! بقلم الطيب مصطفى
  • شئ لله يازبير احمد حسن !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سيدي الرئيس خمسة عجاف وسياسة مامون بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • المؤتمر الوطني والميثاق الملكي بقلم نبيل أديب عبدالله
  • والله .. إنه هو الله الواحد .. القهار بقلم موفق السباعي
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (40) وداعاً للكارلو ستاف وأهلاً بالكلاشينكوف بقلم د. مصطفى يوسف
  • قراءة تحليلية للأزمة الراهنة لرياضة كره القدم بالسودان ما بين قرارت أيلول الأسود 2008 وتدخل البرلما
  • الهجمة المصرية علي الرعايا السودانية – الأسباب والأبعاد المحتملة ومثل نشوف الفيل ونطعن ضله – قراءة
  • 50 سنة على حل الحزب الشيوعي: جمعيتكم سعيدة وبخيتة عليكم بقلم عبدالله علي إبراهيم