فى زمن الانقاذ : يقتلون الفقراء مرتين .. ؟؟ بقلم حمد مدنى

فى زمن الانقاذ : يقتلون الفقراء مرتين .. ؟؟ بقلم حمد مدنى


11-19-2015, 06:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1447954946&rn=0


Post: #1
Title: فى زمن الانقاذ : يقتلون الفقراء مرتين .. ؟؟ بقلم حمد مدنى
Author: حمد مدنى
Date: 11-19-2015, 06:42 PM

05:42 PM Nov, 19 2015

سودانيز اون لاين
حمد مدنى-
مكتبتى
رابط مختصر

لقد مضى ذلك الزمن الجميل .. ذلك الزمان الذى كان عمل الخير يراد به الخير حقيقة و لا شئ سوى مرضاة المولى عز و جل شانه .. فقد كان السودانى حيث
كان يشعر بمعاناة اخيه و جاره السودانى .. و بغض النظر عن صلة القرابة كان يسارع الى مد يد العون له و بدون تاخير .. فقد كان النظام الاجتماعى وقتها
يتحرك وفق بوصلة غير مشوهة .. لذلك بقى فاعل الخير مصطلحا محببا لجميع السودانيين .. كونه لم يؤدى الى معنى محدد لم يدخل الى دهاليزه السياسين ذوو الوجوه الصفراء الذين حولوا كل شئ الى تجارة مفتوحة على كل الاحتمالات فقد كان ضمير فاعل الخير حينها ضميرا مستترا .. تقديره عند رب العالمين قوله تعالى : ( فلهم اجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ) .. ؟؟
اما فى هذا الزمن السودانى البائس الاغبر و الردئ .. زمن الفضائيات .. فضائيات الانقاذ بمختلف مسمياتها و التى لا تعرف لها لونا او رائحة او طعم .. صرنا نرى فقراء بلادنا تتم المتاجرة بمعاناتهم فى مذبح العمل الخيرى زورا و بهتانا .. فقبل عدة ايام عرضت علينا احدى تلك الفضائيات رحلة لاحد المسؤلين (ضخم الجثة كانه ليس من السودان ) فى احدى احتفالات ما يسمى البر و الاحسان و العمل الخيرى لاحد مناطق البؤس و الفقر و ما اكثرها فى الوطن .. عرضت علينا صور ذلك المسؤل - فى بلد منكوب بمسؤليه - وهو يقوم بتوزيع ظروف بها بعض المال و ما يسمى بزوادة الخير و كراسى متحركة و بعض معينات العمل - لمن تقطعت بهم سبل الحياة من الفقراء و المساكين و اليتامى المكلومين و من مقطوعى الاطراف من ضحايا حروب الانقاذ المتعددة المناطق و الاسباب و الاسماء ..؟؟ و قبلها راينا بعض المسؤلين يقومون بتوزيع ما يسمى بكسوة الشتاء و الكاميرا تلاحق ابتسامتهم العريضة و الصفراء و هم يمنون و يؤذون ..؟
فى غمرة انشغال الجميع بالمواد التى يتم التبرع بها لم ينتبه كثير من الناس الى نظرات الانكسار التى لاقى بها اولئك النفر من البشر المحرومين كاميرات
التلفزة البراقة و التى لم تراع فقرهم .. و لا صانت كرامتهم .. راينا ذلك الشيخ واقفا يرتدى عراقى و سروال طويل و طاقية حمراء على راسه .. و لا تلك المراة
و هم يلعنون هذا الزمن الردئ .. هذا الزمن المذل الذى جعله ينتظر ان يمن عليه من كان له فضل عليهم يوما ما .. صحة مجانية .. وتعليما جامعيا مجانيا و على ارقى مستويات التعليم .. داخليات على ارقى مستوى ..حتى الاهتمام بالمستوى الغذائى للطالب كان مميزا حتى يتفرغ للتحصيل العلمى .. دجاج كويتى باسطة..الخ
فى زمن الفضائيات المفتوحة .. يبدو انه لزام على كل من اراد ان يتبرع ببطانية لا تقى بردا .. او ناموسية لا تحمى من بعوض ان يصورها على فضائية من فضائيات الانقاذ .. وذلك قبل ان يهدر بها كرامة انسان سودانى مثله.. رمت به سياسات الانقاذ الاقتصادية الفاشلة الى غياهب العوز و الفقر .. اهدرت كرامة انسان فقير ومحتاج ما زال يؤمن بانه: ( و فى اموالهم حق معلوم للسائل و المحروم ).. ؟؟ كما و انه ما زال يؤمن بالمجتمع السودانى المتكاتف .. ذلك المجتمع الفاضل و الذى يتداعى جميع اعضائه له ان مس فرد منه ضنك عيش .. او اى سوء تداعى له سائر فئات المجتمع بالتكافل و مد يد العون .. لم تكن تعرف من هو
الغنى و من هو الفقير فالكل حياته مستورة و الكل يحمد الله .. فالحياة كانت تمضى حلوة جميلة و تمشى بوتيرة و تناسق تام .. الى ان جاء زمان الخصخصة
هذا .. فتمت خصخصة كل شئ فى الوطن .. حتى الانسان السودانى تمت خصخصته فى زمن الانقاذ ( فصار عندنا مواطن و يسمونه فى لقاءاتهم بالمواطن العادى ( و بدون ان يرف لهم جفن ) و العادى ده رخيص الثمن ولا احد يهتم به ؟..و مواطن سوبر ( انقاذى) و ده نوعه غالى و بالعملة الصعبة كمان ..؟؟)
فضاعت دولة الرعاية الاجتماعية..و جاءت دولة الجباية الاجتماعية و صارت لدينا طبقتين .. طبقة العندهم ديل يتعلموا و يتعالجوا و يحصلوا على كل شئ لانهم عندهم .. و الما عندهم ديل ياكلوا نيم ..؟؟ ولو مرضوا الله يعينهم و يتعالجوا بالقرض .. و بدل المواصلات يمشوا كدراوية او بحمارسيدس لو عندهم كمان .. ؟
لسنا هنا بصدد الكتابة عن الفضائل فى مقابل الرذائل .. و عن التكافل الاجتماعى الذى اظن جازما ان غيرى اقدر منى على الكتابة فيه .. بل اكتب عن
الانفلات الاعلامى .. و عن الباس المصالح الشخصية ثياب عمل الخير.. بدون ان تكون هنالك نية حقيقية .. اكتب عن اشخاص لا يلتفتون الى كرامة ذلك الانسان
الفقير.. بل لا يظنون فى الاصل ان لهم كرامة ينبغى ان تصان .. لذلك فهم يتصرفون بلا انسانية تجاههم .. بل و يتخذونهم وقودا لتلميع صورهم للوصول لشئ ما
دنيوى .. و بدون ان يلتفتوا الى شئ انسانى انكسر تحت اقدامهم خلال الطريق الى ذلك الهدف الدنيوى و هو انسانية ذلك المحتاج الذى يقف امامهم و يتاجرون
بالامه و معاناته .. وانه بنى ادم مثلهم رمت به الظروف و غدر به الزمان .. جعلته يرضى بهكذا موقف .. وان له ايضا احاسيس و مشاعر .. ؟؟
للاسف تلك الفضائيات تقدم شيئا اشبه ما يكون بالمزاد المفتوح لاعلى سعر للمتاجرة بالام الناس .. و باوجاع الناس .. و باحزان الناس .. الناس الذين ظنوا ان من
حقهم العيش بسترة و امان فى مجتمعهم .. لكن تلك الفضائيات ايقظتهم من احلامهم الوردية .. و بل صفعتهم على وجوههم بالحقيقة المؤلمة و المرة بانه لا يوجد
شئ مجانا يعطى للانسان السودانى فى زمان الانقاذ هذا .. زمن الانكسار .. و زمن الذل و المهانة .. زمن اعدام الكرامة فى الانسان السودانى .. ؟؟
عمل الخير فى هذا الزمن الاغبر صار محتاجا الى فضائيات و كاميرات ترافق ذلك المسؤل او تلك المسؤلة .. ففى هذا الجانب تبث نظرات الانكسار ة الاذلال
من عيون ضحايا السياسيين و مدعى التدين .. و فى الجانب الاخر هناك ترى المسؤل او المسؤلة مكتنزين لحما و شحما .. و الابتسامة الصفراء للكاميرا و هم يمنون على ذلك البائس الفقير .. وصاحب الحاجة ذاك ..و تلك الام المكلومة .. الذين اجبرتهم ظروف هذا الزمن العجيب ان يضطروا للوقوف امام
هؤلاء المتلونين المتاجرين بالدين و بالام الناس .. و اوجاع الناس .. هؤلاء الذين لم يقراوا قوله تعالى:( يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الاذى ) و
و لم يسمعوا بقصص ابو بكر الصديق و عمر بن الخطاب خريجى مدرسة محمد (ص)الذين كانوايتسابقون فى الظلمات من الليل خشية ان يراهم الناس و هم
يقومون بفعل الخيرات .. و قصة تلك العجوز التى كان خليفة رسول الله (ص) ابوبكر الصديق رضى الله عنه يقوم بخدمتها يوميا و عندما مات ابوبكر و تولى عمر الخلافة بعده حذا عمر حذو ابوبكر الا ان تلك العجوز اكتشفت من اول مرة بان الذى خدمها اليوم غير الذى كان يخدمها من قبل و القصة معلومة لدى الجميع .. و بامكان من يريد الاستزادة الرجوع الى قصص صحابة النبى ( ص ) ة تفانيهم فى فعل الخيرات .. ؟؟
السؤال المطروح لماذا يريدون القضاء على القيم السودانية الجميلة .. قيم الاباءوالشموخ و عزة النفس التى اشتهر بها السودانيين .. من اجل الاستمرار فى الحكم باسم الدين و الدين منهم براء .. فقد تبرا من افعالهم ابليس نفسه و ترك لهم السودان بما فيه .. لعن الله الكرسى .. و الجالس عليه بدون حق ..؟؟
حمد مدنى
[email protected]
أحدث المقالات

روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
  • سد النهضة بين قضية الديمقراطية ومرحلة ما بعد إنشائه بقلم محمود محمد ياسين
  • باريس - لبنان .. أنجلينا جولي - أحلام بقلم محمد رفعت الدومي
  • بوتين في سوريا... حرب برائحة (الغاز) بقلم كرار أنور ناصر/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية
  • الموارد المالية والتنمية البشرية الخدمات بواقع الممارسة بقلم الأمين أوهاج
  • السودانى فى مصر و(الاستفحال) الأخوانى فى السودان!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • الشرم وباريس تخويف أوروبا بقلم د. أحمد الخميسي
  • المرا لو بقت فاس بتشق اكبر راس!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • (لا تسافرلمصر) المقاطعة الشعبية لأستعادة الكرامة المفقودة بقلم المثني ابراهيم بحر
  • قف.. أمامك فخ ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • مصر التي أحب..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • شاعرة وسياسي !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • نظرية الخروف... نُشر من قبل
  • التصريحات والتصريحات المضادة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • إيران ومجزرة باريس بقلم علي احمد الساعدي
  • طبول وهلوسات بقلم الحاج خليفة جودة
  • التطرف الديني عدوة السلام والبشرية بقلم سعاد عزيز
  • صور موثقة لتعذيب السودانيين بمصـر بقلم مصعب المشرّف
  • التجمع والإيقاد، الثورية والآلية ... أم الكلب بعشوم بقلم ابراهيم سليمان
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (38) إرادة الفلسطينيين وعجز الاحتلال بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي