فيسبوك والعلم الفرنسي، لكن ما هي رمزية الصور فى طوابع البريد السودانية؟ د. أحمـد هاشـم

فيسبوك والعلم الفرنسي، لكن ما هي رمزية الصور فى طوابع البريد السودانية؟ د. أحمـد هاشـم


11-18-2015, 06:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1447824589&rn=0


Post: #1
Title: فيسبوك والعلم الفرنسي، لكن ما هي رمزية الصور فى طوابع البريد السودانية؟ د. أحمـد هاشـم
Author: أحمد هاشم
Date: 11-18-2015, 06:29 AM

05:29 AM Nov, 18 2015

سودانيز اون لاين
أحمد هاشم-
مكتبتى
رابط مختصر

قد يتساءل القارئ ما مدلول الصورة على طابع البريد وألوان العلم؟ تستخدم النظم الحاكمة قوة الرموز والصور والألوان لتأطير الهوية والأيدلوجية للسلطة لتحتل مساحة التفكير لدى الشعب ويقبلها كجزء من مكوناته الثقافية والوطنية، مثلاً ألوان العلم وشعار الدولة فى العملات وألوان الخطوط الجوية الوطنية وحتى الموسيقى والأناشيد الوطنية على موجات الأثير (لاحظ التغيير الذى طرأ على الهوية والآيدولوجية السودانية فى فترة المشروع الحضارى لحكومة الإنقاذ: التماثيل والآيات القرآنية فى دوار المرور وطلاء أبواب المتاجر باللون الإسلامى الأخضر الفاتح وقطع أشجار اللبخ وزراعة أشجار النخيل والعباءة النسائية السوداء).
يعتمد البحث العلمى فى تحليل الرمزية والمضمون الصوري للأعلام وطوابع البريد بإستخدام وسائل بحثية معروفة لتحديد رؤية وتوجهات النظم الحاكمة فى فترة معينة من التاريخ. عمدت دراسة مايكل كيفن (2008) فى مقارنة وتحليل رمزية صور طوابع البريد فى بوكينا فاسو والسودان لتشابه التاريخ السياسى بين البلدين. حكمت الثورة المهدية السودان منذ عام 1885 إلى عام 1898 تلاها الحكم الإنجليزى المصرى الذى إنتهى بالإستقلال عام 1956. بالمقابل كانت بوركينا فاسو جزء من مملكة مركزية يرجع تاريخها لعام 1300م، ثم إنتهت بالإحتلال الفرنسى للإقليم عام 1898 ضمن إقليم غرب إفريقيا الفرنسى المسمى بالسودان. وفى عام 1919 كون الفرنسيون مستعمرة فولتا العليا التى إستقلت عام 1960 وأعيد تسميتها بوركينا فاسو عام 1983. سيطر الحكم العسكرى على البلدين بعد فترة وجيزة من الإستقلال ولم تستقر فى أى منهما حكومة ديمقراطية منذ ذلك التاريخ. سوف نركز فى هذا الموضوع على الجانب السودانى للدراسة والتى خلصت إلى بعض النتائج التالية:
أصدرت الحكومة السودانية بعد الإستقلال نسخ طوابع بريدية تصور الخرط والشعارات الوطنية تلتها طوابع تمجد إتحاد البريد العربى. كما صدرت فى الفترة العسكرية الأولى طوابع تحمل صورة جندى يصافح مزارعاً وتلتها طوابع تحتفل بإفتتاح مبنى جامعة الدول العربية بالقاهرة. وظهرت الجامعة العربية فى طوابع البريد فى أعوام 1962، 1967 و 1972 كما ظهر إتحاد البريد العربى للمرة الثانية عام 1964 ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1967. ظهرت الرموزالثقافية الشمالية فى فترة ما قبل الإسلام ست مرات إبان فترة الحفريات التى سبقت بناء خزان السد العالى وذلك تخليداً للقبائل النوبية الشمالية التى غمرت أراضيها مياه بحيرة السد العالى. بهذا يمكن إستنتاج أن الطوابع البريدية التى صدرت فى السودان فى العشر سنوات الأولى بعد الإستقلال سعت إلى تأطير وترسيخ الهوية العربية للدولة. وقد إتضح للضباط الجنوبيين الذين تمردوا فى عام 1955 أن زملائهم من النخبة الشمالية إختاروا هوية السودان العربية دون أى إعتبار للهوية الجنوبية الأفريقية وزاد هذا الأمر تأكيداً عدم تمثيل أى شخصية أو رمز ثقافى جنوبى فى طوابع بريد الدولة الوليدة.
ظهرت أول صور للمؤسسات الأفريقية على الطوابع البريدية السودانية فى صورة بنك التنمية الأفريقى عام 1969 وإتحاد البريد الأفريقى عام 1972. وبهذا يمكن إستنتاج بأن نسبة الهوية العربية للأفريقية تمثل 2:7 تباعاً، بحلول عام 1972. (بالرجوع لصور "النخيل والجمل" فى الطوابع والعملات الورقية والنقدية فهى بالطبع تُمثل رمز الهوية العربية الإسلامية التى رفضتها النخبة الجنوبية وقد تكون إحدى الأسباب التى أكدت شكوك الضباط الجنوبيين فى نوايا النخبة الشمالية مما دفعهم للتمرد عام 1955م).
أصدرت الحكومة الديمقراطية بقيادة الصادق المهدى مجموعة من الطوابع البريدية خلدت النسخة الأولى ذكرى شهيد المظاهرات الطلابية أحمد القرشى. كما خلدت ذكرى زعماء ما قبل الإستقلال، الصديق المهدى، عبد الله الفاضل المهدى، محمد نور الدين، أحمد يوسف هاشم وأحمد المرضى.
بعد إنقلاب مايو عام 1969 صدرت نسخة من طوابع البريد تحمل صورة القائد جعفر النميرى فى الواجهة وصور الشعب فى الخلفية. ويحكى أن هذه النسخة من الطوابع تم إستدعائها يوم صدورها لأن صورة نميرى ظهرت بلون داكن وكانت الصورة الخلفية للشعب مظللة. وبعد بضعة أشهرتمت إعادة إصدار الطوابع التى بدت فيها بشرة النميرى بلون فاتح والشعب باللون الأبيض. فى خلال فترة النميرى الطويلة نسبياً صدرت ستة نسخ من الطوابع أحدها صورت صيد الأسماك فى السودان فى يوم الغذاء العالمى. لم تشمل الدراسة الطوابع التى صدرت بعد عام 1989 فى فترة حكم الإنقاذ الوطنى التى تدهورت فيها خدمات البريد السودانى.

خلصت الدراسة أن رمزية صور البريد فى السودان و بوركينا فاسو أخذت كل منهما طريقاً مختلفاً فى تمثيل الوطن. ركزت طوابع البريد السودانية على تأطير سياسة المركز وهيمنة نخبة الخرطوم وتأكيد الهوية العربية الإسلامية. فى المقابل ركزت طوابع البريد فى بوركينا فاسو على تمجيد الشعب فى صورالحرفيين والفنانين والأدباء واحتفلت بالتعدد العرقى والتنمية. صورت طوابع البريد السودانبة هيمنة نخبة الشمال على السلطة العسكرية والديمقراطية فى الخرطوم، بينما عكست صورطوابع بوكينا فاسو صورة وطن متعدد الأعراق ومبنى على التنمية.
خاتمة: لم تُخلد طوابع البريد السودانية على مدى خمسون عاماً بعد الإستقلال أى شخصية من جنوب السودان. وهذه حقيقة مرة تقطع كالسكين فى عقلية النخبة الشمالية بكل أحزابها وأيدلوجياتها وعساكرها الذين لم يرق لهم خيار الإنفصال من النخبة والشعب فى الجنوب على حد سواء. إذا نظرهؤلاء المثقفون للسودان من وجهة نظر مواطن جنوبى يعيش فى أحد هياكل عمارات الخرطوم، عندها قد يروق لهم خيار شعب الجنوب كنتيجة عمل دؤوب وصبور بدأ منذ تسطير الأحرف الأولى لهوية السودان التى رمز لها أول طابع بريد سودانى يحمل صورة الجمل والنخيل فى عام 1898م.
نُشر المقال في مارس 2011







أحدث المقالات
  • سد النهضة الأثيوبي العظيم: فرصة للتعاون واقتسام المنافع بين دول حوض النيل الثلاثة –أثيوبيا والسودان
  • من يكسب رهان التنمية: الأحزاب السياسية أم المبادرات المجتمعية؟ بقلم ندى أمين
  • دي حقارة تخلّي الزول يسِّل سكينة ضراعو! بقلم عثمان محمد حسن
  • الصورة الفظيعة.. في المحكمة! بقلم هاشم كرار
  • الما بتضوقو ايدك ما ببقا نديدك بقلم شوقي بدرى
  • الما بتقدر عليه ...... احفر ليهو .... بس قلل الحفرة بقلم هاشم محمد علي احمد
  • مصر يا أخت بلادي .. يا شقيقة بقلم بهاء جميل
  • مفاعل نووية سعودية بشرق سودان؟ا بقلم د. ابومحمد ابوآمنة
  • أبرد .. الحـساب ولـد بعدين ! . ( 1 / 3 ) . بقلم . أ . أنـس كـوكـو
  • الحوار وما ادراك ما الحوار والكرسى الدوار
  • إجهاض مقترح الحكومة الإنتقالية.. لماذا؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • القيادة المكلفة في الحركة الشعبية تختبئ وراء أقلام كلابها الضالة...
  • هؤلاء عرفتهم ! مصطفى أبو العزائم مبدع صحفى بشر كلا لا وزر !
  • دفيء غيرك بقلم الفاتح جبرا
  • تايه بين القوم : الشيخ الحسين....... بلاتر والترابي وحسين خوجلي. وجون هاوارد
  • الشاعر الروسي أليكسندر كبانوف Alexander Kabanov
  • حملة النظام السوداني وتنظيمه الدولي ضد مصر
  • ازمة الجالية السودانية بمصر - وقصة توم وجيرى !!!!
  • إبحثوا عن بٶرة التطرف الديني و الارهاب بقلم يحيى حميد صابر
  • كيف يعمل الجهاز السري لحماية النائب الأول للرئيس بقلم جمال السراج
  • طحن الحقائق..!! بقلم الطاهر ساتي
  • يرحمك يا (ريس)! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ولكن قميصهم قد من دبر..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • كفانا هواناً أمام مصر ! بقلم الطيب مصطفى
  • الأطباء والخيّرون والصحة
  • العلاقة بين مصر والسودان إلي اين..؟
  • المعارضة و الحكومة والشعب..
  • القهـر تحت ظِل العلاقات الازليه !!
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ أجندة التلفزيون الأسترالي
  • التربيه والتعليم فى ولاية شمال كردفان .... حالة موت إكلينكى فى إنتظار رصاصة الرحمه
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (36) أهلاً بكم وسهلاً في فلسطين
  • آية الله أبو الطين

  • بيان مبادرة المجتمع المدني حول سدود دال وكبجار والشريك
  • بيان مهم من المكتب السياسى-الحزب القومى السودانى
  • تصريحات رئيس التجمع العالمي لنشطاء السودان حول الهجمات الإرهابية على العاصمة الفرنسية باريس
  • برلمانيون يطالبون بمحاكمات علنية للمتورطين في أحداث سبتمبر
  • سكان الجريف شرق يبدأون إعتصامهم من جديد
  • الحكومة تهدد باتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ كرامة السودانيين بمصر
  • وزير العدل: 176 مقبوض عليهم لدى جهاز الأمن بتهم التهريب وتجارة البشر

  • Khartoum calls on Egypt to investigate abuse of Sudanese people
  • Hassabo Calls on People of Darfur to Mobilize Energies for Rehabilitation in South Darfur State
  • Sudanese man at risk of court-ordered amputation of right hand for theft after unfair trial
  • Unicef reports children starving in eastern Sudan
  • Bakri and Musa Discuss Number of Important Issues
  • Five eastern Sudanese kidnapped by Ethiopian gunmen
  • Headlines of Khartoum Newspapers on Nov 17