الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (36) أهلاً بكم وسهلاً في فلسطين

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (36) أهلاً بكم وسهلاً في فلسطين


11-17-2015, 00:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1447717269&rn=0


Post: #1
Title: الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (36) أهلاً بكم وسهلاً في فلسطين
Author: مصطفى يوسف اللداوي
Date: 11-17-2015, 00:41 AM

11:41 PM Nov, 17 2015

سودانيز اون لاين
مصطفى يوسف اللداوي-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر

فوق أجواء مدينة القدس المحتلة التي كانت تمور بالأحداث، وتشتعل بالمواجهات، وتدور في شوارعها مطارداتٌ بالسكاكين والسيارات، وتغص بالجنود الإسرائيليين والسيارات العسكرية، ورجال الشرطة والخيالة، والمستوطنين والمتدينين والطلاب اليهود، وآلاف الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى مسجدهم الأقصى، أو العبور إلى بوابات الحرم، وشهداءٌ وجرحى ومعتقلون، وحوادث طعنٍ ودهسٍ، وحالة غضبٍ وثورةٍ، وقبل قليلٍ من وصول الطائرة الأسبانية إلى مطار اللد القديم وسط فلسطين المحتلة، وبينما هي تتهيأ للهبوط على مدرج المطار، أعلن قائد الطائرة الأسبانية عن قرب هبوط الطائرة في مطار اللد، ورحب بكلماتٍ واضحةٍ وبلغةٍ سليمةٍ مفهومةٍ بركاب طائرته قائلاً "أهلاً وسهلاً بكم في فلسطين".

ران صمتٌ شديدٌ على ركاب الطائرة، وأغلبهم من الإسرائيليين العائدين من رحلةٍ لهم في أسبانيا، وبدأوا في الالتفات إلى بعضهم البعض، فقد عقدت تحية قائد الطائرة، الواضحة الحروف البينة الكلمات الصريحة المباشرة ألسنتهم للحظاتٍ، ظنوا خلالها أن طائرتهم قد أُختطفت، وأن الصوت الذي سمعوه كان صوت خاطفي الطائرة، وأن الخاطفين بالتأكيد عربٌ أو فلسطينيون، وأنهم قد تمكنوا من اختطاف الطائرة وركابها، وأنهم الآن فيها رهائن بين أيديهم، وقد لا يكتب لهم الحياة.

الإسرائيليون العائدون من أسبانيا وأوروبا يتابعون أخبار الانتفاضة وحرب السكاكين، وقد شاهدوا صور مواطنيهم ومستوطنيهم وهم يفرون مذعورين، ويتحركون خائفين، فالسكين تلاحقهم، والسيارة تطاردهم، والموت يتربص بهم طعناً أو دهساً، وهم قد سمعوا استغاثات رئيس حكومتهم رغم تهديداته المتكررة، ووعوده الكبيرة، إلا أنه لم يستطيع أن يخفي خوفه من حجر الانتفاضة الذي قد يكبر، وإن كان الحجر منذ الساعات الأولى قد استحال سكيناً تطعن وتقتل، لهذا فقد ظن ركاب الطائرة أن الأمور كلها قد تغيرت في الساعات القليلة الماضية التي قضوها في رحلتهم، وأن مطار اللد والعاصمة القدس والمراكز الرئيسة قد سقطت في أيدي المقاومة الفلسطينية، ولم يعد جيش كيانهم يحميهم ويدافع عنهم، وإلا لماذا يرحب قائد طائرة دولةٍ صديقةٍ بهم في فلسطين، وليس في إسرائيل.

لم يدر في خلد الركاب الإسرائيليين أبداً أن هذه الكلمات قد صدرت فعلاً عن قائد الطائرة الأسبانية التي أقلتهم من مدريد، وتساءلوا بحيرةٍ وقلقٍ، ربما هي مزحةٌ ثقيلة، أو مقلبٌ سمجٌ، أو دعابة غير مستظرفة، أو أي شئٍ آخر إلا أن تكون حقيقة وليست خيالاً، مسحوا بأيديهم وجوههم، فركوا عيونهم، هزوا بعنفٍ رؤوسهم، علهم يستيقظون من نومهم، أو يفيقون من سباتهم، ليتخلصوا من هذا الكابوس الذي باغتهم، والحلم المزعج الذي راودهم، ولكن ما سمعوه كان حقيقةً هو صوت قائد الطائرة، الذي بدا واثقاً غير مضطرب، ولم يكن واقعاً تحت التهديد أو الضغط، فطائرته غير مختطفة، ولا يوجد على متنها إرهابيون أو خاطفون.

أدرك الإسرائيليون في الطائرة وفي الكيان والصهيوني وخارجه، كما أدركت الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، أن هذه هي الانتفاضة الفلسطينية، وما حدث في الطائرة الأسبانية ليس إلا إحدى ثمارها وبعض نتائجها الطيبة، ولن يتوقف الحصاد عندها بل سيتلوه آخر، وقد يكثر الجنى ويتضاعف القطاف ويتشجع الزراع، فيبذلون المزيد من الجهد، ويمضون في الانتفاضة إلى أبعد مدى، فقد تبين لهم أنها مجدية ونافعة، وأنها تثمر وتورق، وأن خيراتها أكثر بكثيرٍ من التسول والحوار، ومن الذل والمفاوضات.

كم نحن بحاجةٍ إلى استعادة ثقة العالم والشعوب بنا، فقد كانت القضية الفلسطينية هي قضية الشعوب كلها، يحملها أحرار العالم، ويقاتل في سبيلها المناضلون من أجل الحرية، والساعون إلى حقوق الإنسان، ولا يتأخر عن تأييدها أحد، العرب يمدونها بالمال والرجال، ويفسحون لها المجال، ويفتحون لها الأبواب، وكثيرٌ من دول العالم ترحب بها، وتفتح في عواصمها سفاراتٍ لها، ومنها من كانت تمد الثوار وفصائل الثورة الفلسطينية بالسلاح والعتاد، وتدرب رجالهم، وتؤهل كوادرهم، وتتيح لهم المجال لاكتساب الخبرات، وتطوير الطاقات، والاستفادة من قدرات البلاد.

فلسطين كانت على كل لسان، وتسكن في كل قلب، ولها عند الكثير مكانة ومنزلة، ممن كانوا يتمنون أن يقدموا لها شيئاً، أو أن يساهموا في مسيرة تحريرها بجهدٍ أو عطاء، وقد ضحى كثيرون في سبيلها بحريتهم وأرواحهم، وخسر غيرهم ممتلكاتهم ومناصبهم ومراكزهم الرسمية، ذلك أنهم كانوا يعتقدون أنها قضية حق، وأنها تمس شعباً مظلوماً، وتتعلق بدولةٍ ظالمةٍ معتدية، وتعلقت قلوب الكثيرين من العرب والمسلمين وغيرهم خلال الانتفاضتين الأولى والثانية بفلسطين وشعبها، حتى غدا حجرها رمزاً، ومقلاعها شعاراً، وبات شهداؤها أقانيم يقدرونها ويحترمونها، وقد أطلقوا على شوارعهم وما يخصهم أسماء الشهداء، وكنى الأبطال والأطفال.

اليوم تعود الانتفاضة من جديد، ويعود معها المناصرون والمؤيدون، والمحبون والمساندون، من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ومن المؤيدين والمناصرين الدوليين والأمميين، ومنهم قائد الطائرة الأسبانية الذي خسر جزءاً من مكتسباته، وربما عوقب على ترحيبه، وحرم من رحلاتٍ غيرها.

إنه وغيره كلهم أمل أن تثمر هذه الانتفاضة خيراً، وأن تقود إلى النصر، وأن تصنع دولةً، وأن تعيد الشعب وتنهي معاناته، وتضع حداً لأحزانه، وتتمكن من تحرير أبنائه المعتقلين وأسراه المختطفين، فهذه الانتفاضة مباركة ومقدسة، وهي قادرة على تحقيق ما نحلم به ونصبو إليه، وهي إذ يحبها الفلسطينيون، ويتطلع إليها العرب والمسلمون، فإنها تخيف العدو وحلفائه، وترعب مستوطنيه ومؤيديه.

هل يدرك الفلسطينيون قيمة مقاومتهم، وقدر انتفاضتهم، وحجم الأمل المنوط بها، والرجاء المتعلق فيها، ومدى حب الأحرار لها، وتمسك المخلصون بها، وحرصهم على أن يكون لها شأنٌ ودور، وألا تكون مجرد عنفٍ وتضحية، بل عطاءٌ يستتبع نتيجةً، وبذرٌ يستنبت الشجرَ ويعطي الثمر، فيعملون على استمرارها وانتشارها، وصمودها وثباتها، وقوتها وشدتها، ويبتعدون عن كل ما يضعفها ويهددها، ويقلل من فرص نجاحها وعوامل استمرارها، وليس أكثر خطراً على الانتفاضة من الفرقة والانقسام، والخصومة والاختلاف، وهذا ما لا يحبه المخلصون لنا، والمؤيدون لقضيتنا، فهل نبرهم ونفرحهم فنتفق، أن نفجعهم ونحزنهم فنعمق انقسامنا، ونؤسس لخلافاتنا، ونئد بأنفسنا انتفاضتنا، ونخنق بأيدينا حلمنا.

بيروت في 17/11/2015

https://www.facebook.com/moustafa.elleddawihttps://www.facebook.com/moustafa.elleddawi

[email protected]

أحدث المقالات

  • أمن بمطار الخرطوم يدقق في قائمة العائدين من اجتماعات باريس
  • اعتصام لطلاب تربية بجامعة الخرطوم
  • كاركاتير اليوم الموافق 16 يونيو 2015 للفنان عمر دفع الله عن مشاركة السودان فى حرب اليمن
  • ازمة مياه وكهرباء حادة بالحلة الجديدة
  • الدكتور شعراني يتقدم بدعوي دستورية..على خلفية ضحايا كمائن أم دوم.. ضد وزير الداخلية ـ النائب العام ـ
  • اعتقال ( 7 ) من طلاب رابطة دارفور بالخرطوم
  • أسرة الشهيدة سارة عبد الباقي تدفع يطعن دستوري
  • وزيرة الدولة بوزارة الصحة تؤكد وجود حمى الضنك بولايات دارفور الخمسة
  • خبراء:الانظمة السلطوية غير مؤهلة لاقامة حكم راشد
  • حسبو يؤكد حرص السودان علي تعزيز علاقات التعاون مع اثيوبيا
  • البرلمان يفشل للمرة الثانية في حل أزمة الموسم الكروي
  • سفير السودان في القاهرة: لا علم لي ولا علاقة بعقد الجرافات
  • خبراء ..الحكم الراشد وتعزيز حقوق الانسان يحتاج الي اصلاحات قانوينة وامنية
  • سفارات دول الاتحاد الأوروبي تخفض أعلامها في الخرطوم بسبب الهجمات الإرهابية بباريس
  • محمد أبو عنجة أبوراس: لسنا طلاب سلطة.. نحن صوت مواز.. جئنا إلى السودان للتعامل مع أي شيء موجب يفيد ا
  • مهرجان الفيلم الأوروبي ينطلق في الخرطوم
  • اليونسيف: «6%» من أطفال السودان يموتون بأمراض يمكن تجنبها
  • السلطات الأمنية توقف د. مريم المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي في مطار الخرطوم
  • برلمانيون يطالبون بالتحقيق حول دفن نفايات بالشمالية
  • الإمام الصادق المهدي ينعي رئيس وزراء اليمن الأسبق عبد الكريم الأرياني
  • الموتمر الدوري الثالث لتضامن أبناء الفور بالولايات المتحدة الامريكية ولاية جورجيا أطلنطا
  • هيئة علماء السودان: لن نقبل بأن يكون الرئيس علمانياً
  • القوات المصرية تقتل 15 سودانياً قرب الحدود مع إسرائيل
  • اعلان موقف - الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة


  • الدول الأنموذج (1 من 2)
  • المرحلة الانتقالية لإنجاز الحل السياسي القومي
  • النهاية الوشيكة لداعش (هل ستضرب الحية الداعشية على رأسها أم على ذيلها ؟ )
  • التنمية في أفريقيا - أبديجان (1)
  • فيم الحوار وعلى ماذا ؟!
  • وادرك الحالمين الصباح ، فسكتوا عن الكلام المباح !
  • الدم المهدور من المسؤول ؟
  • كيف تترجم عبارات و سلوك البشر عبر قاموس (لغة الجسد ) ؟
  • حبّوبة تراجِى لا تفّْهم في اُمْور السِياسة دعُوها إنَّها فتَّنة ...!
  • نسخة إحتجاج السفارة السودانية للخارجية المصرية
  • لهذا السبب يموت المبدعون في بلادي..!!
  • هي أحداث أنا حضرتها وأحكيها بتجرد بقلم بلال زكريا بلال
  • التأمل فى واقع الحوار المرتجى
  • اتفاقية السلام فى ظل حوار حيران الانقاذ
  • برلمان عاطل
  • إنقلاب الرقيب أول عبدالحليم!
  • مشاهد السقوط تتكرر..!
  • استطلاع رأي فلسطيني لا يجامل
  • السياسي السوداني غير وطني؟؟؟ وماهو الحل؟
  • مرحلة ما بعد الجبهة الثورية..!!
  • منتج (خبيث) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • سيقا تعقب (التحكيم فاشل ) بقلم عمر عشاري أحمد
  • بين البرلمان والموظفة الأمريكية!
  • الحركة الإسلامية والبناء على شفا جرف هار
  • زهد أمين حسن عمر : ياأخي صدقنا!!
  • الحل في النهضة والتنمية..
  • جامعة ميسوري: بأية حال عدت يا عنصرية؟ (1-2)
  • نائب البشير ، حسبو محمد عبد الرحمن و الغاء الروابط و الاندية الجهوية
  • الكنداكة, وعاموراء!!! شعر نعيم حافظ
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (35) النفير الإسرائيلي العام بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • 15 Sudanese killed, 8 injured while trying to cross into Israel from Egypt
  • European Union Embassies lower their flags in Khartoum because of Paris terrorist attacks
  • El Mahdi: Sudan’s opposition opts for silent uprising
  • European Film Festival Kicks off in Khartoum
  • Sudan govt. should remove all press restrictions
  • ICC Prosecutor Fatou Bensouda issues OTP Strategic Plan (2016-2018)
  • Dialogue Mechanism: some leaders of Armed Movements to join dialogue during coming days
  • Sudan’s Nubians speak out against more dams
  • Headlines of Khartoum Newspapers on Nov 16
  • Sudanese govt. urged to investigate nuclear waste dumping