أتوق لبوق الديك البلدي يطلقه قبيل طلوع الفجر ذاك الفحل شهم وغيور يزيح والدي الغطاء عن جسد نحيل إستسلم زمانا لتعب الأمس كفاه تغوصان في ماء فاتر يتدلي من حنفية قديمة طرقاته علي الرأس توقظنا لم تكن العصاة غليظة ولم تصحبها جزرة نتقلب في كنفه حيث نشاء يهرول إلي مسجد الحي يصلي تختلس أعيننا خطواته الثابتة وقد نصحو لبعض حين نسكب الماء في ناحية من مرقدنا نخادعه بالطين في الشتاء يحلو النوم أسفل الغطاء من تهوي يقاسمك طيفها متعة التقرفص ربما يصير جسدها إلي وسادة أمك توزع كونشيرتو الصباح آلات نفخ من نحاس تدوزن نثارات الشاي تتصاعد الأنغام بخارا تنقرش أصابعها أواني الزجاج كركبة من كلما فج عميق زرافات نحج إلي مسرح حوش واسع نظفته أيادي البنات القابضات علي المقاشيش وجمر إنتظار العريس يغضضن أبصارهن وتغطي رؤوسهن طرح ملونات تفك حنجرات الجيران ريقها بإلقاء تحية الصباح أذناك نافرتين تتنصتان صوتها من بين ذلك الضجيج جوف المذياع يبث البشريات يبدأ تراتيله بآيات من الذكر مشهودات نستبق باب الحمام بسطل وفي اليد الأخري ملابس وبشكير وصابون كتائب من المشاة تغزو دروب المدارس حقائب من قماش الدمور تتأرجاح كبندول الساعة في هدوء النيل أصوات تتداخل والضحكات طابور الصباح غياب الأمس دفتر العيادة شكاوي المشاجرات إهمال الواجبات أعذار واهية عقوبة الجلد مكتب المدير برندة الوكيل وقع أقدام أبو الفصل الحصة الأولي تطول تربكنا الأرقام يفزعنا إعراب الأفعال مدفع الفطور يريح الأعصاب فسحة ثانية للعقول جرس النهاية يبتلع صليله الصرخات البيوت...البيوت...البيوت نسلك ذات الدرب نعود بطانا لا نشكو حر الصيف العرق يلطف الأجواء يبدل اليوم إزارا بإزار يرتدي النهار وظل الجدار في ركن قصي يثرثر الراديو يشدو ويهتز يزورنا المساء يلطف الهواء وتسمع يا كديسة سكي الفارة أم بيوض بيوض بيض لي السمبرية أم قدوم أرنب نط ...تراني بنط أم جلكوك يوم طهروك يا حاجة أدونا فندكم شليل وين راح...أكلو التمساح نبكي بلادا غدت عظاما رميما إستبدلت حروفها علامات التعجب سبحان من يحيها!!!!!!! سبحان من يحيها!!!!!!!