يربح الشيوعيون بالاستنارة والتسامح بقلم عبد الله علي إبراهيم

يربح الشيوعيون بالاستنارة والتسامح بقلم عبد الله علي إبراهيم


11-06-2015, 06:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1446787941&rn=0


Post: #1
Title: يربح الشيوعيون بالاستنارة والتسامح بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 11-06-2015, 06:32 AM

05:32 AM Nov, 06 2015
سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى




(كلمة أرشيفية من باب "مع ذلك" بجريدة الحرطوم 14 سبتمبر 1988)
كتب أحدهم يقول بأن فيضان 1946 وسيول 1988 هما تحذير من عنده تعالى لأننا سمحنا للحزب الشيوعي أن ينشأ بيننا وأن يحتفل بتلك النشأة في أربعينها هذا العام. وربط آخر بين احتفال الحزب الشيوعي بأربعينه واحتفال السفارة الأمريكية باستقلال أمريكا في شهر واحد. ويوحي هذا بشيء من عمالة الحزب الشيوعي أو ما يشبهها.
هذه ركاكة عجيبة تُهدر فيها رجاحة العقل بالكلية. وفيها مؤشر لما يمكن أن تبلغه العقول الصغيرة من سقط التحليل وغلواء العداء. ولا سبيل إلى حرب هذه الركاكة إلاّ بنشر الاستنارة والتسامح. وهي معان للأسف لا يوليها حتى الحزب الشيوعي (الخاسر الأكبر من سيادة الجاهلية والتعصب) اهتمامه الدقيق.
إن المكابر وحده الذي لا يثني على المعرض الجيد الذي أقامه الحزب الشيوعي في عيده الأربعين. والمعرض في صورته هذه إضافة مقدرة للتقليد الوثائقي الذي تميز به الحزب في حياتنا السياسية. فلقد سبق للحزب إصدار كتاب "ثورة شعب" (1965 وطبعة خاصة محققة 2014). وأضحى مرجعاً معتمداً في نضال شعبنا ضد الديكتاتورية الأولى. كما نشر المرحوم محمد سليمان "اليسار في عشر سنوات" وجمع فيه وثائقه لسنوات 1954 إلى 1963. .
إن أفضل الديمقراطيات ما بُني على حس بالتاريخ لا حكمة منه كما هو القول الشائع. وأفضل حس بالتاريخ ما انبنى على وعي دقيق بمنزلة الوثائق وخطرها. ومما يُحْمَد للحزب تنمية هذا الحس على أنه الحزب الأكثر خسارة في وثائقه من جراء حالة الطواريء السياسية التي عاشها أكثر تاريخه.
لم تعجبني مع ذلك الطريقة "الحزبية" التي سجل بها الشيوعيون تاريخهم. فقد رتبوا المعرض بصورة تطابق فيها تاريخ حزبهم مع تاريخ العقيدة "الصحيحة" المجازة فيه. فتاريخ الحزب باختصار هو تاريخ من استشهدوا فداء العقيدة الصحيحة، أو ما زالوا يجاهدون لأجلها. فلم أر مثلاً موضعاً في المعرض للسيد أحمد سليمان أول وزير شيوعي في السودان أو في الإمبراطورية البريطانية كما يروى أنه قال لملكة بريطانيا حين زارت السودان. وتكرر حذف الأدوار بالنسبة للسيدين عوض عبد الرازق (غير أنه إنتهازي) وعمر مصطفى المكي رحمهما الله وأحسن إليهما.
يخل هذه الترتيب الأحادي للمعرض الأربعيني بالحس التاريخي. وهذه نقيصة كبرى في حركة كالحزب الشيوعي تزعم أنها تاريخية أي أن نصرها إملاء تاريخي.


أحدث المقالات
  • لا للحوار مع الشيطان..! بقلم الطيب الزين
  • فصل من فصول معاناة ستات الشاي ! بقلم عبد العزيز التوم ابراهيم
  • الشعر والسيف للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • اعادة تشخيص أزمة الاحتقان المروري والحلول المطلوبة لخفضها
  • الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....8 بقلم محمد الحنفي
  • رسالة إلى صاحب الوقت: محمد المكي إبراهيم بقلم أحمد محمد البدوي
  • توطين الفساد ,القضاء هو المضغة التي في الجسد اذا فسدت فسد الجسد كله بقلم المثني ابراهيم بحر
  • nation at risk !!! أمة في خطر !!! بقلم الرازي محمدين
  • وهّم.. الحكومة الإنتقالية!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • هل تذهب كسلا في قفا الفشقا بقلم عباس خضر
  • للصمت العربي ثمنه بقلم نزار جاف
  • التعليم المصري يضع صفرا لتوفيق الحكيم! بقلم د. أحمد الخميسي
  • حكاية أبو القُنْفُدْ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • ملامح التسوية السودانية القادمة بقلم بابكر فيصل بابكر
  • ابرد .. في صوت طلقة ودبابة ! ( 3 ) . بقلم . أ . أنـس كـوكـو
  • الـدوام للـه!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • ملاك رحمه في صورة انسان الجراح الامريكي توم كاتينا نصير النوبة بقلم ايليا أرومي كوكو
  • بنات كلب بقلم محمد رفعت الدومي
  • التداعيات المستقبلية للتدخل الروسي في سوريا على الشرق الأوسط بقلم ميثاق مناحي العيساوي
  • التفريق بين المقاومة والإرهاب في القانون الدولي بقلم غازي حسين
  • من يناصح الفكي .؟ بقلم خالد تارس
  • مستقبل السودان بين امرين لاثالث لهما بقلم محمد فضل علي..كندا
  • (عقَّدتينا وكده)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الرئيس في السعودية..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • السودان والدور الإقليمي المجيد بقلم الطيب مصطفى
  • الحركة الإسلامية في السودان الصعود إلى الهاوية بقلم حسن الحسن
  • فقه الخيبة والكتمان ، المعتمد المهاجر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سوف يمر.. غصباً عنك و عن هنادي الصديق و عني! بقلم عثمان محمد حسن
  • كلمة بحق شاعر الطبيعة حمزة الملك طمبل بقلم بدرالدين حسن علي
  • الهوية السودانية بين هندسة الموافقة والصرف الذهني بقلم نورالدين مدني
  • امك .... ما قلت ليكم ؟ بقلم شوقي بدرى
  • عِندما يَطرُق الشيخ بوّابة العِشق بِحدّ السّيف..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الفريق السعودي لا يعترف بإسرائيل بقلم د. فايز أبو شمالة