من يناصح الفكي .؟ بقلم خالد تارس

من يناصح الفكي .؟ بقلم خالد تارس


11-05-2015, 03:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1446732055&rn=0


Post: #1
Title: من يناصح الفكي .؟ بقلم خالد تارس
Author: خالد تارس
Date: 11-05-2015, 03:00 PM

02:00 PM Nov, 05 2015
سودانيز اون لاين
خالد تارس -
مكتبتى

التراجع الديمقراطي الذي حدث في التعديلات الدستورية الأخيرة منح شخصيات معينة صك الدراما في التسلط على الناس , وبالمقابل منح الناس تعاسة غيرمعقولة في تقبل هؤلاء منظرين للأحداث وادارة الشأن العام في دارفورغرب السودان على وجه التحديد ؟ هذة التراجع فعلا مكن المعاناة وبؤس الحال على قطاع واسع من الآدميين فتكت بهم أهوآل السياسة وفوضوية الحرب ومؤامراتها على ثروات الأقليم .. كان مقدار التعاسة ثقيلاً على الأهل بجنوب دارفور دون غيرهم , في كل مرة يختل ميزان البصيرة ويموت الحظ على فراش التجربة , وفي كل احتمال يقطع المراقب شكه برجوع صوت الرصاص الي المسامع دون انزار , فيصيب الهلع كل نفس ٍمطمئنة وبعض متاجر نيالا واسواقها المأمونة ، بل ويستعيد الخوف دورتة الرهيبة الي قلوب المواطنين وتنطفي مصابيح المدينة الباذخة بشكل مريب بعد هدوء مضاجع العباد نهاية عهد الوالي السابق (جون سينا).. !
ولكن هبوط طائرة الوالي الجديد الأستاذ آدم الفكي القادم يومها هبوطا سلسا ًبمطار نيالا الدولي , كثر ظن المغلوبين بأن الرجل جاء متأبطاً عصاء موسى , يطعم الفقراء من جوع ويأمن الضعفاء من خوف , وفي الحفل الحشيد هناك دلق (الفكي).. خطبة عصماء توعد فيها الصعاليق والحرامية في نيالا بضربة قاضية او كما يقصد في ذكاءٍ يذاع للناس جهراً .. ويقسم بالطلاق انة الوحيد القادرعلى فعل كل شي عصي المنآل كي تفيض آمال المساكين جنوب دارفور , وحتى يظنون انة مخلصهم الذي اتى يحمل في حقيبة الدستورية كل مشروعات التنمية والضمان الاجتماعي والآخر الصحي .. العجيب في أمر الفكي انة ظل يتباهى بلغة التحدي المطلق للحالة المتردية جنوب دارفور , فحرّم مايعرف (بالكدمول ) .. وركوب الدراجات النارية , وزاد كمية حظر التجوّل درجات قصية .. لم نكن ندري ان يعقب مظهر العضلات فشل اداري غير مسبوق وخطط امنية متوآهنة , كما تبدو للحصيف ملامح عجز يغيب قوسين ويقترب عن الارادة السياسية لآدم الفكي في اكثر ظروف الولاية حرجاً وحساسية , تقرأ حالة التوهان هذة بمؤشر مقتل التأجر (عبد الجبار كند ).. والسرقة اليومية لعربات المواطنين ونهب بقالات حي الوحدة بنيالا تفسيرات قوية بعودة أزمة الحزن الي ماكنت علية في السابق .!
اكبر خطيئة ارتكبها الجهاز السياسي للمؤتمر الوطني في الخرطوم انة بعث شخصيات أمنية لادارة حياة الناس في دارفور ؟ شخصيات تدعي الأمن والاستقرار وتخاف من التنمية في نفس الوقت , هذة معادلة تدور في اتجاهات نقيضة لمطلوب التنمية البشرية في الاقليم حتى يؤذن المنادي , هذة اللحظة معنية تماما بنقل حالة التدهور الامني وسوء الحوجة الي سلام عاجل بدارفور ! وهو منطق لايستقيم حتى تعيد الديمقراطية رشدها المفقود .. اسوء حاجة ان يفشل هؤلا الولاة في ابراز قيم النهضة الثقافية والاجتماعية بدارفور وفي ذات الوقت يعجزون ان يصيبوا بعض الحقيقة في طلب الاستقرار والنماء البشري .. المشكلة الاولى ان يظل موقف السيد الفكي مختلاً حتى يطرح رؤية الثاقبة لترتيب اوضاع الولاية امنياً ويطبق القانون الذي يبسط الأمآن ويحقق عدالة انتقالية بين الناس , الاستقرار لن يتم بمطاردة مجرمون مارسوا نهب الاسواق وتهديد السابلة في شوارع نيالا ولكن تطبيق القانون على هؤلاء المجرمون هو محك الاستقرار .؟
المشكلة الاخرى تكمن في اصرار الفكي على نقل اشواقة في جنوب كردفان الي دارفور , وصرف منظار السلطة عن اختلاف الكم والكيف في المطالب والقضايا بين دارفور وكردفان .. عسر الحظ بقدوم الرجل في زمان الفوضى وميلاد القوى بدارفور .. قزم كارزمتة في قيادة ولاية بهذا الحجم الي بر آمن ؟ الاوضاع في دارفور لن تجدي معها نظرية العنف المضاد وسلخ جلد النمل على بلاط السلطان او كما يفهم أهل الفكر .. وكنت قد اسمعت الي خطاب (الفكي).. يوم تولى امر جنوب دارفور فبحثت كثيراً عن الأخ آدم سراقة مدير مكتبة بالخرطوم لأسجل ملاحظات على الحديث قبل ان يخيب ظن الآخرين فية .. كان رأي ان يتكرم سراقة بمناصحة هذا الوالي علة يدرك حساب المفارقة بين جنوبي دارفور وكردفان , وان لغة التهديد السياسي لن تفلح في ادارة ولاية بها اربعة مليون نسمة من البشر من بينهم صالح وطالح وغني وفقير , الناس في دارفور يخشون القانون ولايخشون تهديد الساسة , كل انواع البطش والعنف جربت هناك فلن تجدي نفعاً.. كان من الحكمة ان يسلك الفكي طريقاً مغاير لفلسفة الوعيد التي ما قتلت ذبابة على دارفور , كان أولى لة فأولى ان يفقه الناس في السلم والحوار والتعايش ويوعظهم باحترام القانون في البيت والسوق والمكتب مقابل الحصول على سلام دائم او يطول امد البؤس , الأهم في ذلك ان يطوع الفكي نفسة عاملاً من عمال النهضة والتعمير بالولاية ليس ملاكماً , فلو كانت العضلات تفيد لكان آدم جون سينا وحدة بطل الحلبة .! الناس هناك لايحترمون دولة السياسة والبوليس لكنهم يوقرون دولة القانون والعدالة ان وجدت.. ويظل البيان واضحا مابين بسط هيبة الدولة وفرض عضلات الوالي من حيث تطبيق القانون واحترامة ؟
كان من الاولى للاخ الفكي ان يبحث عن فكرة تطابق منهجي في نظرية الوالي كاشا حتى يحكم بنحاج غير شروط , التفلتات الاخيرة بجنوب دارفور تدل على عجز بائن في خطة الوالي , وكانما هناك حالة عدم انسجام وتناغم بين الاجهزة التي تدير شؤون الولاية او تضارب مسؤولياتها في الخوض على التكلان حتى يضرب الفشل اطنابة , الامر لايحتاج الي مبررات عبقرية من السيد الفكي الا لو فكر على رهان خاسر بنقل تجربة سياسية من جنوب كردفان الي دارفور تحت فرضياتة , مع تناسى انة يحكم ثاني اكبر ولاية في البلاد من حيث تعداد السكان والموارد , اي محاولة للخروج عن هذا المعيار في التعاطي مع صناعة القرار سيجد الفكي نفسة مضطراً لتقديم استقالة الي الخرطوم التي عبر بها جسر السلطة فهو لم ياتي بانتخاب يجعلة متمسكاً بمطالب الجمهور واستحقاقاتة ؟
الصحيح ان يتشارو الوالي ادم الفكي مع كل الاطراف ذات الصلة بحفظ هيبة الدولة من بينهم اهل المصلحة وان يترك طيب الزكريات في جنوب كردفان في سبيل التعامل مع طبيعة الاحدث في اقليم دارفور او يقدم استقالتة دون بحث عربون لحساباتة معقدة .


مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • مستقبل السودان بين امرين لاثالث لهما بقلم محمد فضل علي..كندا
  • (عقَّدتينا وكده)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الرئيس في السعودية..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • السودان والدور الإقليمي المجيد بقلم الطيب مصطفى
  • الحركة الإسلامية في السودان الصعود إلى الهاوية بقلم حسن الحسن
  • فقه الخيبة والكتمان ، المعتمد المهاجر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سوف يمر.. غصباً عنك و عن هنادي الصديق و عني! بقلم عثمان محمد حسن
  • كلمة بحق شاعر الطبيعة حمزة الملك طمبل بقلم بدرالدين حسن علي
  • الهوية السودانية بين هندسة الموافقة والصرف الذهني بقلم نورالدين مدني
  • امك .... ما قلت ليكم ؟ بقلم شوقي بدرى
  • عِندما يَطرُق الشيخ بوّابة العِشق بِحدّ السّيف..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الفريق السعودي لا يعترف بإسرائيل بقلم د. فايز أبو شمالة