*عباس (ربشة) كان مشجعاً رياضياً بسيطاً لا يُجارى في (الغلاط) الكروي.. *وفي يومٍ جمعت ظروف مناسبة ما- بحيِّنا- بينه ونفر من (قِدد) كرة القدم.. *ومفردة (قِدد) هذه سمعتها منه- توصيفاً للنفر هؤلاء- ولم أدر ما معناها.. *وحين سألت أحد الحاضرين الشباب قال إن (القِدَّة) هو (البرَّاي) السمج.. *أو هو الشخص الذي يُعقِّد المواضيع- بسخف- ثم لا يعرف فضيلة الاختصار.. *وبعد جدل عنيف انسحب (ربشة)- مغاضباً- تاركاً المناسبة على غير عادته.. *وعندما سُئل- وهو خارج- عن سبب انسحابه المبكر صاح (ما عقَّدونا وكده).. *ومن المتعارف عليه عالمياً أن المعلم الشاطر هو من ينجح في (تبسيط) الدروس.. *بمعنى أنه الذي يهضم مادة تخصصه ثم يُخرجها علماً (سائغاً) للدارسين.. *وفي ثانوية حلفا الأكاديمية كنا نعقد مقارنة بين أستاذين لمادة الجغرافيا.. *أحدهما يُبسِّط لنا الجغرافيا الطبيعية حتى لنكاد لا نحتاج مع درسه إلى استذكار.. *والثاني يُعقد لنا الجغرافيا الخرائطية حتى لنكاد نُفضِّل الكتاب على دروسه.. *وفضلاً عن ذلك كان الأول مرحاً خفيف الظل والثاني من شاكلة (بتاع البعث) ذاك.. *فقد (غلطت) يوماً وحضرت محاضرة لقيادي سوري بعثي بقاعة اتحاد الصحفيين.. *وأقسم بالله طوال زمن المحاضرة - لأكثر من ساعة - لم أفهم منه شيئاً البتة.. *تماماً كما لم أكن أفهم كلام عوض الكريم موسى عن (فلسفة) الحزب الواحد.. *وهكذا هم الشموليون- في كل زمان ومكان- لا يفهم حديثهم إلا (أمثالهم).. *فهم (قِدد) لا يُجدي معهم إلا الهروب من أمامهم كما فعل عباس (ربشة).. *والشاطر- كما قلنا - هو من يُبسِّط المعقَّد لا الذي يُعقد المبسط و(يقد) الناس.. *وما من (شمولي) شاطر - أصلاً- وإن سبق اسمه خمسون لقباً أكاديمياً.. *والآن- بالله عليكم - اسمعوا جانباً مما كتبته بدرية سليمان في الزميلة (الرأي العام).. *قالت (التنظير والتجريب ومحاولة إدراك كماليات هذه المعاني الخاصة بالحريات عموماً ظلت متمركزة في اجتهادات دائمة على مختلف مسارات الحراك الإنساني).. *هل منكم من فهم (حاجة)؟............. ولا أنا بالطبع.. *ويا بدرية سليمان: (ما عقَّدتينا وكده!!!).