عِندما يَطرُق الشيخ بوّابة العِشق بِحدّ السّيف..! بقلم عبد الله الشيخ

عِندما يَطرُق الشيخ بوّابة العِشق بِحدّ السّيف..! بقلم عبد الله الشيخ


11-04-2015, 11:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1446678996&rn=0


Post: #1
Title: عِندما يَطرُق الشيخ بوّابة العِشق بِحدّ السّيف..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 11-04-2015, 11:16 PM

11:16 PM Nov, 05 2015
سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



خط الاستواء

نستدرك من عوالم صاحب الربابة، أنه كان صوفياً طليقاً، يتمثل دين الحرية، الذي لم يتنزل إلى أرض الناس لشقائهم، وإنما هو تذكرة وطريق رُجعى.. كان الشيخ إسماعيل على زمان الفونج، يتمثل الحرية في قمتها.. يتبدى ذلك من مشهده العاطفي، إذ لم يكتفي بعشق امرأة واحدة، بل أشعَرَ بالعامية السودانية في كثير من النساء، خارج محيطه الأُسري والقبلي، فقال ما قال في «تهجة»، وقال ما قال في «هبية»، وفي أخريات.. فالشيخ لم يمنعه انغماسه العقدي عن حداقة اللذّة، فهو ابن عصره والشاهد عليه.. والنص الفقهي الذي بين أيدينا الآن لم يكن سائداً في حياة الناس آنذاك، إنّما كان مُقدساً في العقول.. بل كان النص الديني إجمالاً، قائماً في عقول النخبة دون الغالبية العظمى من أطراف المجتمع الهجين.. كان المجتمع بما فيه الأشياخ، يعيشون ظرف الانتقال الوئيد، من مناخات القبلنة والمحلية إلى فضاء السلطنة / الدولة..
الشاهد أن نصوص الشيخ إسماعيل في التطريب عبر الربابة والنساء والخمر، تُلغِي تماماً اعتقاد البعض بأن سلطنة الفونج قد احتكمت لنصوص الشريعة..هذا وهم عريض يفضح غرور النخبة المُعاصِرة التي تروِّج لمثل هذا الادعاء من أجل السيطرة على الحاضر.
إن عدم تطبيق الفونج للشريعة، لا يُعد منقصة، بقدر ما يعتبر رصيداً لحيوية الدولة الناشئة التي عبّرت في حيّزها الجغرافي والتاريخي ذاك، عن حاجة مجتمعها، فراودته في طريق الحياة وفق معطيات العصر والواقع المُعاش.. ولقد كان الشيخ إسماعيل في خمرياته بوقاً لعصره ، فنجده واقفاً عند بوابة الوجد، شاهراً سيفه، مزاوجاً بين الدُّواس والعشق.. يقول صاحب الربابة :ـ «نَسِل السيف نلوح فوق أم قبالة... نكرب الزوم مكان أسمع مقاله... وجهاً مقطّع فوق السندالة... تخلات عروسك ديك بطالة».... في هذا النص نلاحظ غرابة لغة الأسلاف، ونستنشق لفحةً من أنفاس زمانهم ورواسب بيئتهم الهجين، ونرى بوضوح تلك العلاقة القائمة دوماً عند البدايات، بين الحرب والحب..!
بهذه اللغة ــ لغة الإصرار والرغبات العارمة ــ يدق صاحب الربابة بوابة العشق بحد السيف، فيبدو الطرق إعلاناً للمنازلة.. المنازلة مع من؟!.. إنّها منازلة مع الآخر ــ الرجل ــ هذا صحيح.. لكنّها في جوهر المعنى بمثابة حشد ضد كوابح وُضِعت أمام انطلاقة الشجن.. بمعنى آخر إننا حين نقرأ الصراع التاريخي بين طرفي النخبة في عهد الفونج، الصراع بين أهل الظاهر وأهل الباطن، نجد أن صاحب الربابة، قد كان ممثلاً لأهل الوجد، ولساناً لحال الغلبة الصوفية..و حتى حين نفكك النص، اعتماداً على ظاهر القول، نجد أن الشيخ يؤكد إصراره على الحرابة، من أجل أنثى ذهبية البريق، أو كما قال: «وجهاً مقطّع فوق السندالة»، كناية عن الجمال.. نجد أن الشيخ لا يُساوم في ميدان العشق.. بل «يكرُب الزّوم»، ويلوِّح بالسيف كمن يَهُز في حفل عرس في مزج بديع بين الفروسية والهيام، وهو حال يليق بأميرٍ بَطرَ بالجاه، وبالولاية..
هذا البوح، وهذا الاندياح لم يكن مستهجناً في مجتمع السلطنة على عهد الشاعر، إذ ظلّت الكوابح الشرعية / الفقهية، مخبوءة بين دفوف الكتب الشحيحة، تلك الكتب التي تتداولها صفوة تعاني التهميش.. أكثر من ذلك، أن هذه الصفوة ــ على التحقيق ــ لم تكن تتداول تلك المصنفات برحابة، إنّما كانت تتلقى محتوياتها عبر مشايخ الخلاوى.. كان صاحب الربابة طليقاً، لأنه كان ابن عصره، وهو عصر حاد السِّنان، لهذا فهو يُعلن استعداده لمطاردة تلك المرأة حيث ذهبت..!
ونتوقف هنا بالضرورة عند «السُّندالة» الواردة في النص الشعري، فهي إشارة تاريخية، تؤسس للاطلاع على أنماط التصنيع في ذلك العهد.. السُّندالة هي آلة صياغة الذهب، وتصنيع الحديد الذي كان راكزاً في فقه المرحلة التاريخية.. نتوقف عن الاستطراد
في معاني الإشارة لنستقدم السؤال: أين هي نصوص الشريعة آنذاك.. لماذا لم يوقف الفقهاء صاحب الربابة عند حدّه، «إن كان له حد»؟!


مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • مسيرة حاشدة بلاهاي ضد إنتهاكات حقوق الإنسان في السودان
  • الإمام الصادق المهدي ينعي الباشمهندس الراحل أحمد عبد الله أحمد عمر
  • ضابطان من الجيش السوداني يُحقِّقان مع الصحفي (بهرام عبد المنعم)
  • لقاءات ناجحة للحسن الميرغني بدعوة من الكونغرس الأمريكي
  • بيان مهم: من رابطة جبال النوبة العالمية بالولايات المتحدة الامريكية، بمناسبة الذكري الرابعة لحرب الا
  • بيان حول مأساة السودان في دارفور: دعوة لوقف التعذيب والاختفاء القسري والقتل علي الهوية
  • الاتحاد الأوروبي و الامم المتحدة يوقعان اتفاقية لدعم شرق دارفور
  • سفير الاتحاد الأوروبيي يخاطب احتفالات يوم أوروبا والسنة الأوروبية للتنمية
  • جاسوس الخارجية السودانية يسلم ملفات لـلمخابرات الامريكية
  • اعتداء مليشيات المؤتمر الوطني علي طلاب دارفور بجامعة بحري وتجدد الإشتباكات بين المعاليا والرزيقات ب
  • بيان من منبر كلفورنيا
  • كاركاتير اليوم الموافق 11 مايو 2015 للفنان ود ابو عن هبر . . . تااااااااني!!
  • السودان وجنوب السودان يختتمان مباحثاتهما حول أبيي
  • الأجهزة الأمنية بكوستي تعتقل الاستاذ احمد عبدالمولى عجبنا صاحب مكتبة الحرية
  • إسرائيل: السودان بانضمامه للتحالف قدّم للسعودية نقاطاً مهمّة لصالحها في التوازن أمام إيران
  • بيان حول المستقبل السياسي لإقليم جبال النوبة
  • خطاب الإمام الصادق المهدي في المؤتمر الدولي تحت عنوان: دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرا
  • إضطراب جنوب السودان.. الحصاد الأمريكي المر (3)
  • الإمام الصادق المهدي: الفريق صديق برئ من الاتهامات المنسوبه إليه
  • حكومة الخرطوم فى مواجهة النشطاء
  • الاتحاد الاوربي يطالب باطلاق سراح أبوعيسي و مكي مدني
  • مع اقتراب الانتخابات: المزيد من إغلاق وإلغاء ومصادرة، وتقييد عمل المجتمع المدني فى السودان
  • الشهر القادم المهرجان الرابع لتراث جبال النوبة
  • طالبات جبال النوبة تكرم جامعة الاحفاد والمعلميين
  • واشنطن تؤيد حظر الأسلحة على جنوب السودان
  • منظمة مسيحية وراء زيارة وزير خارجية السودان علي أحمد كرتي لواشنطن
  • كاركاتير اليوم الموافق 7 فبرائر 2015 للفنان ودابو عن دستور يا الأسياد (2)
  • تقرير حول دور السودانيين فى أمريكا ومنع زيارة وزير خارجية الخرطوم
  • محمد حاتم سليمان مستشاراً إعلامياً بالقصر وناطقاً رسمياً باسم رئاسة الجمهورية
  • رئيس البرلمان: اختراق في علاقات الخرطوم وواشنطن عبر وسيط سوداني
  • خطاب من أبناء و بنات الهامش بأمريكا الي الرئيس أوباما بعدم منح أي مكافأة للنظام في الخرطوم
  • Re: خطاب من أبناء و بنات الهامش بأمريكا الي الرئيس أوباما بعدم منح أي مكافأة للنظام في الخرطوم
  • ندوة منظمة المرأة السودانية الامريكية حول قضية الردة : الأستاذة زينب السويج مدير الكونغرس الاسلامي
  • الكونغرس الأمريكي يوصي بمحاكم دولية لملاحقة مرتكبي العنف في جنوب السودان
  • رئيس لجنة إفريقيا في الكونغرس الأميركي: نؤمن بان حكومة الخرطوم لديها سياسة طويلة
  • تقارير تتحدث عن ثورة وشيكة للامازيغ بدول شمال افريقيا لتاسيس وطن قومى للامازيغ
  • مع الفريق نافع مرة اخرى..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • مراثون الصراع بين المجاهدين ونظام الملالي الى اين ؟ بقلم د . حسن طوالبه
  • نظام الملالي في ايران على صفيح ساخن بقلم د. حسن طوالبه
  • ألم يحن للأغبياء أن يفهموا ؟! بقلم مأمون هارون
  • أريك ريفــز .. الغواصـــــة الامريكية !! بقلم عمـــر قسم الســيد