*سألني البعض عمن كنت أعني بكلامي تحت عنوان (أصابع الاتهام).. *كلامي عن (فرضية) امتلاك موظف عمارتين وهو من أسرة فقيرة.. *ومع العمارتين هاتين فارهة خاصة و(صرف من لا يخشى الفقر).. *فقلت أنني لا أعني شخصاً بعينه مع إمكان وجود (الحالة) المفترضة.. *والعمارة قد لا تكون من طوابق عدة وإنما مبنى أرضياً فوقه شقة (مثلاً).. *ثم كل منهما مفروشة بأحدث مما اُستجلب من أثاث يخلب الألباب.. *وكلامي هذا كان على خلفية حديث وزير الداخلية عن ضعف أجور الشرطة.. *فليست الشرطة وحدها- قطعاً- التي يعاني منسوبوها ضعفاً في المرتبات.. *وحتى إن كنت أعلم يقيناً (حالة مشابهة) واحدة -على الأقل- فلن أتكلم.. *وإنما الجهة التي يحق لها أن تتكلم هي نيابة الثراء الحرام وفقاً لاختصاصاتها.. *وهي كانت قد أعلنت توسيع مظلة (عملها) لتشمل كبار الضباط والموظفين.. *فهل فرغت من جمع (أوراق) الإجابات عن سؤال (من أين لك هذا؟).. *أم ما زالت تعمل - بسرية- نظراً لكثرة الذين يشملهم السؤال من (الكبار)؟.. *وهل إن فرغت من عملها ستزول عبارة (أبت الدراهم إلا أن تطل برأسها)؟.. *فمن الدراهم ما يطل بناياتٍ يراها الجيران والصحاب والأقربون و(الشهود).. *ثم هم يعلمون أن صاحبها يتقاضى أجراً بالكاد يُبلغ نظراءه آخر الشهر.. *بل إن من كتاب الأعمدة من يحظى بخمسة أضعاف مثل الأجر هذا.. *ورغم ذلك لا تبني لهم أجورهم ما يعادل خُمس طول (أعمدتهم) بناءً مسلحاً.. *وأسوأ من الـ(لا معقول) هذا ميل قادة بعض المؤسسات إلى التكتم.. *ونفر من زملائنا داروا حول هذا المعنى في سياق تعليقهم على حادثة الجمارك.. *فقد حاولت (جهات ما) نفي شبهة الفساد عن الجمارك بحجة (ضعيفة).. *بل هي أضعف من (ضعف) الأجور الذي تحدث عنه وزير الداخلية.. *فإن كان المدير أُقيل لأسباب (عُمرية) فما هي دوافع إقالة مدير مكتبه (الشاب)؟.. *وما حاول زملاؤنا قوله أن الكشف - وليس التستر- هو ما (يُطمئن) الناس.. *ويزيد - من ثم - ثقتهم في نزاهة الجهة المعنية عوضاً عن (الشائعات).. *ونحن نعلم أن كلاً من وزير الداخلية ومدير عام الشرطة هما فوق الشبهات.. *وكثيرٌ- كذلك - من شرفاء الشرطة (الكبار) لا تشوب سمعتهم شائبة.. *ثم كلٌّ من لم يقتن - بأجره الضعيف - (عمارتين!!!).