في زيارتها الأولى لتورنتو أحيت المطربة هند الطاهر حفلا ساهرا رائعا غنت فيه بأحاسيس ومشاعر سودانية إستدعت تلك الذكريات الجميلة مع الفنان القامة الرائع الملهم عبدالعزيز محمد داؤود ، أطربتني و أطربت الحضور بأغاني مثل : دوام بطراهم ، بسحروك وغيرها ، هذه المرة لم يكن معها زوجها الفرنسي تيري فورنيه وإنما بمصاحبة العازف السوداني الماهر مؤمن ، سعدت كثيرا عندما قال لي أحدهم أنها ستغني للمرة الثانية بدار الجالية السودانية نهاية أكتوبر في تورنتو لصالح اللجنة الرياضية وبمصاحبة الفرقة الموسيقية التي يقودها أمثال وليد عبدالحميد ، ميسرة غاندي ، حمد أسماعيل شقيق الفنان الراحل المقيم خليل اسماعيل ، إلى جانب الشابين الظريفين طارق شنقة ومعتصم أربشة . إغتنمت المناسبة وأدرت معها حوارا لبضع دقائق كانت فيه هادئة ، ذكية ، بسيطة ، لا يبدو على ملامحها السودانية ما يسمى بالغرور ، ومن الواضح أنها تحب الأكبر سنا وذوي الخبرة ، حدثتني كما كان يحدثني أبو داؤود " ولد بربر " الذي قضيت معه أجمل السنوات خاصة تلك الرحلة الفنية غير العادية في ربوع شندي واستغرقت ثلاث ليالي كاملة . هند الطاهر أتنبأ لها بمستقبل مشرق في عالم الغناء والطرب الأصيل ، قالت لي أنها سعيدة جدا بزيارة تورنتو والإلتقاء بأهلها ، وسعيدة جدا بأنها تغني في المحافل الدولية واسمها أصبح معروفا تساعدها دراستها للموسيقى ودراستها للغة الفرنسية ، وما أذهلني حقيقة إحترامها للصحافة والإعلام . كتبت من قبل عن مطربين كبار أمثال محمد وردي ، محمد الأمين ، عثمان حسين ، أبوعركي البخيت ،إبراهيم عوض ، خضر بشير ، النور الجيلاني وغيرهم ، ولكن هذه ال " هندية الطاهرة " تستحق أن نهتم بها ونشجعها في مشوارها وحسن إختيارها وأذنها الموسيقية المتفردة .