الخالدون وخالد..!! بقلم الطاهر ساتي

الخالدون وخالد..!! بقلم الطاهر ساتي


10-30-2015, 02:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1446212345&rn=1


Post: #1
Title: الخالدون وخالد..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 10-30-2015, 02:39 PM
Parent: #0

01:39 PM Oct, 30 2015
سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



:: يوم الثلاثاء الفائت، وسط دموع بعض أفرادها كما قالت الصحف، ودعت هيئة الجمارك مديرها السابق اللواء (م) سيف الدين عمر سليمان، بعد (34 عاما) و (6 أشهر) هي عمر مسيرته في شرطة الجمارك.. وسبع سنوات هي عمر مسيرته في المنصب المدير العام للجمارك، وهذا ما لم يكن يحدث في إدارة الجمارك طوال العهود الفائتة، و- طبعاً - لا يحدث إلا في السودان..سبع سنوات، لأي مدير وليس لمدير الجمارك فقط، تكفي بأن تمنح هذا المدير إحساسا بأنه يمتلك هذا المنصب وما تحته من هيئة أو إدارة .. !!
:: خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، رضي الله عنه، عاش قبل وبعد الإسلام فارساً شجاعاً وذكياً..ولم يُهزم جيشاً قائده خالد،هكذا وثقت كتب التاريخ الإسلامي..ومع ذلك، بعد أن تولى أمر المؤمنين، أصدر الفاروق عمر رضي الله عنه قراراً بعزل خالد عن قيادة جيش المسلمين رغم إنتصار الجيش في كل المعارك..قرار عزل خالد كان صادماً ومدهشاً، ولكن أبطل الفروق عمر مفعول الصدمة والدهشة في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم بقوله : ( إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولكن الناس فتنوا به)..!!
:: نعم، كان الفاروق راضياً عن آداء خالد..ومع ذلك عزله ليُحي الثقة في نفوس الصحابة بحيث لايذهب بهم الظن أن خالد فقط هو مفتاح النصر..حكمة الفاروق تلك هي المسماة حالياً في الدول الديمقراطية بالتجديد والتغيير..وليس سخطاً على زيد من المسؤولين أو عبيد، ولكن ترسيخاً لروح القيادة الجماعية في الشعوب، تمارس أجهزة الدولة فضيلة التغيير والتجديد في المناصب العامة..و بغض النظر عن سوء الآداء ومحاسبة المخطئ والمتقاعس بالعزل، فالغاية العظمى من التنافس الشريف على تداول السلطات والمناصب والمسؤوليات بتجديد المسؤولين وتغييرهم هي إشعار كل فرد في المجتمع بأنه (قائد) و (مدير)..!!
:: وليست من سلامة تربية الأجيال ونخبها و ترسيخ ثقافة أن هذا المسؤول (على كل شئ قدير)، ولذلك يجب أن يبقى في منصبه مدى الحياة أو ينتقل إلى منصب آخر، أي من المنصب إلى اللحد .. هذا النهج - وهو ماثل في أرض الواقع - يُجرد الشعوب و شبابها من روح العطاء ..فالتغيير من سنن الكون، لكي لا تتجمدت الحياة وتتحجر وتتقوقع كما حياتنا العامة حالياً.. والمياه تكتسب عذوبتها من بالجريان في مجارييها، وتفسد بالركود في المستنقعات و البرك الآسنة ..وكذلك الهواء في الغرف، مالم يتجدد على مدار اليوم والساعة يخنقك لحد الموت..إنها طبيعة الأشياء ..!!
:: وليس بعيداً عن كل هذا، فالتعداد السكاني الأخير وصف السودان ب (الدولة الشابة)، أي نسبة الشباب هي الأعلى .. وقد تعلموا وتأهلوا في مجالات الحياة بما فيها إدارة الجمارك، ويبحثون عن موطئ قدم في دولتهم ليخدموا..ولن تستفيد الناس والبلد من هؤلاء الشباب ما لم يؤمن النهج الحاكم بفضيلتي التغيير والتجديد في كل أوجه الحياة العامة..دورة الحياة العامة ومسار عجلاتها على أرصفة التجديد والتغيير هي التي تنهض بالشعوب و تكافح الفساد وترسخ الإبداع في المجتمع وترفع نسب الإنتاج ومعدلات العطاء.. ولا قيمة للشباب المؤهل في بلاد يُعد فيها متوسط أعمار المسؤولين في المناصب القيادية بالعقود ..!!



مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • المرتجى والموسيقى السودانية بقلم بدرالدين حسن علي
  • مصطفي عثمان شحادين .. الدقا نسابتو وقلع مرحاكتو بقلم شوقي بدرى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (20) الآمال المرجوة والأهداف الممكنة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • أنظرو الي حكومة المؤتمر الوطني كيف أوصل الشعب السوداني الي شعب بلا رحمة بقلم محمد نور عودو
  • خطاب مفتوح للذين يتحاورون تحت قبة البرلمان: أ تتحاورون والنظام ماض في غيه؟ بقلم فريدة شورة
  • الشباب السودانى مابين رصاص الانقاذ ورصاص الامريكان السود ! بقلم محمد الحسن محمد عثمان