إكتشف الأقدمون واللاحقون(كبسولة) التغيير المؤسسي لترقية حياتهم الحاضرة والمستقبلية وأن يكون الإنسان مسئولاً وجديداً في موقعه، لا شك سوف يسن حرابه لذبح القديم الممل ولكن هناك قاعدة تقول : يجب أن نبدأ بالأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية وهذا مالم يعمل به(حكام) ولاية جنوب كردفان وفي حاضرتها مدينة كادقلي بل أن الأمر ولدرجة ما ساء ، فقد بدأت الحكومة عهدها بإنقطاع الكهرباء ومحاولة تجميل قلب المدينة برصيف (السنترلوك) وقد قلنا عند أكثر من مقال أن البداية سهلة ، لكن النهاية أو الإنجاز صعبٌ ، فقد شهدت المدينة في أكتوبرهذا شهدت الجرارات العملاقة وهي تحمل طوب(سنترلوك) وقد قلت لنفسي هذه هي البداية كما تعودنا ولكن كيف بالنهاية ؟ وبالفعل إختفت الجرارات العملاقة عن الوجود وعادت(حليمة لقديمها) وكان من الأجدر ربط المدينة بطرق (الزلط) مع أحيائها المترامية ثم الإقبال علي تجميل الواجهة . شيئ آخر، بدأ يتغير إلي الأسوأ ألا وهو موعد صرف الراتب وبما أن الولاية كلها تعتبر منطقة (شدة) لأنها دار حرب كان من الضروري عدم تغيير زمن صرف المرتبات ... مع هذا وذاك كله ، فإن هناك أنفاس تغيير علي قدم وساق مع الزمن فقط ننوه ، أن يوجد البديل أولاً ثم البدء في إزالة القديم وهذا مالم يُعمل به عندما تم تكسير بعض المحال التجارية في ما يعرف بالسوق الشعبي بكادقلي وفوق ذلك كله كان من الأصوب توجيه المال(لردم) السوق لأنه في الخريف يكون ميعة بالتمام والكمال ويكون من الصعوبة بمكان التجوال فيه وشراء شيئ منه ... مع ذلك ، نرجو أن نقول : مرحباً بالتغيير ولكن أن يبدأ بالأهم فالمهم فالأقل أهمية ... جاز لنا أن نتحدث (هنيهة) عن ولاية جنوب كردفان وعن عاصمتها مدينة كادقلي فنقول أن الولاية تذخر بالخيرات ومترامية الأطراف إلا أن (شيطان) الحرب الأهلية قد أوقف فرص إمكانية التنمية بشقيها البشري والمادي . في التنمية البشرية نجد أن العجلة قد توقفت عن الدوران فالتعليم غاب قوسين أو أدني من الإنهيار وهناك طابور وجيش جرار من (الفاقد التربوي ) أي الذين فاتهم قطار التعليم وفاتتهم التربية السليمة بسبب الحرب كما أسلفنا وقد حاول التربويون (رتق) النسيج التعليمي ولكن الأمر يحتاج إلي وفرة من المال والكوادر وعند هذه النقطة بالذات نقول أن الجرس قد (قُرع) لبدأ خراب المهمة التعليمية في السودان كله وذلك بعد (إعدام) معاهد تدريب المعلمين في بخت الرضا والدلنج وأم درمان فأصبح المعلمون أنفسهم مهزوزوا المؤهل الأكاديمي وذلك علي طريقة توصيل المادة للتلاميذ كما أنه وتبعا لذلك أنه وبالكاد ، إيجاد خريج مؤهل أكاديمياً لآداء عملية التدريس في كل المراحل (روضة + أساس + ثانوي) وبالفعل وعند زيادة عدد التلاميذ في كل السودان وعدم توفير الكتاب المدرسي والإجلاس في ولاية جنوب كردفان خاصة كانت النتيجة بداية إنهيار المؤسسة التعليمية . وإن عدنا إلي التنمية المادية نقول ، أن الولاية صارت (كسيحة) في هذا الخصوص ... توقفت المشاريع الزراعية العملاقة في هبيلة وتوقفت زراعة القطن قصير التيلة لتغذية المحالج في مدينة كادقلي وقد كان هناك كلام طيب ونشاط محمود من والي الولاية وحكومته لإعادة مؤسسة جبال النوبة الزراعية إلي الحياة والعمل لكني أخشي أن يكون الموضوع مجرد(فقاعة) في بحر لأنه وبعد الورشة التي أقيمت في هذا الخصوص والعملية الدعائية والإعلامية التي صاحبتها ، لم نسمع ولم نري ولم نجد (ثمرة) لتلك الورشة وكان الأمرنسياً منسياً ... تواجه الولاية صعوبة وخاصة في موسم الأمطار ، تواجه التواصل مع أطرافها ومحلياتها الكثيرة ولهذا نقول ، من المهم بمكان البدء في ربط حاضرتها بتلك المحليات التي تتبع لها ... الولاية غنية بإنتاج الفواكه والخضر والحمضيات لكن ، للأسباب الفائتة ، هناك صعوبة في نقل تلك المنتجات إلي المناطق والأسواق حول الولاية ثم بقية أجزاء السودان ونقول ، أن التغيير هو سنة الحياة وهو عملية مطلوبة للتنمية والتطور في سلالم الرقي والحضارة إلا أنه قد لاحظنا أن التغيير في السودان وطيلة أكثر من ربع قرن يبدأ ولا تكتمل حلقاته لينهار كل شيئ وتعود الأحوال إلي الحضيض ، لذلك ننوه إلي ضرورة إكمال حلقات التغيير لنصل إلي بر الأمان . وأن آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وألا عدوان إلا علي الظالمين إلــي اللقـــــــــاء،،،،