أجواء الحزن تخيم هذه الأيام مدينة نيالا البحير حاضرة ولاية جنوب دارفور عقب إغتيال عبدالجبار خليل رجل الأعمال الدستوري الذي أحبته نيالا وسكانها ،ذلك الشخصية الفذة التي لم تعرف له قبيلة ولا خصوم سياسيون ملته الأمة السودانية ودينه الإسلام ،يقسم إبتساماته العريضة كما يقسم ماله لكل من قابله صغيرا كان ام كبيرا أو من زاره في بيته الفسيح المضياف ،ان توافد الوفود من شتى بقاع المعمورة وتعالي الأصوات بالثأر من الجناة ومن له علاقة بمسرح الجريمة دليل مادي على انه لم يكن شخص عادي بل يعد رمز من رموز السودان كان ينتظر منه المزيد من العطاء في زمن أصبح نادرا ما نجد ما يتخلق بخلقه مما وضع ود الفكي والي ولاية جنوب دارفور الذي رفع شعار القضاء على التفلتات الأمنية منذ توليه أمور الولاية أمام إختبار حقيقي فأما ان ينحاز الي شعاره ويسنده بقرار شجاع ويشفي غلة الجماهير الهاتفة بأن تكون هذه اخر بؤرة للمفسدين ودرسا قاسيا لكل من يريد أن ينال من أمن البلد وحينه يكون قد أوفى بوعده وأدى رسالته على الوجه الأكمل ويتمكن الجميع من الإسهام في إعادة الهدوء التام لمدينتا العامرة وأما أن يتوارى خلف شعاره ويرصف الطريق لهواة الإجرام والتفلتات الأمنية منذرين بإضرام مزيدا من الفوضى العارمة على ربوع الولاية وبه يكون قد بعد عن الحفاظ على أمن الولاية الذي يعتبر الشغل الشاغل للأهالي وقادة المجتمع على حد سواء فيخلف بذلك عار يكتب على صفحات حكمه بل قد يعجل بنهاية ولايته. ان روح الغضب التي أظهرها رواد التواصل الإجتماعي في المواقع الإسفيرية وشخصية الشهيد التي لم تغادر نفسية الدعاة والمصلحين وقادة المجتمع السياسيون والإجتماعيون منذ لحظة إغتياله وحتى الان لم تدع أدنى مجال للشك بان الخطابات السياسية الرنانة التي تدعو الي الهدوء وضبط النفس ومرونة القانون التي تستدعى الإجراءات المملة للجناة ومواد القانون التي تنص بان كل متهم برئ حتى يثبت إدانته لم تكن مقبولا لهم في مثل هذه الحالات ولم ينسيهم صبرهم المضني للعدالة ،لأن الإيقاف على ذمة التحقيق وإطالة فترة الإيقاف توحي بالتماطل وقد تفجر إحتقان الجماهير الذي لا يعرف إحتمال ثالث، اما هم الجناة وفي هذه الحالة يجب الإسراع بالقصاص بالأدلة المتوفرة وأما إطلاق سراحهم والقبض على الفاعل الحقيقي وفي كلتا الحالتين المواطنون لا يعفون السلطات الأمنية في حالة التقصير فهم في موضع الصبر والجزع وليس بين الرجاء والخوف،والسؤال المتداول والمطروح وسط الشارع هل إخفاق وفشل الوالي بسلطاته الأمنية في إحتواء الموقف بالطريقة التي ترضي الجماهير سيحدث شرخا بين الوالي والرجال الذين ساندوه في تنفيذ شعاره بالقضاء على التفلتات الأمنية أم لا؟ انا في رأي الحاكم يطلق حرية الكلام وإن فقد الثقة فقد حكمه ،لما قدم معاوية رضي الله عنه الي رجال قريش قال فأن لم تجدوني خيركم فأني خير لكم ولا والله لا أحمل السيف على من لا سيف له وان لم يكن فيكم الا ما يستشفى به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك دبر أذني وتحت قدمي ,,,انتهى،إذا نسى ود الفكي قوله وشعاره بالتأكيد يفقد رجالاته أو على الأقل خطاباته ستكون فارغة من مضامين شعبية ومحل سخرية بل ما أكثر من تشدق الكذب ،اهالي مدينة الذين عاشوا حقبة تاريخية من الرعب والقتل لاينتظرون رجل يحكمهم بالكلام أو يدين ويشجب ويستنكر في مصائبهم او كل ما ألم بهم بلاء بل يريدون من يقتص من الذي يتجرأ بقتل الأبرياء نهارا جهارا في تحدي سافر لرجالات الأمن والمجمتع بأثره. عبدالدائم يعقوب ادم