آه من هذا الرحيل المر! بقلم هاشم كرار

آه من هذا الرحيل المر! بقلم هاشم كرار


09-27-2015, 06:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1443374264&rn=0


Post: #1
Title: آه من هذا الرحيل المر! بقلم هاشم كرار
Author: هاشم كرار
Date: 09-27-2015, 06:17 PM

05:17 PM Sep, 27 2015
سودانيز اون لاين
هاشم كرار-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



للمكان سطوة روحية، تماما مثلما للزمان من سطوة، فيا للمهاجرين، حين ينفلتون من السطوتين، إلى سطوتين، وأرواحهم عذاب!

لئن تفارق حبيبا، هو أن تموت بعض الشئ، والمكانُ حبيب، وكذا الزمان، فيا.. يا للمهاجرين، من هذا الموت بعض الشئ، إذا ما أنجتهم قورابُ الموت، من الموت كل الشئ في اليّم!

متاع قليل، وكلُ الذكريات، وهم إلى البلدان الغريبة، فما أحرّ الذكرى في البلاد " التي تموت من البرد حيتانها".. ومتاعُ الدنيا- منذ ان كانت الدنيا- هو القليلُ.. وهو الغليلُ!

تخيلتُ حالي، لو كنتُ بينهم، في البلد الغريب، وإنفلتُ منهم بذاكرتي، إلى المكان الذي كان، والزمان الذي كان- وفي الإثنين حب كان وأحباب- فزفرتُ أسى، وتأسيتُ: "آه يازمان الوصل بالأندلس"!

في حياة كل منا، اندلسٌ في حياته، فيا.. يالوجع الذكرى، في البلد الغريب.. ويا.. يالوجع الذكرى- والروحُ تغرغرُ- في النهاية- في الحلقوم!

أندلس كان..كان قبضُ يقين، وهاهو الآن يصير مجرد خيال يتراءى في البعيد، ومجرد حنين!

أتخيلهم. كل منهم يرتدّ به الحنين إلى الأحباب,, إلى الحبيبة.. وطريق الرجعى صار أصعب.

الحنينُ مطية أهل مكابدة الأشواق اللافحة، في المكان والزمان الغريبين..

الحنينُ هو، ردة عاطفية وروحية وشعورية..

الحنينُ هو إحساسك الداخلي، أنك في مكان وزمان، لا تتنفسُ فيهما أنت الآن..

الحنينُ هو أن تتنفس مكانا وزمانا برئتى ذاكرتك. هو أن تشم بأنف تلك الذاكرة روائح كانت، وتتذوق بحاسة ذوق تلك الذاكرة طعوما كانت، وترخي أذن تلك الذاكرة لكلام كان، وهمسات، وضحكات.. هو أن ترى بعين تلك الذاكرة المكان، بكل مافيه من ناس ونبات وحيوان وجماد وأشياء.. هو أن تصير أنت معنويا- بجسدك الذي لا تراه- في مكان وزمان- ليس هو المكانُ ولا الزمانُ، الذي يمكن أن يتراى لك فيه جسدك هذا.. جسدك الذي له ظل الآن!

لن يعودوا، إلا لماما.. وللمكان والزمان الجديدين سطوتان.. لكنهم، بين كل فينه وأخرى يمتطون صهوة الحنين- رغما عنهم- للمكان الذي كان.. والزمان الذي كان.

آه من تلكما السطوتين.. آه من كل مكان ومكان.. من كل زمان وزمان.

آه من كل هذا الرحيل المُر.. من كل هذا الترحال، والمتاع قليلٌ.. وغليل.

آه من الرحيل، الذي ليس من بعده رحيل!



أحدث المقالات
  • شهادتي للتاريخ (12) مخاطر غياب "المهندس الأستشاري" و "منظومة دراسات الجدوي" عن سد النهضة (2 من 2) 09-27-15, 04:24 PM, بروفيسور محمد الرشيد قريش
  • متعفرطـ !!! والانتهازيون !!! بقلم ادم ابكر عيسي 09-27-15, 04:20 PM, ادم ابكر عيسي
  • أقلام الشباب بين ألجرأة والوقاحه السياسيه.. صلابة بقلم دكتور/ عبدالله ادم كافي 09-27-15, 04:18 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • إلى وليد الحسين.. أصحاب الهامات المرفوعة لا تزيدهم الشدائد إلا صلابة بقلم الصادق حمدين 09-27-15, 04:16 PM, الصادق حمدين
  • بكري المدينة هل إلى سان جيرمان أم مان سيتي أم البايرن بقلم اأكرم محمد زكي 09-27-15, 04:13 PM, اكرم محمد زكى
  • انقلاب مايو في قصاصات دفتر المعارضة السودانية (4) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 09-27-15, 06:10 AM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • الخلاف بين المعارضة والحكومة ..... هل نحن في الطريق إلي صوملة السودان بقلم هاشم محمد علي احمد 09-27-15, 06:06 AM, هاشم محمد علي احمد
  • حرب عالمية علي الابواب وايران تزايد علي قضية الحجاج بقلم محمد فضل علي..كندا 09-27-15, 06:04 AM, محمد فضل علي
  • الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....4 بقلم محمد الحنفي 09-27-15, 06:02 AM, محمد الحنفي
  • مأساة الحج وفاجعة المسلمين بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-27-15, 06:01 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • والدواعش الصهاينة... بقلم محمد الحنفي 09-27-15, 06:00 AM, محمد الحنفي

  • Post: #2
    Title: Re: آه من هذا الرحيل المر! بقلم هاشم كرار
    Author: محمد فضل
    Date: 09-28-2015, 00:30 AM
    Parent: #1

    هاشم كرار النزف بالكلمات والانابة عن المكلومين بفراق الاعزاء من الناس و الاحبة واشياء من هذا القبيل في التعبير عما يجيش في دواخلهم من خلال هذا النوع من الكتابة الغائب وسط الدمار وركام الاماكن والنفوس

    Post: #3
    Title: Re: آه من هذا الرحيل المر! بقلم هاشم كرار
    Author: مكي عبد الكريم
    Date: 09-28-2015, 04:40 AM
    Parent: #1

    أخي العزيز هاشم كرار ،، لا تذهب نفسك حسرات على الماضي والذكريات فإن شغف الماضي ( حيث الزمان والمكان والذين كانوا ) مجرد زينة يرسمها الخيال ،، أما في حينها وفي حقيقتها فكانت خلط من الدموع والأفراح ،، ولا تتجرد حياة الإنسان من تلك الصفتين .. وعندما يحن القلب للماضي فإن الخيال يخفي مكامن الدموع في الماضي ،، ثم يرسم الماضي بذلك القدر من النقاوة والطهر .. وتلك خدعة من الخيال ،، وكم وكم من عائد للماضي والذكريات راكضاَ متلهفاَ فإذا به يصطدم بحوائط الخيبة ،، حيث الحقيقة القاسية التي تعري زيف الذكريات .