السياسة في السودان متعرجة بقلم موسي احمد محمد (مورني طمبل)

السياسة في السودان متعرجة بقلم موسي احمد محمد (مورني طمبل)


09-26-2015, 05:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1443285347&rn=0


Post: #1
Title: السياسة في السودان متعرجة بقلم موسي احمد محمد (مورني طمبل)
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 09-26-2015, 05:35 PM

04:35 PM Sep, 26 2015
سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



في تجربتنا السياسية المريرة نجد أن الاحزاب والتنظيمات السياسية التي قامت في السودان تنعدم فيها الممارسة الديمقراطية وتكاد تكون معدومة في داخل اروقتها؛ والسمة الاساسية هي ممارسة الدكتاتورية الابوية في إدارة إجتماعاتهم كما تنزل التكاليف التنظيمية للذين لديهم أواصر الدم أوالصداقة اللصيقة بقيادات تلك التنظيمات ؛ حيث تبقي الخبرة والفهم عندهم ليس بالأهم وتراءهم يعملون وبصورة متعمد علي إقصاء أبناء الهامش السوداني في المواقع القيادية في تلك الاحزاب والتنظيمات وتقتصر المواقع القيادية سواء اكانت في الاحزاب والتنظيمات السياسية او المعارضة فقط عند تلك المجموعة الإثنية الضيقة الذين يسكنون عند الوسط النيلي ؛ ولن تجد البته واحدا من ابناء دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة في مواقع قيادية عليا ؛ في حين تتواجد قدرات وكفاءات متميزة تؤهل ابناء تلك المناطق لكي يكونوا في المواقع القيادية في تلك التنظيمات؛ وللأسف فإن ابناء الهامش ما هم الا اليات وادوات تنفيذ وكما يقتصر دورهم ايضا في الطاعة والولاء العمياء لقادتهم السياسين من ابناء الشِمال النيلي في السودان .

ان الانظمة والاحزاب السياسية التي نشاة وكونت في السودان منذ مطلع القرن العشرين اي في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي في بلادي السودان سواء ان كانت يمينية او وسطية او عشائرية او يسارية كلها تم تأسيسها بطريقة عرجاء لان كل قاداتهم السياسين بعيدين كل البعد عن هموم وقضايا الشعب ؛ والشعارات التي ترفعها تلك التنظيمات كل علي حده ما كانت منها الغرض اسعاد انسان السودان بل كانت بغرض تحقيق اغراضهم الذاتية وهم يقفون علي مسافة بعيدة من مصالح الشعب وتسود فيهم النظرة الاستعلائية والعقل الصفوي السلطوي ؛ لان الكثيرين من القادة السياسين الذين يمارسون السياسة في السودان يمتازون بالغوغائية والانانية ؛ فالغالب الاعم منهم سوزج لا يجيدون ممارسة العمل السياسي ؛ فالسياسة هي فن الممكن اي ساس يسوس او سيس الامر او تعامل بحكمة .

فالسياسة في السودان عرجاء لان السياسين لن يقفوا علي المسافة الصفرية من الجمهور لكي يتلمسوا ويتحسسوا بهمومهم ومعاناتهم الحقيقية ؛ بل مارسوا العمل السياسي بصورة وبطريقة مشوهة حصروا العمل السياسي في مجال ضيق التي تحقق مصالحهم الذاتية ونهب اموال وثروات الشعب ؛ حيث يجعلوا الجماهير مطيئة لهم من اجل الوصول الي المراتب القيادية العليا ان كان في الدولة او التنظيمات اوالاحزاب السياسية ذات العقلية الصفوية جلهم انشغلوا لهثا وراء ملزاتهم واشباع رغباتهم المتعطشة حتي سال لعابهم وابتل ارض الوطن بها ؛ ودائما ما يظهرون بمظهر الخادم الحقيقي لشعب ويخاطبون وجدان وضمير الشعب بخطب عصماء اثناء دعاياتهم السياسية ووعود مضللة ؛ ومن المؤسف هناك بعض القادة في بعض الحركات التحررية حملوا معهم مرض تلك التنظيمات يتصفون بالعقلية الصفوية والنظرة الاستعلائية ؛ يمارسون نفس السلوك المتواجد والمتوارث في التنظيمات والاحزاب السودانية المتهالكة.

إن إي قائد سياسي ناجح وملهم ومثقل بهموم الشعب لابد ان يقف علي مسافة الصفرية مع جماهير شعبه ويتلمس ويتحسس آلآمهم ومعاناتهم عن قرب ؛ ويربي القادة علي سلوك التواضع لينزلوا الي ادني درجة من درجات التواضع ويبعدوا العقلية الصفوية والنظرة الدونية والتعامل مع قضايا المواطن بالحكمة .

وبالمقابل نجد ان المنهج والطريقة الذي إتبعه حركة التحرير السودان هو اسلوب بناء القائد المثالي الحقيقي وذلك بإتباع منهج المدرسة القيادية التي تبدا من الأسفل الي الأعلي أي (إتخاذ القرارات من الشعب)؛ ولذلك سبب صمود ونجاح الحركة تعود الي تحلي القادة الذين هم إنبثقوا من الشعب بأدب وأخلاق الإسرة السودانية البسيطة وتنعدم فيهم الصفوية والنظرة الاستعلائية وهذا لا يعني بوجود العقلية السياسية الصفوية الموروثة بل وجودها بنسبة قليلة مقارنة مع الأخرين ؛ فالشواهد تقول إن في حركة تحرير السودان لا يمكنك ان تميز بين القائد والقاعدة إذا التقيت بهم لأول مرة حيث تتمثل هذة السمات والصفات في قائد الحركة والثورة القائد المثالي الاستاذ عبدالواحد نور وكما يقال إن الانسان وليد بيئتة .

إن البرنامج الذي يطرحه حركة تحرير السودان وهي فصل الدين عن الحياة السياسية او فصل الدين عن مؤسسات الدولة لن تأتي عن فراغ بل جاء بعد دراسة طويلة ومتأنية و تشخيص داء السياسة السودانية الذي أُنهك المواطن وأنخر في عظامة بسبب الأنظمة السياسية والأحزاب اليمينية والوسطية و اليسارية التي قامت مشوهة وعمدت علي الوقوف ضد مصالح الشعب السوداني في الهامش بصفة عامة وإنسان دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة بصفة خاصة ؛ وللأسف نظرتهم لابناء تلك المناطق نظرة دونية باعتبارهم اليات وأدوات وبقايا بشر . علي هذا الأساس طرح حركة تحرير السودان نفسه البديل الحقيقي لحل الأزمة السودانية الذي استعصي حلها منذ أن خرج المستعمِر من البلاد وذلك بتغير التركيبة السياسية السودانية القديمة المقتبسة من الإستعمار وليس بطريقة الإقصاء بل بمشاركة جميع مكونات الشعب السوداني لبناء مستقبل الدولة السودانية التي تقبل الكل .

وعلي جماهير الشعب السوداني من حلفا لحفرة النحاس ومن طوكر للجنينة أن يقفوا بجانب مواقف حركة تحرير السودان التي تنادي بتغير نظام المؤتمر الوطني التي أباد وإغتصب ودمر المشاريع الحيويه كالجزيرة وغيرها ؛وبعدها يمكن أن نبنئ دولة المواطنة التي يتساوي فيها الكل في الحقوق والواجبات دون اقصاء لاحد علي اساس لونه اوجهته او دينه دولة تحترم حق الحياة لشعبه .

mailto:[email protected]@gmail.com


أحدث المقالات
  • المهدية والانقاذ شبه شديد (5) .. بقلم شوقي بدري 09-26-15, 02:44 PM, شوقي بدرى
  • بعد الراكوبة السعودية تتأمر مع النظام للأفلات من البند الرابع بقلم lلفاضل سعيد سنهوري 09-26-15, 02:40 PM, الفاضل سعيد سنهوري
  • لا يهمك ياوليد ! بقلم على حمد إبراهيم 09-26-15, 02:37 PM, على حمد إبراهيم
  • معركة جنيف.. بين الحق والزيف ! بقلم خضرعطا المنان 09-26-15, 02:34 PM, خضرعطا المنان
  • مدارات الاشواق بقلم ايليا أرومي كوكو 09-26-15, 02:31 PM, ايليا أرومي كوكو
  • سودانيون يتسابقون للحصول على الفياجرا!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-26-15, 05:55 AM, فيصل الدابي المحامي
  • هل ستكون السعودية اولى ضحايا ممالك الربيع العربى ؟؟ بقلم جاك عطالله 09-26-15, 05:50 AM, جاك عطالله
  • الفداء :عيد حزين !! شعر حافظ نعيم 09-26-15, 05:48 AM, نعيم حافظ
  • آليات حماية حقوق الإنسان في النظرية والتطبيق..!! بقلم د. محمود شعراني المحامي 09-26-15, 05:44 AM, د. محمود شعراني
  • ممارسات خاطئة باسم الثورة..مركز بثوب الهامش... بقلم ادم ابكر عيسي 09-26-15, 05:42 AM, ادم ابكر عيسي
  • آخر نكتة (العرسان بشر والشهود حيوانات)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-26-15, 05:40 AM, فيصل الدابي المحامي

  • صورة للفنان محمد السنى دفع الله 09-26-15, 04:11 PM, صور سودانيزاونلاين
  • صورة للفنان راشد دياب 09-26-15, 04:07 PM, SudaneseOnline Images
  • صورة للفنان طارق الامين و الشاعر الراحل محجوب شريف 09-26-15, 04:05 PM, صور سودانيزاونلاين
  • صورة للفنانة السودانية فائزة عمسيب 09-26-15, 04:02 PM, SudaneseOnline Images
  • شهداء الثورة السودانية الشهيد عبد القادر ربيع عبد القادر 09-26-15, 03:58 PM, صور سودانيزاونلاين