نهاية مناضل فتحاوي عاصر مراحل الثورة بقلم سميح خلف

نهاية مناضل فتحاوي عاصر مراحل الثورة بقلم سميح خلف


09-22-2015, 06:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1442944795&rn=0


Post: #1
Title: نهاية مناضل فتحاوي عاصر مراحل الثورة بقلم سميح خلف
Author: سميح خلف
Date: 09-22-2015, 06:59 PM

06:59 PM Sep, 22 2015
سودانيز اون لاين
سميح خلف-فلسطين
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



قد اختلف كثيرا عما كتبه اخي هشام ساق الله عن المناضل الفتحاوي المبعد الى البرازيل ثم عودته لقطاع غزة كمحطة للوصل الى الى قرية تقوع قضاء بيت لحم... وهنا اؤكد عن ما ذكره في مسيرة حياته النضالية المعطاءة التي تنكرت لها قيادة فتح وما الت اليه ظروفه المادية ووحدانية وجوده في مجتمع لا يعرف فيه احدا سوء بضع من الافراد الذين كانوا على تواصل معه واخص بالذكر اخي الواء هلال جرادات المبعد ايضا من الضفة.


قصة هذا المناضل بدأت معي بعد سكنتي في مدينة الزهراء وتعرفي على ملامح تلك المدينة الصغيرة التي تقع على مسافة قصيرة من شاطيء البحر في المنطقة الوسطى..... في هذه المدينة تظهر الفوارق بين فئات اجتماعية في الزمن الذي كان، على جانب هذه المدينة المحاذي لساحل البحر القصور التي قيل عنها لاسماء كانت في الثورة... ولا تمتلك الاالقليل من راتبها المتبقى في اخر الشهر بعد الخروج من بيروت وفي مناطق الشتات الى ان تحولت لقادة عظام تم تكريمها بالقصور وقطع الاراضي.... اي مهرجان اوسلو وثقافته التغيبيبة المشوشة والمزورة لحقائق كثيرة حول هؤلاء... وفي عمق المدينة طبقة موظفي السلطة التي تغتال حياتهم القروض البنكية ومحلات الخدمات من بقالات وما يتبعها....وتراهم بعد اسبوع من استلام راتبهم يتذورون من الفلس..... اما على الجانب الشمالي من المدينة يقع بيت المسنيين التي ضاقت بهم ارض قطاع غزة ليقيموا في بعض من الامتار وكانهم خارج المجتمع الغزي.


امام هذه اللوحة والمشهد وتناقضات مدينة الزهراء وانا جالس على بوابة احدى المحلات ، ونتناقش في هموم شعبنا وما لحق به من مصائب ومن احد مسبباتها القطط السمان وسلوكياتهم.. اشار لي احد الجلوس بيده الى رجل يسير على جانب الطريق وقال لي .... هذا مناضل فتحاوي من رجال العاصفة قديما عندما كانت ثورة.. نظرت لهذا الرجل ذو الثياب الرثة..... فقلت له ما مشكلته... قال انه يقيم في بيت المسنيين يتلقى مساعدات انسانية من بعض من لديعهم وما تبقى في عروقهم كرامة ووطنية....... حزنت كثيرا..... ولانها حالات متشابهة اصابت كثير من المناضلين والتنكر لهم عبر مسيرة هذه الثورة.... وتذكرت كلمات قالها لي الاخ ياسر النجار ابن الشهيد ابو يوسف النجار"" عندما قال لي مشكلتك انك خرجت من بين البصلة وقشرتها""" وعندها كانت الاجابة في نفسي : لا احب صنة البصل..... ورجوعا لاخونا ورفيق دربنا في الثورة الفلسطينية... الذي وافته المنية في بيت المسنيين امس صباحا.... والذي لم يتحصل على رواتبه ووفاء لبندقية رفعها ضد الاحتلال بدأ من الاردن الى لبنان وكل ساحات الصراع المباشر ..... الى ان ذهب مرحلا للبرازيل من الساحة العراقية بعد اجتياحها عام 2003م.


هنا اختلفت مع اخي هشام فيما كتب بان الحركة قد تكفلت في بيت العزاء وربما حضر للعزاء بعض من قيادات المرحلة وخصوصيتها وظروفها..... ولكن كالعادة لا يعرفون المناضلين وقدرهم وعطائهم الا عند رحيلهم.... والسؤال هنا... اين كانوا قادة هذه الحركة من المعاناة التي كان يعانيها المرحوم....... من كان يتعرف عليه وهو يسير مهموما هزيلا على جانبي الطرقات وحيدا وبلباس رث...... اين حقوقه واين تاريخه.


عرفت هذا الرجل عن قرب ذو الصدق الوطني المهموم بحالة وحالة شعب ووطن ايضا..... كان التشخيص الدقيق للمرحلة يقطع علينا اي اجابات للمعاناة وامام مشهد التناقضات في مدينة الزهراء التي تجيب عن عفن ماضي وحاضر لم يدم لهم..... يقول اخي هشام عجزت كل الوساطات لاعادة راتبه وخاصة مع سعادة الواء محمد يوسف مسؤول التنظيم والادارة..... ولا ادري كم ارتكب محمد يوسف والحاج اسماعيل وقادة المعلبات والبطاطين والزيتون المخلل من جرائم بحق فتحاويين حلوا البندقية بوفاء واخلاص..... ولكن اين محمد يوسف الان بعد اقالته من عباس بالتاكيد قد جمع ماجمع ولن يشعر بنهاية مناضل وغيره قد يعيشون بنفس الظروف مع اختلاف المناخات.


الموت حق علينا جميعا... ولكن المؤلم ان لا يجد هؤلاء ما يستحقونه.... فقد كان غريبا ومات غريبا مقهورا.. ممن يدعون انهم قادة الشعب الفلسطيني...... نعم ان رحيل هذا المناضل قد يكشف كم هائل ومزيد من كشف عوراتهم التي لا تتلذذ في استعراضاتها القيادية كما هي انتهازيتهم حتى في الموت والوفاة لمظلوم قدم ما قدمه لفلسطين والثورة"" فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "" صدق الله العظيم


رحلت ايها المناضل المهضوم حقق والمظلوم الى عالم العدل التي لا تضيع لديه دعوة مظلوم او مغبون في حقه، ونعم العدل والمصير.... اما هؤلاء فلن تغنيهم ثروتهم وما نالوا من الدنيا بغير ما يستحقون وما ظلموا وما فتنوا شيئا عند الله سبحانه وتعالى.

سميح خلف
أحدث المقالات

  • أفشلتُ إنقلابا! بقلم هاشم كرار 09-22-15, 05:18 PM, هاشم كرار
  • ضحايا الجمارك في مطار الخرطوم !! بقلم احمد دهب 09-22-15, 05:16 PM, أحمد دهب
  • روراوة الخائن بقلم كمال الهِدي 09-22-15, 05:13 PM, كمال الهدي
  • آخر نكتة (مظاهرات سودانية)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-22-15, 05:10 PM, فيصل الدابي المحامي
  • السودان و الخيارات الإستراتيجية بين السعودية و روسيا بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 09-22-15, 03:50 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • من يعلم تحت المجهر بقلم محمد النظيف 09-22-15, 03:48 PM, محمد النظيف
  • أرفض.. وتمرد على واقعك..!! بقلم عثمان ميرغني 09-22-15, 03:46 PM, عثمان ميرغني
  • إحترس .. أمامك كاميرا بقلم عبد الباقى الظافر 09-22-15, 03:43 PM, عبدالباقي الظافر
  • آثار الفطام ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-22-15, 03:41 PM, الطاهر ساتي
  • انتهاك الدرجات العلمية : البيئة نموذجاً!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-22-15, 07:08 AM, حيدر احمد خيرالله
  • رسالة مفتوحة إلى سمو الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين.. !! قريمانيات .. بقلم .. الط 09-22-15, 04:23 AM, الطيب رحمه قريمان
  • مش ديل؟! ما بخافوا الله و لا مدير الضرايب! بقلم عثمان محمد حسن 09-22-15, 02:24 AM, عثمان محمد حسن
  • كتاب جدران تونس رجْعُ صدى الثورة في إيطاليا بقلم عزالدين عناية∗ 09-22-15, 02:19 AM, عزالدين عناية
  • الأضحية.. واحد كيلو فقط ... !! قريمانيات .. بقلم .. الطيب رحمه قريمان .. بريطانيا... !! 09-22-15, 02:14 AM, الطيب رحمه قريمان
  • الثوره المصريه القادمه بقلم عبد الحكيم المغربي 09-21-15, 11:47 PM, عبد الحكيم المغربي
  • رداً علي مايسمي بالأغلبية الصامتة الجاك محمود أحمد يكتب: الثورة مستمرة والسادن يطلع برة!! (1-10) 09-21-15, 11:45 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • هذا الدماغ ليس للإستعباد! بقلم هاشم كرار 09-21-15, 11:43 PM, هاشم كرار
  • برانويا الاغلبية الصامتة ما بين كلاب بافلوف والشخصية السايكوباتية (2-20) بقلم أحمد زكريا إسماعيل 09-21-15, 11:41 PM, أحمد زكريا إسماعيل
  • قيادة النار تثأر للجرف الصامد بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-21-15, 11:40 PM, مصطفى يوسف اللداوي
  • أداء و كفاءة محطات توليد الكهرباء (3) بقلم د. عمر بادي 09-21-15, 10:55 PM, د. عمر بادي
  • مع الأطباء و دور الصحة بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 09-21-15, 10:51 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
  • الإعتقال الإداري وواجب إسرائيل الأخلاقي الحتمي* 09-21-15, 10:50 PM, ألون بن مئير
  • بيت لحم مهد المسيح ومهد الانتفاضة بقلم د. فايز أبو شمالة 09-21-15, 10:47 PM, فايز أبو شمالة
  • عيد الترابط الأسري والتكافل المجتمعي بقلم نورالدين مدني 09-21-15, 10:46 PM, نور الدين مدني
  • نداء عاجل لعلماء الامه بقلم عبد الحكيم المغربي 09-21-15, 10:45 PM, عبد الحكيم المغربي
  • جندية سابقة فى الجيش الشعبى لتحرير السودان فى احتفال فى ولاية اريزونا الامريكية 09-22-15, 05:01 PM, صور سودانيزاونلاين
  • Sudanese from Washington DC meets with US Special Envoy-photo 09-22-15, 04:57 PM, SudaneseOnline Images
  • معاوية حامد شداد استاذ الفلك بجامعة الخرطوم 09-22-15, 04:47 PM, صور سودانيزاونلاين
  • خالد حسن عباس و بابكر النور 09-22-15, 04:43 PM, SudaneseOnline Images
  • بابكر عثمان حمد شهيد من شهداء الثورة السودانية فى انتفاضة سبتمبر 09-22-15, 04:37 PM, صور سودانيزاونلاين
  • Sudanese Women Learning 09-21-15, 11:17 PM, SudaneseOnline Images
  • Sudanese at Isreal 09-21-15, 11:14 PM, صور سودانيزاونلاين
  • صورة لرئيس اتحاد الطلاب السودانيين فى عهد نميرى خالد حسن ابراهيم المعروف بخالد جردل 09-21-15, 11:08 PM, SudaneseOnline Images
  • South Sudan President Salva Kiir Maart with Bona Malwal 09-21-15, 11:05 PM, صور سودانيزاونلاين