مرفودين للصالح العام والخاص (1)! بقلم فيصل الدابي/المحامي

مرفودين للصالح العام والخاص (1)! بقلم فيصل الدابي/المحامي


06-18-2015, 11:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1434665323&rn=0


Post: #1
Title: مرفودين للصالح العام والخاص (1)! بقلم فيصل الدابي/المحامي
Author: فيصل الدابي المحامي
Date: 06-18-2015, 11:08 PM

10:08 PM Jun, 19 2015
سودانيز اون لاين
فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



أثناء فترة الطفولة الباكرة في حلة خليوة بمدينة عطبرة وعندما كان عمري خمس سنوات تم إرسالي إلى الخلوة لحفظ القرآن ، ما إن وصلت إلى الخلوة وجلست مع أطفال آخرين أمام الشيخ حتى صاح الشيخ في وجهي بصوت مخيف وطلب مني تسميع إحدى السور القرآنية، وعندما فشلت في ذلك ضربني في باطن قدمي بالفلقة، كشحت الشيخ بالتراب وطرت إلى خارج الخلوة ، طاردني الشيخ والأطفال الآخرون لكنهم فشلوا في اللحاق بي والقبض على (شردت شردة الريس من جنوب افريقيا) ولم يستطع أهلى إجباري على العودة مرة أخرى للخلوة رغم كل وسائل الترغيب والترهيب، وحيث إن أدب الاستقالة غير معروف في السودان فإن تلك الواقعة القديمة تعتبر أسرع رفدية في تاريخ السودان!
أثناء فترة الصبا ، وفي مدينة كوستي وتحديداً في مربع سبعة وعشرين الذي كان قيد الانشاء ، كنت أعمل عامل يومية مع خالي المعلم حسن في الاجازات المدرسية، في البداية كنت اتعقد وأشعر بالحرج عندما تراني بنت من بنات الحي وانا احمل قدح المونة أو أحمل الطوب وبعد فترة أقنعت نفسي بأن عمل اليومية ما عيب ثم صرت اغني باعلى صوت مع الجنوبيين من عمال اليومية عندما أرى أي بنت من بنات الحي وربما ساد اعتقاد بينهن في ذلك الوقت واقتنعن بأنني جنوبي فاتح اللون بعض الشيء، ذات مرة وبناءً على طلب المعلم حسن ، كنت مكلفاً بجلب الطوب الأخضر الثقيل الوزن من مسافة بعيدة، وكان هناك عامل يومية آخر يقوم بجلب الطوب الأحمر الخفيف الوزن من مكان قريب ولانني اعتبر نفسي منذ الصغر شيال التقيلة لم احتج على تقسيم العمل بتلك الصورة ، كان العامل الآخر كسولاً وبطيء الحركة ولم يقم بأداء عمله على الوجه المطلوب بينما كنت أنا نشيطاً وخفيف الحركة وتمكنت من ردم جبال من الطوب الاخضر بالقرب من حائط البناء رغم بعد المسافة ورغم ثقل الطوب الأخضر، فجأة طلب مني الخال حسن بلهجة آمرة أن أتوقف عن جلب الطوب الأخضر وأساعد العامل الكسلان في جلب الطوب الأحمر ، اعتبرت ذلك الطلب غير عادل على الاطلاق ورفضت تنفيذه رفضاً باتاً ورفدت نفسي فوراً من عمل تلك اليومية!
في مدينة كوستي كان بيتنا يقع بالقرب من مدرستي الثانوية العامة وهي مدرسة التيجاني الشعبية الثانوية العامة، كنت افطر في البيت نظراً لعدم قدرة عائلتي على منحى حق الفطور ، فجأة صدر قرار في المدرسة يقضي بالزام جميع الطلبة بتناول الفطور داخل المدرسة من البوفيه وتم منع الفطور خارج المدرسة منعاً باتاً، اجبرني الجوع والفلس على عدم الالتزام بالقرار فكنت أقفز من فوق الحائط واذهب لتناول الفطور في البيت ، ذات يوم ضبطني الناظر وأنا اعتلى الحائط فتم رفدي من المدرسة قبل شهرين من امتحانات الثانوي العالي وكانت تلك الفترة مخصصة للمراجعة، رغم ذلك تفوقت واحرزت المركز الثاني على مستوى المدرسة وتمكنت مع ثلاثة طلاب آخرين من دخول مدرسة القوز الحكومية الثانوية العليا ، وعندما جئت للمدرسة لمعرفة النتيجة قال لي نائب الناظر بالحرف الواحد (انتا شرفتا المدرسة لاكين انتا ما عندك أخلاق)! وحتى الآن لم أفهم معنى ذلك الكلام!
في مدرسة القوز الحكومية الثانوية العليا ، كنت أكره مادة الحساب بشدة وادك كل حصص الحساب بدون فرز بسبب أحد اساتذة مادة الحساب الذي سأل الفصل ذات يوم بعد أن شرح مسألة ما: الفاهم منو؟ رفع طالب واحد فقط يده مدعياً الفهم، فعلق الاستاذ قائلاً : واحد بس في الفصل فاهم ، كفاية جداً والواحد ذاتو كتير ، الباقين ما مهم يفهمو! لم تكن مادة الحساب مادة أساسية آنذاك وكان من الممكن للطالب أن يدخل جامعة الخرطوم حتى لو سقط في مادة الحساب، عندما حان امتحان مادة الحساب ضمن امتحانات الشهادة الثانوية في عام 1979، رفضت الدخول لقاعة الامتحانات ، وبعد مرور نصف الزمن ، قررت الدخول فرفض أحد المراقبين ذلك بحجة أن الدخول للامتحان ممنوع بعد مرور نصف الزمن، عملتا معاهو شمطة كبيرة فتدخل المراقب الآخر وسُمح لي بالدخول ، كتبت رقم جلوسي على ورقة الاسئلة ثم كتبت سلسلة من الاجابات الاستفزازية على ورقة الاجابة فعلى سبيل المثال ، وردت مسألة مفادها رجل يحفر بئر المتر الأول بخمسة جنيه سوداني، الثاني بعشرة جنيه ، الثالث بخمسة عشر جنيها فكم جنيه سوداني يكلف حفر 75 متراً ، أجبت يكلف خمسة ألف دولار أمريكي ! لم احضر ظهور النتائج فقد غادرت مدينة كوستي وذهبت إلى مدينة كسلا، عندما ذهب خالي حسن لمدرسة القوز الحكومية لمعرفة النتيجة قالوا له: الزول ده جاب صفر في جميع المواد وممنوع من الجلوس لامتحان الشهادة السودانية لمدة سنتين ولم يذكروا له سبب السقوط الصفري أو سبب الرفدية الطويلة! لقد تم رفدي لسوء السلوك وتمت معاقبتي بالحرمان من الجلوس لامتحان الشهادة السودانية لمدة عامين كاملين بسبب مادة الحساب ويُقال إنني أول شخص في السودان تم رفده لهذا السبب! حضر خالي إلى المنزل ووشو يلعن قفاهو وهو موقن يقيناً قاطعاً ببلادتي التامة، سالته والدتي فاطمة: الولد جاب شنو؟! رد عليها قائلاً: الولد ما جاب حاجة !! ثم أخبرها بقصة سقوطي واحرازي صفراً في جميع المواد ورفدي لمدة عامين، بكت والدتي كثيراً لمدة طويلة بسبب تلك النتيجة الصفرية غير المتوقعة وبسبب تلك الرفدية غير المفهومة!

مذكرات زول ساي
فيصل الدابي/المحامي


أحدث المقالات
  • في تحويل الفضيحة إلى فتح رباني ملاحظات حول ما جرى في جنوب أفريقيا بقلم د. أحمد عثمان عمر 06-18-15, 04:18 PM, د.أحمد عثمان عمر
  • البشير يعود سالماً والعدو يبوء خائباً بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-18-15, 04:15 PM, مصطفى يوسف اللداوي
  • عبد الوهاب الأفندي و قضية إستئصال الإسلاميين بقلم بابكر فيصل بابكر 06-18-15, 12:58 PM, بابكر فيصل بابكر
  • رسالة عاجلة للرئيس البشير وقوى نداء السودان:المنطلقات الوطنية والدينية تحتم الوقف الفورى لإطلاق النا 06-18-15, 12:50 PM, يوسف الطيب محمد توم
  • Re: رسالة عاجلة للرئيس البشير وقوى نداء السود 06-18-15, 02:38 PM, د/يوسف الطيب/المحامى
  • الاشياء تتداعى ( مقدمة مختصرة لورقة بعنوان القبيلة) بقلم عبدالله الأحمر 06-18-15, 12:42 PM, عبدالله عبدالعزيز الاحمر
  • تباً لأقلامنا !! بقلم صلاح الدين عووضة 06-18-15, 12:35 PM, صلاح الدين عووضة
  • (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) بقلم الطيب مصطفى 06-18-15, 12:30 PM, الطيب مصطفى
  • القربان قصة قصيرة بقلم صابر جمعة بابكر 06-18-15, 01:55 AM, صابر جمعة بابكر
  • الى فضيلة مولانا الشيخ محمدعثمان صالح بقلم عوض سيداحمد عوض 06-18-15, 01:49 AM, عوض سيداحمد عوض
  • هؤلاء تعلمت منهم ! آلدكاترة أحمد عبد العزيز يعقوب أخر الدكاترة المتفقهين ! بقلم عثمان الطاهر المجمر 06-18-15, 01:45 AM, عثمان الطاهر المجمر طه
  • ما هكذا تورد الإبل ياقيادة الجبهة الثورية بقلم إبرهيم أوتهاب إبرهيم بليه 06-18-15, 00:41 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • البشير .. مكبلاً بالأصفاد- بالنية! .. بقلم عثمان محمد حسن 06-18-15, 00:38 AM, عثمان محمد حسن
  • تجميد مذكرة الجنائية وسحبها نهائيا رهين بتحقيق السلام الشامل الحقيقي بقلم المثني ابراهيم بحر 06-18-15, 00:34 AM, المثني ابراهيم بحر
  • بالله عليكم ، كيف ذهب البشير جنوب أفريقيا مطلوباً دولياً وعاد بطلاً قومياً !؟ بقلم عبدالغني بريش فيو 06-18-15, 00:32 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • الفرصة مازالت مواتية لاسترداد التعايش السلمي بقلم نورالدين مدني 06-18-15, 00:30 AM, نور الدين مدني
  • الاجتماع الموسع لانصار المقاومة الايرانية بباريس – بارومتر الثورة الشعبية الايرانيه: متابعة - صافي ا 06-18-15, 00:28 AM, صافي الياسري
  • حماس واسرائيل والتحالفات المرحلية بالمنظور الوطني بقلم سميح خلف 06-18-15, 00:27 AM, سميح خلف
  • التهدئةُ قائمةٌ بين المقاومةِ وإسرائيل بقلم د. فايز أبو شمالة 06-18-15, 00:25 AM, فايز أبو شمالة